بدأت مشاهدة مسلسل (ضل راجل) للنجم الكبير ياسر_جلال ولفتني العنوان، إذ كُتب بحرف (ض) لا (ظ) رغم أن معنى (ظل) لا علاقة لها بمعنى (ضل) يختلف المعنى تمامًا بل وينقلب إلى ضده. لكن وطالما أنه كُتِب باللهجة المحكية وليس باللغة العربية الفصحى فلا أستطيع الحكم عليه.
مع مشاهدتي للحلقات الخمس الأولى، لاحظت مطبات في الإخراج، تحديدًا في عملية إدارة الممثل، إذ لم يتمكن مخرج العمل أحمد صالح، (مخرج سينمائي من أصل جزائري) من توجيه بعض الممثلين، والتعديل في أنماط أداء كل منهم، فيغلب الصراخ غير المبرر على كامل مناخ انفعالاتهم خصوصًا الممثلات النساء، وبطريقة غير مفهومة، بل ومتهالكة، حتى تأخذك مشاهد الانفعالات – الصراخ – إلى الرغبة بالإبتعاد عن الشاشة وصنع فنجان يانسون، ريثما تنقلب الشاشة إلى مشاهد ياسر جلال.
في المضمون لاحظت نمطًا جديدًا في معالجة دور الرجل الأب والزوج، إذ يأخذنا كاتب النص الرائع أحمد عبد الفتاح، إلى عالم جديد، إلى شخصية الرجل الذي نفتقده في عالم عربي تقتله ثقافة الذكر الغبي الذي يمنح نفسه حقوقًا لا يستحقها.
الكاتب المصري أحمد عبد الفتاح، يقدم حتى نهاية الحلقة الخامسة، عملاً ترشيديًا خلوقًا، نحن بأمس الحاجة إليه مع غياب قدرة الحركات النسوية على التأثير بالحكومات، بسبب انحراف هذه الحركات إلى عالم المال، وفضائح لا تُحصى تحيط جمعيات كثيرة في علاقتها مع منظمات حقوقية مشكوك بتوجهاتها السياسية، وتابعة لمنظومات عالمية داكنة.
ياسر_جلال بدور (جلال) أب يحضر الفطور ويجهز المائدة لزوجته وبنتيه، فنشاهده يصنع السندوشات لابنته الصغيرة ولا يترك البيت قبل أن يطمئن على شؤون اسرته، ويرعى زوجته المقعدة (نيرمين الفقي) ولا يمارس حقوقًا هجينة كأن يرميها ويكسر قلبها فيتزوج غيرها كما فعل والدها في المسلسل نفسه، وكما تفعل الغالبية السوداء من ذكور العرب بل وكل المسلمين.
جلال حسب معالجة النص الذكية، يبدو رجلاً بكل معنى الكلمة لا تنقصه الشهامة ولا القوة. لكن الكاتب حول القوة الشريرة أو القوة الغبية الإستعراضية إلى قوة عادلة ورحيمة وحكيمة.
جلال يعمل مدرسًا ويحمي الطالبات من اعتداءات الشباب عليهن، فيواضب على أداء دوره الجميل كنموذج لرجل نشتهيه في زمن الرجل الحيوان، الذي يغتصب ابنته ويخون زوجته أو يعنفها أو يتزوج النساء وينجب ما طاب له رغم الفقر المدقع.
لكن، هل يستمر العمل على ذات المنوال؟
أم ينقلب جلال إلى شرقي بهيم خلال معالجته لقضية اغتصاب ابنته؟
تابعوا معنا مسلسل (ضل راجل).