إرتبط إسم العاصمة بيروت منذ العهد الفينيقي بعدد من الهزات الأرضية والزلازل. 70 في المئة من مناطق لبنان الساحلية ضربتها خلال التاريخ زلازل عدة.
ما الفوالق الأكثر تأثيرًا على لبنان؟ وكيف تتحرك!
ثلاثة فوالق رئيسية كبيرة تقطع لبنان من شماله إلى جنوبة والعكس صحيح وهي التالية:
– فالق اليمونة: وهو أخطر الفوالق في لبنان ويمتد على طول سلسلة جبال لبنان الغربية ويتحرك مرة كل ٨٠٠ ال ٩٠٠ سنة.
آخر زلزال على هذا الفالق كان العام ١٢٠٢، وأدى إلى تدمير طرابلس وبعلبك.
– فالق سرغايا يقع على مقربة من الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا يتحرك كل ١٥٠٠ إلى ٢٠٠٠ سنة تقريبًا تحركه الأخير كان العام ١٧٥٩ وهذا يعني أنه لم يتحرك قبل ١٠٠٠ سنة على الأقل.
– فالق (الروم) فالق جبل لبنان يتفرع من فالق اليمونة جنوبًا باتجاه البحر الأبيض المتوسط هناك فرضية علمية أن هذا الفالق يمتد شمالًا في البحر موازيًا المدن الساحلية اللبنانية وبما أن تحركه الأخير عائد الى العام ٥٥١ الذي كان الزلزال الأكبر في لبنان هذا يعني أن موعد تحركه الجديد سيكون مرتقبًا أيضًا.
اذًا لبنان معرّض لزلازل بدرجة ٥ او ٦ او ٧ لكن توقيت حدوثها علميًا ليس محسومًا بعد.
تاريخ بيروت مع الزلازل
بيروت شهدت على عدة زلازل قلبتها رأساً على عقب، قليلون منا يعرفون قصص هذه الزلازل.
حصل زلزال مدمر أودى بمعهد القانون الذي اشتهرت به بيروت في العهد الروماني، ووضع نهاية لعهد من الازدهار. وقبل سلسلة الزلازل المتتالية مع بداية القرن السادس، كان حدث زلزال عظيم في القرن الرابع الميلادي سنة 349 مع بداية انتشار الدين المسيحي، وظن كثيرون من الوثنيين حينها أن الهزة سببها غضبة إلهية، فاعتنقوا المسيحية.
كما حدثت هزتان عامي 494 و502م ووصل الدمار والخراب الى صور وصيدا، كانت تلك الهزات بمثابة بداية لسلسلة متلاحقة من الزلازل المتكررة كان أقواها عام 551 و555.
في عام 529 حدث زلزال اعتبرت دائرة المعارف الإسلامية أنه هو الذي وضع حداً للحياة في بيروت.
أما في عام 551 فامتدت موجة عارمة من البحر بعد أن ارتد البحر إلى الوراء مسافة تقرب من ميل، ثم عاد بشكل موجة عارمة (تسونامي) غمرت المدينة كلها فأغرقت البنايات وهدمتها، وذُكر أن 30 ألف نسمة من سكان بيروت قتلوا في هذا الزلزال، أما الناجون من الموت من أساتذة وتجار فانتقلوا إلى صيدا.
كذلك حصل زلزال سنة 1831 في الساعة الثانية والنصف ظهراً في أول شهر كانون الثاني، ووصل آثار الدمار الى مدينة صيدا، ومن الزلازل التي ذكرها المؤرخون أيضاً زلزال عام 1157 وزلزال عام 1170. وجاء عن زلزال عام 1302 أنه هدم مدناً عديدة ودفن عدداً كبيراً من الناس في جميع أنحاء سوريا ومصر أحياء تحت الركام، وأدى الى تصدع جدران الجامع الأموي في دمشق وتدمير قلعة صفد وتراجع البحر قبالة عكا. وقال مؤرخون عنه إنه أدّى إلى انخساف في السواحل اللبنانية وغرق العديد من الجزر الصغيرة والتي لم يبق منها إلا جزيرة الأرانب على ساحل مدينة طرابلس.
كما حدث في بيروت ولبنان هزة قوية سبقت خروج الأتراك سنة 1918، بالإضافة الى زلزال عام 1956 الذي ما زال يذكره البيروتيون واللبنانيون عامة، وجاء بشكل ثلاث مرات متكررة يفصل بين الواحدة والأخرى بضع دقائق وتخربت على إثره قرى كثيرة في الجبال وسقط عدد من الضحايا وبخاصة في شحيم. وآخر زلزال ضرب بيروت والبلاد المحيطة كان في اليوم الثاني من شهر أيار عام 1983.