تعرب وزارة الصحة العامة والجمعية اللبنانية لطب الأطفال ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسيف عن قلقهم إزاء بعض التعليقات والشائعات الخاطئة التي طالت الحملة الوطنية للتلقيح ضد مرض الحصبة والتي نفذت المرحلة الاولى منها في كانون الاول 2019 عبر وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل الواتساب، وهي خاطئة ومضللة، حيث أن الطريقة الوحيدة لحماية الطفل من مرض الحصبة هي التلقيح.
سجل لبنان انتشاراً لمرض الحصبة في أوائل العام 2018 في بعض المحافظات، حيث بلغ عدد الحالات المبلَّغ عنها حتى الآن أكثر من 2000 حالة، وأبرزها عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات.
صرح مدير عام وزير الصحة العامة، د. وليد عمّار “أن اختيار عدم تلقيح الاطفال خلال الحملة الوطنية لا يتركهم عرضة لمرض الحصبة فحسب، بل يُعرّض الأطفال الآخرين للعدوى أيضاً، إن وزارة الصحة العامة بدعم من منظمة الصحة العالمية و اليونيسف توفر اللقاحات الامنة و الفعّالة مجاناً للاطفال عبر فرق مدربة من العاملين الصحيين في جميع المؤسسات التربوية خلال فترة الحملة و في جميع مراكز الرعاية الصحية الاولية و المستوصفات. في حال وجود أي تساؤلات أو إستفسارات ندعو جميع الأهالي لطلب الاستشارة من اختصاصيي الصحة وعدم الاصغاء للشائعات”
إن مرض الحصبة خطير ومعدٍ للغاية، والوسيلة الوحيدة للوقاية منه هي اللقاح، وفي حال الاصابة به يمكن أن يؤدي الى مضاعفات خطيرة بما في ذلك التهاب السحايا والإسهال الشديد والجفاف والالتهاب الرئوي والتهابات الأذن حتى الموت. يتعرّض المتعافون من مرض الحصبة غالباً الى إعاقات جسدية لمدى الحياة، مثل العمى والصم وضرر في الدماغ.
وأوضح الدكتور بزري، رئيس لجنة الاشهاد الوطنية، “اهمية وضرورة تلقيح الاطفال خلال الحملة ، وأن الجرعة الثالثة الاضافية من اللقاح ضد مرض الحصبة والذي يوفر خلالها ، هو بالغ الأهمية من أجل مناعة شاملة. بالإضافة الى ذلك أن سلسلة التبريد في المستودع المركزي لوزارة الصحة العامة ومراكز الرعاية الصحية الأولية هي ذات جودة مثالية وتضمن التخزين الآمن للقاحات. وأخيرًا، من المهم الذكر أن وزارة الصحة العامة توفر اللقاحات المجانية لبعض المنشآت الصحية الرئيسية في القطاع الخاص.
“ان لقاح الحصبة آمن وفعال. لذلك يجب أن يتلقى الطفل جرعتين على الأقل من لقاح الحصبة لضمان حمايته من هذا المرض، وليس هناك أي ضرر من تلقيه جرعة إضافية. فلا يوجد أي سبب يدعو إلى استمرار وفاة الأطفال بسبب مرض الحصبة”, قالت الدكتور مجدلاني، رئيس الجمعية اللبنانية لطب الأطفال.
كما اشارت الدكتورة شنكيتي، ممثلة مكتب منظمة الصحة العالمية في لبنان الى ان”التحصين يمكن أن ينقذ حياة الطفل، فاللقاحات تُعطى للأطفال بعد مراجعة طويلة ودقيقة من قبل العلماء والأطباء و اختصاصيي الرعاية الصحية. إن الطريقة الوحيدة للحد من هذا الوباء في الوقت الحالي هي تلقيح جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و10 سنوات بجرعة اضافية من لقاح الحصبة. يحمي لقاح الحصبة الأطفال من المضاعفات طويلة المدى التي يمكن تجنبها ومن الموت المحتمل، ولا ينبغي التخلي عن أي طفل”.
