هناك نوع من الجراحة، يخضع لها البعض من الذين يعانون من السمنة المفرطة، للتحكم بوزنهم، وتؤكد هذه الجراحة على أهمية هرمون الجريلين في التحكم بالوزن، إلى جانب تقديمها لبعض الأفكار البيولوجية حول لماذا يأكل الكثير منا كمية أكثر من حاجة أجسامنا الفسيولوجية.

تُعرف هذه الجراحة باسم جراحات علاج البدانة، وتُعدّ العلاج الأخير للذين يعانون من البدانة، وخلال هذه الجراحة يتم تقليص المعدة بشكل كبير، إما عن طريق إزالة الأنسجة أو عن طريق الضغط على المعدة بإحكام حتى لا يمكنها أن تتسع لكميات كبيرة من الطعام في وقت واحد.

اقرأ: د.وليد ابودهن: الكورتيزون يؤثر على خصوبة الرجال؟

وفي غضون شهر واحد بعد هذه الجراحة، تقل رغبة المرضى في الجوع، كما يقل الإنجذاب إلى الأطعمة التي تحتوي على السكر والدهون، ربما بسبب التغييرات في كمية الهرمونات التي يمكن أن تفرزها أمعاؤهم الصغيرة الآن. وتكشف دراسات المخ الأخيرة أنَّ انخفاض الرغبة الشديدة في تناول الطعام، يعكس التغيرات في الدوائر العصبية ما بعد الجراحة، إذ تستجيب دائرة الإثابة بالمخ بدرجة أضعف تجاه الصور والأسماء المنطوقة للأطعمة المُغرية، مثل كعكات الشوكولاتة، وتصبح أكثر حساسيّة تجاه كميات أصغر من مادة الدوبامين.

اقرأ: د. وليد ابودهن: الرهاب الاجتماعي وأضراره

الفكرة هي أنَّه من خلال تغيير التركيب البنيوي للأمعاء، فنحن نغيّر كمية هرمونات القناة الهضمية، التي تصل في نهاية المطاف إلى المخ. وقد وثّقت بعض الدراسات انخفاض مستويات هرمون الجريلين، المحفز للجوع، وزيادة مستويات هرمون الببتيد الذي يكبح الشهية بعد جراحة علاج البدانة.

اقرأ: د. وليد ابودهن: الصداع الجنسي لماذا وكيف؟

كما تشير التجارب الحديثة إلى أنَّ هذه الهرمونات تعمل ليس فقط على منطقة الهيبوثالامس، بل أيضًا على دائرة الثواب والمكافأة في الدماغ، وعلى المدى الطويل، ربما يمكننا محاكاة آثار جراحات علاج البدانة مع المخدرات.

الحل بإعادة هيكلة البيئة الغذائية

من جهة أخرى، يركز العلماء على نهج جديد لتعديل السلوك إنَّ الفكرة التقليدية هي أنه يمكننا تعليم الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن كيفية تحسين مستوى ضبط النفس والإرادة. أما الفكرة الجديدة هي أنَّ جانب كبير من المشكلة يكمن في الأطعمة نفسها”. فبالنسبة لبعض الناس، تستثير الأطعمة اللذيذة هذه الاستجابة القوية في دائرة الثواب بالمخ وتغيّر نظامهم البيولوجي بشكل كبير جدًا، لدرجة أنَّ الإرادة وحدها لن تكون كافية لمقاومة تناول تلك الأطعمة بمجرد توافرها.

اقرأ: د. وليد ابودهن: كيفية علاج التهابات الركبة

لذلك يجب علينا إعادة هيكلة البيئة الغذائية. ومن الناحية العملية، هذا يعني عدم جلب الأطعمة الدسمة والحلويات إلى داخل المنزل في المقام الأول، وتجنب الأماكن التي توفرها كلما أمكن ذلك.

د.وليد ابودهن

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار