منذ سنة وأنا لا أتابع غالبية الفضائيات اللبنانية لمستوى الحقد الذي تبخه، والثرثرات المسمومة المنتشرة منها في ربوع الوطن، وللخطاب العنصري غير الوطني الذي توزعه بين الشعوب اللبنانية، لذلك لم أعد أعرف ا تعرضه من برامج سوى ما يصلني من أحاديث الزملاء إلى حين البحث والمشاهدة، وما أم كتبت نقدًا منطقيًا ومسؤولًا عن مسلسل “الهيبة الرد” حتى تهافتت الإتصالات تطالب بالكتابة عن مسلسل “هند خانم” وبعضهم اتهمنا بأننا لا يعجبنا العجب.

اقرأ: الهيبة الرد يسقط وماذا عن منى واصف وديما قندلفت؟

في الواقع العمل الجيد لا يحتاجنا، بل يفرض حضوره، ويفرض الكتابة ويفرض نجاحه المتميز، والتميز في غالبية الدراما العربية غائباً لكونه يعيش في عقدة تقليد الدراما التركية، وهبل اجترار الأجزاء، وأما العمل الدرامي المتواضع فهو يحركنا للكتابة أو لإهمال المتابعة كأنه لم يعرض، وإذا حصد نسبة عالية من المشاهدة لوجود احد النجوم فيه فهذا لا يعني نجاح العمل لكون المشاهد العربي لا يزال يلاحق النجم على حساب جودة العمل وعدم إتقان لعبة الدراما!

اقرأ: ورد الخال هكذا أطلّت ولمَ لا تتعلّم منها نجمات لبنان؟ – صورة

دخلنا السوشال ميديا لنبدأ عذابات المتابعة، ولنجد مسلسل «هند خانم» تأليف رازي وردة، ومن إخراج كنان اسكندراني، ومخرج منفذ مابيل حجيج، ومدير التصوير مصطفى الكردية، وماكير ريتا صادر، وإنتاج شركة «مروى غروب» – مروان حداد، تعرض العمل إلى كثير من المشاكل بسبب قطع الطرقات والتظاهرات والكورونا، ومع ذلك أبصر النور حيث ظهرت ملامح إشكاليات التنفيذ من خلال ارباكات العرض والأداء

يجمع العمل كلاً من ورد الخال، وخالد القيش وباقة من الممثلين اللبنانيين نذكر ضيف الشرف القدير اسعد رشدان، ووسام صباغ، وجناح فاخوري، وليلى قمر، وماريبال طربيه، وبيدرو طايع، والوجه الجديد هيثم المصري، والزملاء يمنى شري، وكارين سلامة، وجوزيف حويك!

اقرأ: ورد الخال: لماذا هذه الثنائية بين الممثلات اللبنانيات مع الممثلين السوريين

العمل لا يتحمل النقد لضعف ما يعرض على أكثر من صعيد، ومن الواضح أن المخرج لم يتمكن من الاستفادة من وجوه فنية جيدة عملت معه، وكان المفروض إعادة أكثر من مشهد لرتابة ما قدم، وتقديم وجبة تمثيلية عميقة خارج مجرد أداء سريع كما لو كان أحدهم يلاحقهم، ودراسة الكادر الموجب التقاطه في المربع حتى لا تفلت منه جماليات المكان والأداء كما تاهت للأسف منه ومن المشاهدة.. نص مربك بمشاهد مقحمة لزوم ما لا يلزم، وايقاع بطيئ أضر القصة والمتابعة، حوارات إنشائية وجب إعادة كتابتها بطريقة سلسة حتى يتمكن الممثل من بوحها خارج الارباء الذي وصلنا، حوارات بمجملها تقال بطريقة لا علاقة لها بأصول النطق، واحياناً تنفذ باشكالية اللهجة التي تصلنا ببرودة وبطئ النطق!

اقرأ: نضال الأحمدية تكشف أسرارًا عن هيفاء وهبي وابنتها – فيديو

يلفت تأدية الزملاء من الإعلاميين وكأنهم يلعبون منذ سنوا خاصة كارين سلامة أكثرهم تميّزًا واقناعًا.

كما يلفت أداء الشاب هيثم المصري، ومن الواضح امتلاكه موهبة جميلة يتطلب إدارة تستغل ما لديه من كاريزما وحركات ايمائية يتحكم بها، نأمل أن لا يضيع في زحمة الغرور الكاذب!

كما تلفت اللوحات التشكيلية التي تزين الماديات وهي غاية في الجمال، وبيجامات الصبايا روعة، والأهم الموسيقى التصويرية وأغنية الجنريك، والمكياج الذي استخدف خارج المبالغات التي اعتدناها…هذه هي النواحي التي تستحق أن نقف عندها بمتعة!

اقرأ: جومانا وهبي وتوقعاتها لكل الأبراج للعام ٢٠٢١ – فيديو

نصيحة إلى كل العاملين في الدراما اللبنانية التروي في تنفيذ العمل، وإلى مشاهدة ما تصورونه!

نصيحة إلى كل الممثلين خاصة النجوم منهم شاهدوا ما قمتم بتصويره قبل المونتاج وقبل العرض فما يعرض مؤسف ولا علاقة له بالتمثيل وبالتصوير وبالنجومية، والمحافظة على الاسم اليوم وفي ظل المنافسة العربية والمقارنة في تقليد واستنساخ التركية أهم من مجرد العمل كتكملة عدد!

جهاد أيوب – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار