على مدار ١٢ حلقة شاهدتها حتى الآن، من المسلسل الرائع لعبة نيوتن، تدهشني منى_زكي بأدائها، حتى أنني أعيد مشاهدة بعض المشاهد لمرة ثانية، كي أراقب كيف تلعب، وأي أدوات تستخدم، كي تتفوق على كل الممثيلن العرب، الذين أشاهد أعمالهم في رمضان ٢٠٢١.
منى تكاد تكون الممثلة المصرية الوحيدة التي تعبر عن أقسى أنواع انفعالاتها بدون صراخ استعراضي، وحين تصرخ فمقنعة، وغير مزعجة، وتتقن فن الصراخ القادم من قلب محروق، وهذا ما شهدنا عليه في مشاهد المستشفى حيث أخذوا طفلها منها.
منى مدرسة في التمثيل، ليس في الأداء وحسب، بل في اختيارها للنص، ودراسته وربما الإشراف على صفحاته كي يُعدل ويخرجُ متقنًا. إذ لا نشاهد مثل هذه الحرفية العالية في باقي الأعمال العربية، لأن الممثل العربي البطل يختار القصة فقط، لكنه عاجز عن التدخل في الحوار مثلاً، كأن يعدله ليصبح أفضل، أو في دراسة سيكولوجية الشخصية، التي يتقنها البعض القليل وتغيب عن المجموعات الغفيرة.
سيراقب القارئ مثلي حوارات كبار النجوم الذين يرددون ما كُتِب لهم، دون مراجعة النص أو الاعتراض عليه، لأسباب كثيرة وأهمها الإدعاء وقلة الخبرة والاعتداد الغبي بالنفس على طريقة: (أنا ستار وعظيم). وربما بسبب الاستسلام للكاتب الذي لا يتقن عمله للأسف ليس لأنه غير مبدع بل لأن شركات الإنتاج لا تدفع له ربع قيمة أجر بطل واحد من أبطال أي عمل كامل ينحته الكاتب وفريق عمله.
في المسلسل نفسه (لعبة نيوتن) تتفوق منى على كل زملائها الكبار والصغار، من الأبطال ومن ذوي الأدوار الثانوية.
معها نتوقف طويلاً نبكي ونضحك ونتأمل ومعها يطل رأس المخرج البطل أيضًا تامر محسن، وننتبه أنه من كبار المخرجين تقنيًا وكذلك في إدارة الممثل إذ ما شاهدنا معه ممثلاً لم يتقن أداء دوره ولو بالحد الأدنى.