يمنه فواز من الإعلاميات القليلات اللواتي حققن ضربات صحافية فخمة كمراسلة من قلب الحدث.
مع بداية الأحداث السورية في آب – أغسطس 2012 شاهدنا جميعاً يمنه على قناة الجديد تغطي الحرب الدائرة في سوريا، والتي لم يكن يصلنا منها سوى أخبار المعارضة.. وكانت يمنه أجرت سلسلة من التحقيقات، وكانت أول من قابلت ونقلت معلومات عن المجموعات المعارضة الإسلامية، وكانت أول من وثقت مشاركة المقاتلين الأجانب والعرب من القاعدة تحديدًا، وخُطفت من المخابرات التركية بعد أن شهدت على صفقة السلاح التي كانت تتم على الحدود السورية – التركية في منطقة أطمة، السلاح الذي كان يُسلم للمجموعات المسلحة السورية بإشراف المخابرات والجيش التركي.
- ذكرينا ببدايتك مع التجربة الاستثنائية:
– كانت آنذاك كل المؤشرات والأحداث، ستؤثر علينا وعلى كل المحيط، وليس على سوريا وحسب، وكنت أشعر كصحافيى أنه لا بد من الإضاءة على الحلقة الضائعة. ذهبت الى شمال سوريا، معقل المعارضة وبقيت هماك لمدة أسبوعين، قبل إنتهاء مهمتي أصبحتُ مطلوبة من الجهات كافة، أي من بعض مجموعات المعارضة المسلحة، ومن المخابرات السورية التي عممت صورتي مختومة سنة 2013 على مواقع التواصل الإجتماعي.
- والمخابرات التركية اختطفتكِ؟
– المخابرات التركية اختطفتني لأربعة ايّام. في ذلك الوقت قتلوا الصحافية اليابانية في المكان نفسهِ الذي كان من المفترض ان أتواجد فيه، وفي التوقيت نفسه كنت على موعد مع قائد مجموعة إسلامية تضم فتح الإسلام (ابو جنادة).
- وانتشر الخبر على أنهم قتلوكِ؟
– صحيح، وتبين لاحقاً أن القتيلة كانت الصحافية اليابانية “ميكا ياموتو” التي أتمنى العدالة لذكراها.
- من الجهة التي تطلبكِ في سوريا يعني اي قضاء؟ هل هو القضاء العسكري؟
- هل عينتِ محامياً؟
– لن أعين محامياً، لست متهمة أصلاً، أو الإجابة القانونية هي أني أرفض الإتهام، كنت أقوم بواجبي كصحافية استقصائية تحديداً، ما يخولني الذهاب في كل الاتجاهات، في وقت كان كل شيء فيه غامضاً. كنت أقوم بعملي، كنت اقوم بواجبي المقدس، كنت أخاطر بحياتي، وكنت معرضة للموت في أي لحظة. كان همي الوصول للحقائق الغامضة وقمت بإنجازات مهمة، أضأت على قضايا عدة.
- أنتِ الآن ملاحقة من المعارضة ومن النظام
– نعم
- النظام السوري استخدم المواد التي صورتها أنتِ
– وهذا صحيح أيضاً ورغم ذلك يطلبني النظام للمحاكمة
- المتهم برئ حتى تُثبت إدانته، لم لا تعينين محامياً
– لأني لا أرى أني أخطأت..
- تسللتِ؟
– لم أتسلل، البعض اعتبر أني تسللت، وبالتالي هذا مخالف للقانون! ما أقوله أني لم أخالف القانون، اتبعت وبمهنية عالية عملي الصحافي واعتمدت على المعايير الصحافية الدولية، وبالتالي لم أخالف لا مهنيتي ولا المعايير. إذا عبوري ليس تسللاً. استفدت من الحدود المفتوحة بين تركيا وسوريا، وكانت مفتوحة بعلم من الجهتين السوري والتركي. ببساطة لو لم يكن العبور مسموحاً كيف تمكنت من الدخول إذاً. كل ما حدث أني استفدت من المعبر بغض النظر لماذا كان مفتوحاً للمسلحين أو الفارين. أثناء عبوري شاهدت الكثير من العائلات التي كانت تفر من سوريا إلى تركيا مع الأطفال. أكرر أني استفدت من فتح الحدود بقرار من الجهتين السورية والتركية. وأكرر أن الحدود التي عبرت منها من تركيا إلى سوريا، كانت مفتوحة بمعرفة الدولتين، وأنا استفدت وعبرت.
- هل أنتِ ضد االمظام السوري
– لا أبداً لست مع ولا ضد النظام.. أنا منحازة وبكل فخر لحقوق الإنسان، أنا مع حق الشعوب بحياة حرة وكريمة ومع حقهم بالإختيار.. هذا المقياس الاساس عندي وضد أي نظام يقتل شعبه سواءً كان النظام سورياً أو غيره
- ماذا تقولين للجهات السورية
– لا شيء، أتوجه لدولتي الكريمة، وأطالبها بالتحقق من هذا الملف المعيب جداً، أن أكون صحافية مطلوبة من القضاء السوري، وأطلب من رئيس الحكومة المطلوب أيضاً للقضاء السوري أن يتدخل على الفور ويضع حداً لهذه المهزلة.
نور عساف – بيروت