قبل أن أبدأ بكتابة مقالتي، أرغب بأن يفهم المعنيون، أني أفعل ذلك وبغضب لأن مصر أم دنيا العرب بحق وليس من باب المجاملة، مصر أم دنيانا في كل شيء، واللغة العربية أمانة بين أيدي “جدعانها” الحريصين على هويتنا.
أن يخطيء صحافي خلال الطباعة فيقترف خطأً مطبعيًا، فالأمر مقبول لأنه لا يدل عن جهل بل عن سرعة في تنفيذ العمل، ما يؤدي إلى وقوع الخطأ لا الخطيئة، وهذا يحدث كثيرًا في زمن الكومبيوتر خصوصًا، بينما كان نادرًا في زمن الورقة والقلم والزمن البطيء.
أما أن يقترف موظف في شركة إنتاج كبرى، بخطأٍ لغوي وعلى الجينيريك، فهذا يجعلنا نهزأُ منه كمثل آخر صورة – وثيقة مرفقة مع آخر المقالة، إذ حول المبتدأ المرفوع إلى منصوب والمثنى المؤنث إلى جمع مذكر، وهذه جريمة لأنها من القواعد البسيطة التي نتعلمها في الصفوف الإبتدائية ولا يمكن لشبه أمّي، أن يقع في مثل هذا العيب. فبدل (مساعدين) كان يجب أن تكون (مساعدتا ستايلست). الوثيقة أدناه مأخوذة عن الجينيريك.
والمجزرة أن موظفًا في شركة إنتاج ضخمة، ومهمة، ونحبها، ويقودها أساتذة من عائلة فنية عريقة، مثل شركة (العدل جروب) يعجز عن كتابة كلمات قليلة دون أخطاءٍ إملائية.
والمصيبة الأكبر أن هذه الأخطاء تخرج في جينيريك مسلسل ضخم، وتستمر في الإطلالة على مدار ثلاثين يومًا وثلاثين مرة، في عرض واحد، هذا عدا عن العروض اللاحقة.
كل ذلك يحدث دون رقيب ولا حسيب، ويتفرج عليها أصحاب الشركة وأبطال العمل، ويصل العرض إلى الحلقة العاشرة حسب مشاهدتي الشخصية، ولا يعترض أحدٌ ولا يعتذر أحدٌ ولا يسارع أحدٌ إلى إصلاح الأخطاء الفضيحة.
كلِمات كتبوها (كليمات).
وماذا عن حرف الواو البعيد عن الكلمة وهذا ما يفعله الجهلة على السوشيال ميديا.
هل توجد واو بعيدة عن كلمة أو حرف أو فعل؟
أكسسوار فكتبت إكسسوار!
لا يوجد (إكسسوار) بالعربية، والكلمة معربة عن اللغات الأجنبية، Accessory بالإنجليزية وكما ترون تبدأ بحرف مفتوح (أ) وليس (إِ) وبالفرنسية Accesseur وأيضًا تبدأ بحرف مفتوح لا مكسور، وبالإيطالية Accessorio أيضًا مفتوحة، ولا توجد كلمة أكسسوار في أي لغة مع أ مكسورة.
وماذا عن سكريبت Script؟ التي تحولت إلى اسكريبت مع (أ) وهي أيضًا كلمة معربة رغم أن لا داعي لذلك وتعني سيناريو!
لو أخطأ أحدنا باللغة الأجنبية التي يتقنها إلى جانب العربية، لجعلنا منه أضحوكة ولفضحناه وسخر منه “للي يسوا والي ما يسواش” وكنا وصفنا غلطته بالخطيئة.. أما أن نخطيء بلغتنا ونهينها ونلعن دينها فلا أحد يحرك ساكنًا.
إذا وجدتم لي خطأً في المقالة علموني وعلقوا عليها كي أتنبه لأني فخورة أني عربية وفخورة بلغتي وأرغب بإتقانها قدر الإمكان.