استقر زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي ليبدأ تعاملاته اليوم الجمعة عند 1.2723، بعد أن انخفض نحو مستوى 1.2700 بدافع من مخاوف جديدة من الركود على خلفية أرقام مؤشر مديري المشتريات (PMI) الأمريكي التي جاءت أقل من التوقعات والتي امتزجت بشكل سيئ مع تخفيف السياسة النقدية البريطانية بعد أن قرر بنك إنجلترا خفضًا متوقعًا لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية.
اقرأ: الذهب يرتفع مقابل تراجع الدولار – تحليل
ومن وجهة نظري، ستكون بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية التي ستصدر اليوم بمثابة محرك بالغ الأهمية هذا الأسبوع بعد أن حدد بنك الاحتياطي الفيدرالي المسار المطلوب في البيانات الاقتصادية لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر كما هو متوقع على نطاق واسع. ويأمل المستثمرون في استمرار الانخفاض، ولكن ليس بشكل حاد للغاية في الوظائف الجديدة لشهر يوليو. ومن المتوقع أن تتراجع بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية إلى 175 ألف وظيفة جديدة خلال الشهر مقارنة بـ 206 ألف وظيفة في الشهر السابق.
كما ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأولية في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في 26 يوليو إلى 249 ألفًا من 235 ألفًا في الأسبوع السابق، متجاوزة الارتفاع المتوقع إلى 236 ألفًا. وانخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي(PMI) الأمريكي لشهر يوليو إلى أدنى مستوى له في ثمانية أشهر عند 46.8 مقارنة بـ 48.5 السابق، مما عكس تمامًا التحرك الصعودي المتوقع إلى 48.8.
اقرأ: ارتفاع البيتكوين مع وعود ترامب الانتخابية ما القصة؟
وأعتقد أن الأسواق تواجه حاليًا مهمة صعبة، حيث تزيد التباطؤات الاقتصادية من التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وتتوقع الأسواق احتمالية 100% لخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة على الأقل في 18 سبتمبر، مع احتمالية واحدة من كل خمسة لخفض بمقدار 50 نقطة أساس. ومع ذلك، إذا أصبح التباطؤ حادًا للغاية، فقد يؤثر سلبًا على معنويات السوق ، مما يجعل أي تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بعيد المنال. وهذا يضع المستثمرين في موقف صعب، حيث يأملون في خفض أسعار الفائدة بناءً على بيانات ضعيفة، لكنهم لا يتمنون سيناريو يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي هبوطًا وركوداً حادًا.
كما ارتفعت السندات البريطانية بشكل حاد ويستعد المستثمرون وتُسعر السوق مزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من جانب بنك إنجلترا هذا العام بعد تخفيف السياسة النقدية لأول مرة منذ عام 2020.فانخفض العائد على سندات الحكومة البريطانية لأجل عشر سنوات بنحو 11 نقطة أساس إلى 3.86%، في حين تراجعت أسعار الفائدة لأجل عامين بنحو 15 نقطة أساس، وهو أكبر انخفاض هذا العام. وصوتت لجنة السياسة النقدية بأغلبية 5-4 لصالح خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى 5%، رغم أنها لم تقدم توجيهات محددة بشأن المستوى الذي قد تستقر عنده أسعار الفائدة. وهذا برأيي سيزيد من التماسك والتقلبات الحساسة للبيانات الاقتصادية على الزوج في المدى القريب والمتوسط.
حيث يمكن أن يعود الجنيه الإسترليني إلى الانخفاض إلى ما دون مستوى 1.2650 وهو أدنى مستوى له في خمسة أسابيع. لأن انخفاض عائدات السندات الحكومية وعدم اليقين المستمر قبل الانتخابات العامة في المملكة المتحدة في الرابع من يوليو يضغط سلباً على تحركات الجنيه الإسترليني ومن غير المرجح أن يخف هذا الضغط قريبًا. في حين يستمر الدولار في اكتساب القوة كونه ملاذاً آمناً إلى جانب تباين الأرقام الاقتصادية وقوة الاقتصاد الأمريكي
تحليل سوق لليوم عن رانيا جول