أحسنت هند البلوشي بالخطاب الذي قدمته ولو أن زميلاتها يغرن منها ويوجهن صفعة للمتطاولين على فن النقد.
الممثلة الكويتية، هند البلوشي، حصلت على شهادة في النقد الفني من المعهد العالي للنقد الفني في مصر، ونشرت صورة للشهادة وعلقت: (أنا لم أختر النقد..النقد هو اختارني! الواضح أن مجتمعنا الكويتي تحديدًا..لا يفقه المعنى الحقيقي لهذا المصطلح، (ناقد)، ولا يفرق بين (متذوق) وبين (ناقد). فالسائد في مجتمعنا هو الخلط بين المصطلحات والوظائف، فما نراه اليوم في عالم السوشيال ميديا ماهو إلا غزو فكري، وإجتهادات فردية، غير علمية فكل من (هب ودب) أعطى لنفسه الحق أن يدرج نفسه تحت مسمى ناقد، نرى العديد من الصفحات في السوشيال ميديا تحمل اسم ناقد، وتعبر عن ذوقها ورأيها الخاص في ما يعرض ويقدم من أعمال فنية، ونرى أشخاصًا نسبوا لأنفسهم السيادة في تقييم الأعمال الفنية دون أن يحمل أحدهم شهادة وخبرة تعطيه الحق في تقييم الأعمال الفنية وتحليلها التحليل الصحيح، وإعتاد المبدعون على النمطية في النقد من قبل الصحافة والأقلام المغرضة التي ترفع من شأنهم).
وتابعت: (أصبحت المنافسة، هدفهم الأول، ولا يعيرون إهتمامًا للفن وللعمل الفني نفسه، والرسالة المراد إيصالها، والهدف من العمل الفني، لذلك لا يتقبلون النقد الحقيقي ودوره الإرتقاء بالفن. ولا يتقبلون النقد اللاذع الذي يسلط الضوء على الأخطاء أو التهاون فيما يقدم للمتلقي، فالعمل يتكون من عناصر فنية عدة، والناقد الحقيقي لا بد أن يحلل ويفسر هذا العمل الفني وعناصره، ومن حقه أن ينقد كناقد حقيقي دون وضع اعتبار لأي علاقة شخصية تربطه بالمبدع نفسه. الناقد الحقيقي لابد أن يبتعد عن الذاتية ويقترب من الموضوعية، فما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما هو إلا تذوق فني لأن للنقد أسس وضوابط يسير عليها الناقد، الفرق بين النقد والتذوق الفني، أن النقد له مسؤولية مثالية في تنوير الرأي العام عن طريق التفسير الفني والتقدير والحكم الجمالي).
وأنهت كلامها قائلة: (وظيفة الناقد تقوم على أساس عملية التفسير وتبسيط مفردات العمل وشرح ما عصي فهمه على الجمهور وصُعب إدراكه، ولا بد أن يترك الناقد الحرية للمتلقي في التفاعل مع العمل طبقاً لمفاهيمه وإدراكه الذاتي كمتذوق مع التوقف في المحطات الرئيسية فقط . تقييم العمل الفني وإصدار الحكم عليه جمالياً طبقاً للمعايير والأسس الفنية الجمالية المتعارف عليها لكل نوع من الفنون، متناولاً المحيط الزماني والمكاني والنفسي للعمل، هذه وظيفة الناقد الحقيقي المطلوب منه توضيح بنيوية ومضمون العمل من داخله بهدف الإرتقاء بالذوق الفني العام للجمهور والخاصة بتنمية موهبة الذوق لديهم وعليه توضيح نقاط القوة والمثالية الجمالية والإشارة لنقاط الضعف او تدني المستوي الجمالي او الحرفي او الأدائي او اللغوي).
سليمان برناوي- الجزائر