بعدما لقّب الآلاف من العراقيين الفنانة رحمة رياض بنجمة العراق الأولى، عودةً إلى الأرقام المرتفعة التي تحصدها مؤخرًا عن مجمل إصداراتها الفنيّة، ونجاحها كعضو لجنة تحكيم ببرنامج (عراق أيدول).
إقرأ: رحمة رياض ما أجملها وهذه رسالتها للمرأة العراقيّة! – فيديو
ردت الفنانة العراقية شذى_حسون بشكلٍ غير مباشر، ونشرت غلافًا ترويجيًا لإحدى المجلات العراقيّة، ظهرت عليه، تعلن إنّها نجمة وطنها الأولى.
إذًا عاد الخلاف ليشتعل حول اللقب الأول عن فئة الصوت النسائي في العراق.
رغم أنّ رحمة وبآخر لقاءاتها تمنّت التوفيق والنجاح لشذى.
أي لم تمنح الخلاف أكبر من حجمه، بنضوجٍ واضح لاحظناه بتصريحاتها، ما جعلنا نغرم بشخصيتها المُتزنة الهادئة والمسالمة.
أما شذى فقررت الاستمرار بمواجهة زميلتها، نافيةً عنها اللقب الأول.
إقرأ: شذى حسون الشجاعة هكذا زارت موقع تفجيريْ بغداد – صور
هذا الصراع المُمتد لم توّد شذى إنهاءه، كما رحمة.
عن نجمة العراق الأولى، اللقب الجدليّ، ثمّة حقائق عدّة:
- شذى كانت الصوت الأنثوي العراقي الأول الذي يحصد شهرةً عربية واسعة، بعد فوزها بلقب ستار_أكاديمي بموسمه الرابع، ونيلها ما يزيد عن ٧ ملايين صوت عراقي آنذاك، عام ٢٠٠٧.
- بعد البرنامج، أصدرت سلسلة من الأغنيات اللبنانية، العراقية، والخليجيّة التي لاقت انتشارًا وقبولًا جماهيريًا لافتًا.
- رحمة لم تفز بلقب البرنامج بموسمه السابع، بل حصدت المرتبة الثانية، لتتقدّم شذى هنا.
- نجاح شذى الكبير فتح أمامها أبوابًا وقدّم لها فرصًا كُبرى أهمها تعاونها مع الموسيقار اللبناني الراحل العظيم ملحم_بركات.
- أحيت شذى مهرجانات خليجية وعربية هامة أولى.
- لكنّ ما لبثت أن تراجعت خلال الأعوام الماضية، رغم أنّنا نحبها، بوقتٍ لمعت به رحمة رياض عبر إصدارات فنيّة حظيت بعشرات ملايين المشاهدات.
- مقارنة بسيطة بين إحصائيات أغنيات شذى ورحمة، تكفي لإظهار تفوق رحمة الكبير بنسب المشاهدات.
- اختيارات رحمة الفنيّة أكثر إصابةً وجمالًا، وتقتنص قبولًا جماهيريًا في السوق العراقي وخارجه.
- شذى اكتسحت نجمات العراق المحليات قبل زمن السوشيال ميديا، الآن تحظى بالآلاف من الإعجابات، أما رحمة فمئات الآلاف، لتقارع نجمات الصف الأول في الشرق.
- رحمة توسّطت لجنة تحكيم برنامج (عراق أيدول) الأهم للمواهب في العراق والذي نال نجاحًا جماهيريًا عراقيًا وعربيًا، بينما تجربة شذى ببرنامج (القيثارة) بانت متواضعة محليّة لم تحقّق نجاحًا عربيًا يُذكر.
باختصارٍ مفيد، التفوّق بدأته شذى، وتحوّل تدريجيًا لرصيد رحمة.
شذى الأولى أمس، رحمة اليوم.
يمكننا إعطاء لقب نجمة العراق الأولى للاثنتيْن معًا، ولا ننزعج، ولا نوّد أن ننحاز هنا، لأنّنا نحبهما معًا ونحترم موهبتيْهما.
ولو أنّ رحمة اليوم أقوى وأكثر جماهيريةً، يبقى لشذى أرشيف غنيّ يشفع لها.
في العراق أيضًا توجد فنانات شهيرات وناجحات ومحبوبات مثل أصيل ودالي وإسراء.
لكنهنّ محليات، بينما تتصاعد شعبية رحمة خليجيًا وعربيًا بشكل لافتٍ على حساب شذى التي دعيناها مرارًا لاعتماد خطوات فنيّة أكثر قوةً.
أما على صعيد التصريحات، فتبدو رحمة أكثر نضوجًا من زميلتها العراقيّة، وأكثر ميلًا نحو السلام الداخلي النقيّ، وأكثر إتزانًا بمواقفها، كارهةً الخلافات والمناكفات التي لا تُقدّم المراتب ولا تؤخّرها.
عبدالله بعلبكي – بيروت