من المحتمل أنكَ حين تنتهي من قراءة هذا المقال، ستتثاءب مرة واحدة على الأقل.

الصحيح أننا نحن البشر بحاجة لقضاء ثلث يومنا في النوم، هذا الكم نحتاجه حقًا لتحقيق حيوية للصحتنا، وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية.

تستمر الأولى بضع دقائق. عيناك مغلقتان لكنك ما زلت في حالة تأهب. والثانية هي النوم الخفيف، حيث يتباطأ معدل ضربات قلبك وتنخفض درجة حرارتك.

المرحلة الثالثة من النوم هي النوم العميق الذي يصلح الجسم كل العضلات والأنسجة.

المرحلة الأخيرة هي نوم الريم، حيث تحلم.
يقول شوكلا إن الجسم يتعافى أثناء النوم لأن معدل الأيض بقل: عندما يتباطأ التمثيل الغذائي، يذهب الجسم إلى وضع الراحة.
ويقول: ينام الناس في دورات، تستمر كل منها حوالي 90 دقيقة، مع زيادة مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM) طوال الليل.

للتعرف على 21 مشكلة صحية مرتبطة بالحرمان من النوم، سنلجأ في هذا التحقيق إلى استشارت طبية ودراسات علمية لكبار المختصين في العالم ومتخصصين في علاج الأرق، وعشرات الدراسات الطبية في منشورات مثل مجلة علم الأعصاب وطبيعة الاتصالات وأكسفورد أكاديمي.

1. القلق
النوم والقلق مرتبطان ببعضهما بقوة. التغيير في أحدهما سيؤثر على الآخر. وجدت الأبحاث أن فقدان النوم، يجعل القلق أسوأ من خلال المبالغة في الاستجابة الوقائية في اللوزة الدماغية، (جزء من الدماغ مسؤول عن التفاعل مع الخوف).
وجدت دراسة حديثة، أن قلة النوم حتى ليلة واحدة، تجعل الناس يشعرون بالحزن والقلق. وفي الوقت نفسه فإن ليلة واحدة من نوم التعافي تعيد مستويات القلق إلى طبيعتها.
2. العزل الاجتماعي
يؤدي الحرمان من النوم إلى الإنسحاب الإجتماعي والوحدة. وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Communications. وجدوا أن الشعور بالوحدة تؤدي إلى زيادة مخاطر الوفاة، كما أنها مدمرة للصحة تمامًا مثل التدخين والسمنة.
3. الاكتئاب
كلما ارتفعت معدلات الصعوبة في النوم، زادت فرص الإصابة بالاكتئاب. الذين يعانون من الأرق هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب السريري بعشر مرات.
تُظهر الدراسات السريرية وجود صلة بين اضطرابات النوم المرتبطة بالتنفس واضطرابات الاكتئاب الرئيسية. حوالي 800 من 100،000 شخص لديهم كلاهما. كما وجد بحث منفصل علاقة وثيقة بين الأرق والاكتئاب والقلق.
4. فقدان الذاكرة
يؤدي قلة النوم إلى تحديات الذاكرة قصيرة المدى، وفقدان الذاكرة على المدى الطويل. فيصعب على الدماغ نقل الذكريات إلى المدى الطويل.

قال تال إن الباحثين غير متأكدين من السبب بالضبط، لكننا نشكل ذكريات أثناء نوم حركة العين السريعة، لأن هذا هو الوقت الذي يتم فيه تعزيز الروابط العصبية التي تشكل الذكريات.

5. تسارع الشيخوخة
تساهم العديد من العوامل في إحداث الشيخوخة المبكرة، ويبدو أن قلة النوم لها تأثير مباشر أيضًا. قلة النوم تعني وقت أقل للجسم لاستعادة ترميم نفسه بشكل صحيح، ما يجعل الناس يشعرون بالتعب وتبدو أكبر سنًا.
إحدى علامات الشيخوخة المتسارعة، تلك الهالات السوداء حول العينين. يؤدي قلة النوم إلى احتباس السوائل تحت العينين، فيصبح الجلد أكثر شحوبًا، ما يسمح للأوعية الدموية والأنسجة الداكنة بالتراكم تحتها.
6. المزيد من الألم
أي شخص يعاني من الألم وحاول أن ينام يعرف أن الألم يزعج النوم. يُنظر الآن إلى العلاقة بين الألم وقلة النوم على أنها علاقة تبادلية: قلة النوم بشكل منتظم تُقلل من القدرة على تحمل الشخص للألم. ويتداخل الأمرُ أيضًا مع العلاجات التي تحتوي على مسكنات الألم.
7. شيخوخة الجلد
ينعش الجلد نفسه ويضيق أثناء النوم. لدى النائمين الفقراء بشرة تظهر عليها علامات الشيخوخة، مثل الخطوط الدقيقة، والترهل، وبشرة أقل مرونة. تتعافى ببطء شديد بعد الإضرار من التعرض للشمس.
8. زيادة الوزن
أظهرت دراسة أن فقدان النوم يمكن أن يزعج إنفاق الطاقة بسبب تأثيرهِ على الليبتين، ومثبط الشهية، والغريلين الذي يزيد الشهية.

