ماذا يحدث للنساء؟
وكيف انكشفت عورات الرجال التي لا يذكرها أحدٌ حتى الآن..
عورات الرجال التي اختبأت لقرون طويلة في جلابيبهم، تنفضح الآن أمام كل المجتمعات العالمية.
(العورة)، هذه العبارة، ما استُخدمت مرة إلا صفة ملازمة للنساء.
كنا نحن «المعوورات»
وكانوا هم «الزلم»
كنا نحن من نعيث في الأرض فساداً..
وكانوا هم من يصلحون الأرض ومن عليها..
كنا نحن ناقصات عقل ودين..
وانقشعت الغيمة عن ناقصي العقل والإيمان والشرف، وكلهم من الذكور الذين حكموا المرأة لآلاف السنين.
هم لم يحكموا وحسب..
بل سمّموا لكل امرأة انتصرت.
وحرموها من الزواج حين قادت البلاد مقنعين إياها أنها الملكة العذراء (اليزابيث).
وسحلوها حين واجهت سلطة الدين بالعلم والمعرفة..
هم أنفسهم «السَحَلة» من أحرقوا الكتب وحولوا الأنهار إلى ماء أزرق.
هم أنفسهم من حجّبوا عقلها، بعد أن ضربوها على رأسها، فارضين عليها ما يسمى بالحجاب (قماش)، وما فرض الله علينا إلا أن نكون أحرارًا حتى أنه في القرآن أعطانا حرية أن نكون كفرة..
هم أنفسهم جعلوا الله رأس الكنيسة، والكنيسة رأس الرجل، والرجل رأس المرأة، وما ذكروا أن للمرأة رأساً.. (من رسالة بولس)
وكل ما قام عليه التاريخ من توصيات جاءت لصالح عنجهية الذكر، حتى ولو كان «أكبر مجدوب» ولو كانت هي العبقرية.
كل ذلك من تاريخ حافل بمصادرة حقوق المرأة كإنسان، كانت تقوم قائمته على أساس أن الرجل «جدع» وصاحب شرف وحامي حمانا ويصون شرفنا..
هل كان الرجل كذلك، كي يسرق منا أجَلّ ما أعطانا إياه الله من حرية.
سرقنا الذكر، واغتصبنا، ووأدنا أحياءً، حتى الموت بسرعة أو ببطء.
اعتدى علينا الذكر، فاغتصبنا ونهب حقوقنا ومصّ دماءنا واستأجر أرحامنا وباعنا في أسواق النخاسة.
وما يحدث على الساحة الشرق أوسطية، منذ بداية الـ 2011 وحتى الآن، وإلى ما شاء الله من سنوات قد تمتد إلى أكثر من عشر على الأقل، فإنما يكشف حال الذكر المقعد والمتخلف وبائع شرف الأمة والدين، هو من يحكم باسم الله، ويفتي باسم الله، فيخرج أبو لحية من هنا، وأبو بلا شوارب من هناك، ليحلّل ويحرّم، وما تزال المرأة تراقب الفضائح العامة، لأنها كانت تعتقدد أن ما يحدث لها سراً فإنما هو أمر خاص، لتكتشف بأن حال كل الأخريات هو حالها تماماً.
انفضح الذكر وأصبح كومة في غربال يهزه صمت المرأة ليفرغ كل الشياطين فيه.
نحن في زمن يخلع فيه أبو جهل، الطربوش والعباءة، ويتمشى بيننا عارياً إلا من فضائحه.
انتهى زمن سيطرة الذكور، انتهى زمن إذلال المرأة، إنها مسألة وقت، وتتحول بلادنا إلى أوروبا جديدة.
ما حدث قبل الثورة البرجوازية في فرنسا وخلالها، يحدث الآن في بلادنا.
انتظرونا..
إننا قادمات لنعيد رسم وجه التاريخ.
نضال الأحمدية – 2018