يتجه زوج اليورو/الدولار الأمريكي نحو الهبوط ليتداول عند 1.0853 اليوم الخميس، مع تصاعد التوقعات بخفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب اليوم، وهو برأيي ما يضع ضغطاً إضافياً على اليورو. ومن المتوقع أن يقوم البنك بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وذلك في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي في منطقة اليورو وتزايد التحديات الاقتصادية. وهذا الخفض المنتظر من شأنه أن يعزز من ضعف اليورو، حيث تبقى السياسات النقدية المتساهلة في المنطقة تضغط على اليورو مقابل الدولار الأمريكي الأكثر قوة.
اقرأ: اليورو يبدأ العام الجديد بخسائر
من جهة أخرى، من المنتظر أن تعلن الولايات المتحدة عن بيانات مبيعات التجزئة لشهر سبتمبر، والتي من المتوقع أن تظهر تحسناً بنسبة 0.3%، مما قد يعزز من قوة الدولار الأمريكي. ومع استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي مقارنة بالتباطؤ الأوروبي، أعتقد أن الفجوة بين السياسات النقدية لكل من البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي ستساهم في دفع زوج اليورو/الدولار إلى مستويات هبوطية جديدة. وفي ظل هذا المشهد، قد يستمر ضعف اليورو حتى ظهور إشارات على استقرار الاقتصاد الأوروبي أو تغير في التوجهات النقدية الأمريكية.
اقرأ: اليورو يواصل مكاسبه
ومن وجهة نظري يمر زوج اليورو/الدولار بحالة من الضعف، حيث اقترب من مستوى 1.0850 اليوم. وبرأيي هذا الانخفاض ليس مجرد تقلبات سوقية عابرة، بل يعكس اتجاهاً هبوطياً متواصلاً مدفوعاً بعدة عوامل أساسية. من الواضح أن الضغط المتزايد من ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي يلعب دورًا رئيسيًا في هذا الاتجاه، مما يجعل من الضروري مراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية القادمة عن كثب.
كما تتجه الأنظار حاليًا إلى اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي المقرر عقده اليوم الخميس. ويُتوقع أن يقوم البنك بخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، وهو ما يُعتبر خطوة متوافقة مع الرغبة في تعزيز النمو الاقتصادي في منطقة اليورو. لكن هذا الخفض، في رأيي، قد يزيد من الضغوط على اليورو في مواجهة الدولار القوي. ومع استمرار الدولار في التحسن نتيجة لسياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي، يبدو أن اليورو سيواجه صعوبة في الصمود أمام هذه الضغوط.
اقرأ: اليورو يستقر قبل قرار الفائدة
خاصة بعد أن اتخذت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية(FOMC) خطوة غير عادية بخفض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في سبتمبر. وهذا يدل على وجود قلق واضح بشأن التضخم والنمو الاقتصادي. وتظهر تعليقات المحافظ كريستوفر والر أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يتوقع تخفيضات لأسعار الفائدة مستقبلاً، لكن بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا، وهذا برأيي يعكس مخاوف من استمرار الاقتصاد الأمريكي في الأداء بشكل قوي. أيضاً هذا من شأنه أن يمنح الدولار دعمًا إضافيًا ويزيد من التحديات التي يواجهها اليورو.وبالتالي تعزيز الاتجاه الهبوطي لزوجEUR/USD و يزيد من احتمالية استمرار الهبوط نحو مستويات قريبة من 1.0800.
كما أن التضخم الأضعف من المتوقع في منطقة اليورو يشكل عاملاً إضافيًا يضغط على اليورو. فإذا لم يتمكن البنك المركزي الأوروبي من تقديم إشارات واضحة تدعم استقرار اليورو، فإن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من الانخفاضات. وبالنظر إلى التصريحات الأخيرة لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، يبدو أن البنك يحاول الحفاظ على موقفه أمام التحديات، ولكن القلق من الأوضاع الاقتصادية قد يتطلب تحركًا أسرع.
اقرأ: اقتصاد – الدولار الأمريكي ينتظر واليورو مستقر قبل لاجارد
وهنا يمكنني القول إن الاتجاه العام لزوج اليورو/الدولار يتجه نحو مزيد من الهبوط، خاصة مع التركيز على قرارات السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي والتطورات الاقتصادية في الولايات المتحدة. وفي رأيي، يتعين على المستثمرين الاستعداد لمزيد من التقلبات في الفترة المقبلة، مع احتمال أن يجد الزوج دعمًا عند مستوى 1.0850 قبل أن يتجه نحو مستويات أدنى عند 1.0800 إذا استمرت الظروف الاقتصادية والسياسية في الضغط على اليورو. مما يجعل من الضروري متابعة الأخبار والتوقعات الاقتصادية لتحديد الاتجاه قريب المدى بدقة.
تحليل: رانيا جول