تراشق لفظي معيب تشهده ساحات السوشيال ميديا، هذه الأيام بين المصريين والسعوديين، وسط محاولات من مواطني البلدين الشقيقين لنسف تاريخ البلد الآخر!
السعوديون يهاجمون مصر، ويشتمون حكامها وشعبها ويصفون المصريين بالشحاذين والرعاع!
في حين يرى المصريون أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تتحكم بالسعودية وحكامها، ويسخرون من وجود قاعدة أمريكية داخل السعودية.
تعليقات معيبة من الشعبين نترفع أن ننقلها لكم، ولكنها وصلت إلى حد الشتائم والسباب والكلمات الجارحة، ولا يتدخل عاقلُ لإنهاء هذا الجدال العبثي بين شعبين ودولتين عربيتين شقيقتين بينهما مصالح مشتركة منذ سنوات طويلة.
اقرأ: ابنة عمرو دياب وصور جنسية؟!
تعود جذور العلاقات المصرية السعودية إلى نحو مائة عام، حيث شهدت تطورًا قويًا منذ توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين عام 1936.
وتعززت العلاقات بين البلدين خلال التاريخ المعاصر، حيث دعمت المملكة العربية السعودية مصر ضد العدوان الثلاثي، كما ساهمت الجهود المصرية في تقوية مواقف دول الخليج لتعزيز سيطرتها على ثرواتها النفطية.
ودعمت السعودية وبقية الدول الخليجية والعربية، مصر وسوريا بعد نكسة 1967، وتجلى هذا الدعم في حرب 1973، حيث أسهم قرار الدول العربية بحظر تصدير النفط للدول المؤيدة للعدوان الإسرائيلي، والذي لعبت السعودية والإمارات فيها دورا قيادياً في تقوية الموقف العربي.
اقرأ: إليسا هل جاءتنا من دار الايتام: الاحمدية تنتقم
ولا أحد ينسى جهود التكية المصرية في الحجاز أو (المبرة المصرية)، كما كان يطلق عليها، وهي الموقع الذي كان يُصَنع فيه الوجبات الغذائية التي تقدم الطعام للحجاج والمعتمرين الوافدين إلى الحرمين الشريفين المكي والنبوي من شتى بقاع العالم الإسلامي.
التكية المصرية في مكة اختفت إثر هدمها عام 1983، بعد 150 عامًا من لعبها دورًا محوريًا في تقديم الدعم الخيري، لفقراء المسلمين من الحجاج وغيرهم، وتوقفت بعدما تحسنت أحوال المملكة العربية السعودية ماديًا.
ومن ناحية آخرى، أول جامعة سعودية رأسها مصري، ولن تجد وزيرًا أو مسؤولًا في السعودية إلا وستجد معلمًا مصريًا له عليه فضل.
حتى المناهج التعليمية السعودية أعدها المصريون، كما أن أول طريق بين مكة وجدة أسسته مصر، ولا ننسى أن أولى البعثات التعليمية السعودية كانت إلى مصر، وأول إمام استعمل مكبر الصوت في الحرم المكي كان مصريًا.
لكن ومنذ ٢٠١٦، بدأت تشوب حالة من التوتر في العلاقات السعودية المصرية بعدما أعلن وزير النفط المصري، طارق الملا، أن شركة أرامكو السعودية للبترول أبلغت الهيئة المصرية العامة للبترول بالتوقف عن إمدادها بالمواد النفطية “لحين إشعار آخر”.
اقرأ: أحمد العوضي ماذا قال بعد انفصاله عن ياسمين عبد العزيز؟
وبدا جليًا هذا التوتر بين الرياض والقاهرة عندما أخذت علاقات البلدين منحى ونمطاً غير مألوف عقب تصويت مصر لصالح قرارين مختلفين في مجلس الأمن، أحدهما مشروع قرار فرنسي لوقف العنف في حلب، والآخر مشروع قرار روسي تعارضه السعودية ودول الخليج.
وأثار تصويت مصر لصالح القرار الروسي حالة غضب لدى المملكة العربية السعودية الذي اعتبرته مخالفًا للموقف العربي. ووصفه عبد الله المعلمي، مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، بأنه “مؤلم”.
والآن مع النهضة الثقافية والفنية والاقتصادية في السعودية، ومع استقطاب السعودية لكل نجوم العرب بما فيهم المصريين، بل ومنحها الجنسية السعودية لعدد كبير من مشاهير مصر، تأزمت الأوضاع بين الشعبين، وازداد التراشق بينهما خصوصًا أن بعض المصريين شعروا بأن السعودية تخطف الثروة المصرية الناعمة، من الموهوبين المصريين وتمنحهم الجنسية السعودية لافتقارها للمواهب الحقيقية!
اقرأ: سلاف فواخرجي تعلن انفصالها عن زوجها بأرقى طريقة!
في الوقت ذاته، يلتزم الجانبان السعودي والمصري، رسميًا الصمت إزاء هذه الأزمة، رغم وجود تراشق إعلامي سعودي مصري تبادل بموجبه إعلاميون مقربون من السلطات في البلدين اتهامات بلغت حد التلاسن والتهديد، فضلاً عن التذكير بـ”أفضال” كل بلد على الآخر.
نرى ما يحدث بين السعوديين والمصريين أمرًا معيبًا ويجب أن يتوقف فورًا، بل ويجب أن يتحد العرب سويًا لمواجهة عدوهم الحقيقي، ولتقف كل البلدان العربية على قلب رجل واحد ولو لمرة واحدة!