تؤمن اليونيسف لقاح الحصبة من خلال قسم التوريد العالمي التابع لها والمسؤول عن شراء جميع اللقاحات واللوازم الخاصة بالحملات العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال والقضاء على الكزاز الأمومي والكزاز الوليدي ومكافحة الحصبة. إن اللقاحات التي يتم تأمينها من خلال اليونيسف هي ذات نوعية ومصادق عليها من قبل منظمة الصحة العالمية، وتتبع معايير صارمة لتأمين السلامة وتقوم بمراقبة الجودة. تعمل منظمة الصحة العالمية واليونيسف على تعزيز صورة اللقاح الآمن من خلال العمل مع الشركات المصنعة من أجل ضمان جودة اللقاحات وتأمينها بأسعار مناسبة، ومع الحكومات بالمساعدة في تقدير متطلباتهم من اللقاحات .
أشارت ممثلة اليونيسف يوكي موكو الى أن اليونيسف “تلعب دورا اساسيا في تأمين اللقاحات ومستلزمات التحصين لحوالي 100 دولة سنويًا. فمنذ 25 عامًا، تؤمن اليونيسف لقاحات عالية الجودة إلى وزارة الصحة العامة لتلقيح جميع الأطفال في لبنان. واننا ندعو جميع الأهالي والمجتمعات الى المشاركة في الحملة القادمة للتلقيح ضد مرض الحصبة للوصول إلى كل طفل”،.
تعمل منظمة الصحة العالمية واليونيسف مع وزارة الصحة العامة لدعم توفير اللقاحات وإدارة سلسلة التبريد والتنسيق مع مقدمي الرعاية الصحية في مراكز الرعاية الصحية الاولية والمستوصفات لتقديم خدمة التلقيح بجودة عالية. كما تعمل منظمة الصحة العالمية واليونيسف أيضًا مع وزارة الصحة العامة على تنظيم حملات توعية تهدف للوصول الى نسبة عالية من الاهل لتلقيح الأطفال دون سن 10 سنوات.
وقد أكّد المجتمعون بما فيهم ممثلي وزارة الصحة العامة، منظمة الصحة العالمية، منظمة اليونيسف وممثلي المناطق في الجمعية اللبنانية لطب الاطفال ورؤساء الجمعيات الطبية الاخرى على ضرورة الالتزام والمشاركة الفعّالة في الحملة ، وعلى ضرورة حث الاهل ونصحهم باعطاء اطفالهم الجرعة الاضافية خلال الحملة بغض النظر عن الجرعات السابقة وتأكيدهم ان اللقاحات التي توفرها وزارة الصحة العامة هي آمنة وفعّالة وان سلسلة التبريد في المستودع المركزي التابع لها وفي مراكز الرعاية الصحية الاولية هي ذات جودة مثالية وتخضع لشروط التخرين الآمن للقاحات.
سيتم إطلاق المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتحصين في نيسان 2020، في محافظات بيروت، جبل لبنان، البقاع، الجنوب والتبطية وتستهدف جميع الأطفال المتواجدين على الاراضي اللبنانبية الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وأقل من 10 سنوات، بجرعة اضافية من لقاح الحصبة، أو الحصبة والحصبة الالمانية وابو كعب ، كما سيتلقى جميع الاطفال جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي. وسيتم تلقيح الأطفال من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية، المستوصفات، المدارس، دور الحضانة والعيادات الخاصة، وكذلك في تجمعات النازحين.
حول منظّمة الصحّة العالمية
تعمل منظمة الصحة العالمية من أجل تحسين صحة الجميع في كل مكان، وتعزز التغطية الصحية الشاملة كحق إنساني أساسي. وهي مسؤولة عن توفير القيادة في المسائل الصحية العالمية، وتشكيل جدول أعمال البحوث الصحية، ووضع القواعد والمعايير، وتوضيح الخيارات السياسية المسندة بالبيانات، وتوفير الدعم التقني لأكثر من 150 دولة، ورصد الإتجاهات الصحية وتقييمها والأمن الصحي العالمي.
Picture 1: Dr. Rady, WHO Dr. Bizri, Head of National Certification Committee Yukie Mokuo, UNICEF Representative