يفسر عدد أقل من اللبتين والمزيد من الغريلين سبب جوع المشاركين المحرومين من النوم في كثير من الأحيان، ولماذا يكون لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى (BMI). ويقول شوكلا أن الذين لم يحصلوا على الكثير من النوم يسارعون لتناول الحلويات، بالإضافة إلى الوجبات السريعة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والملح والسكر، والتي تؤدي جميعها إلى زيادة الوزن.

9. التمثيل الغذائي البطيء
لن يعمل التمثيل الغذائي للشخص بشكل صحيح إذا كان محرومًا من النوم. أشارت شوكلا إلى أن الأدلة تشير إلى أن فقدان النوم له تأثير كبير على التمثيل الغذائي عن طريق تغيير استقلاب الجلوكوز وتقليل الليبتين وزيادة جريلين. يشارك كلا الهرمونين في تنظيم عملية التمثيل الغذائي.
10. النوم المصغر
النوم الصغير، هو فترات قصيرة جدًا من النوم الخفيف تحدث أثناء المهام الرتيبة، وليست شائعة بين الأشخاص المحرومين من النوم لكنها خطيرة جدًا، خاصة إذا كنت تقود سيارة أو تشغل آلات ثقيلة، وهذه محاولة الجسم للحصول على قسط من النوم وسببها عادة الإرهاق الشديد والذي لا يمكن السيطرة عليه.
11. ارتفاع ضغط الدم
التغييرات التي تطرأ على نظام الغدد الصماء، نتيجة قلة النوم، تؤدي إلى مستويات أعلى من الكورتيزول، وتسمى أيضًابـ (هرمون التوتر)، ما يزيد من معدل ضربات القلب. وهذا يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ما يجبر القلب على العمل بجد أكبر لضخ الدم إلى بقية الجسم.
ينخفض ​​ضغط الدم بشكل عام عندما ننام. قد يكون متوسط ​​ضغط الدم على مدار 24 ساعة للذين يعانون من الحرمان من النوم أعلى، مما يؤدي إلى تكلس أو تصلب في الأنسجة. أظهرت الأبحاث أن ليلة واحدة من النوم غير الكافي عند الذين يعانون بالفعل من ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم طوال اليوم التالي.
12. مقاومة الأنسولين
قلة النوم لها تأثير واضح على نظام الغدد الصماء، من خلال تغيير عدم تحمل الجلوكوز. تشير الأبحاث إلى أن اختلال التوازن اليومي، والذي يتضمن النوم والاستيقاظ غير المناسب، يسبب مقاومة كبيرة للأنسولين، ما يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم. وجدت دراسة أنه حتى فقدان النوم الجزئي خلال ليلة واحدة فقط يؤدي إلى مقاومة الأنسولين لدى الأصحاء.
13. مرض السكري
لا يعتقد الناس أن قلة النوم هي عامل خطر كبير لمرض السكري، لكنها كذلك، وفقًا لمؤسسة النوم الوطنية. تشير البيانات إلى وجود صلة بين مدة النوم القصيرة وداء السكري من النوع 2. يؤدي الحرمان من النوم إلى تقليل الأنسولين في الجسم ومهمته التحكم في نسبة السكر في الدم، ليتم إفرازه من الكبد بعد الوجبة، والمزيد من الكورتيزول، ما يعوق عمل الأنسولين. هذه التركيبة تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بداء السكري.

14. قلة القدرة على مكافحة الالتهابات
يؤدي فقدان النوم إلى ضعف جهاز المناعة، وزيادة القابلية للعدوى وتباطؤ التعافي. وذلك لأن الجهاز المناعي، يطلق أثناء النوم بروتينات وقائية، تساعد على محاربة العدوى. قلة النوم تعني عددًا أقل من هذه الأجسام المضادة لمحاربة الأمراض.
15. مزيد من الضغط
من لم يشعر بالضيق بعد ليلة من ساعات قليلة من النوم؟ لكن العواقب أكثر خطورة من مجرد مزاج سيئ. قلة النوم تسبب التهيج والضغط. يمنع النوم الجيد رد فعل سلسلة الإجهاد من الأدرينالين والهرمونات الأخرى، ما يجعل الشخص يشعر بضغط مستمر.
16. ضباب الدماغ
تتأثر المهارات المعرفية بشكل كبير بجودة النوم، التي يحصل عليها الناس. الأمر لا يتعلق فقط بالكمية. قلة النوم تخفف من نشاط الدماغ من خلال التدخل في قدرة الخلايا على التواصل مع بعضها البعض، ما يجعلك أقل قدرة على التركيز حتى على المهام البسيطة.
وفقا لدراسة أخرى، فإن التنبيه والتوجيه والمراقبة التنفيذية تتأثر جميعها بنقص النوم. يؤدي النقص في النوم إلى انخفاض اليقظة.
17. زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر
قال شوكلا: “لقد بدأنا في الحصول على مزيد من المعلومات حول اضطرابات النوم وارتباطها بفقدان الذاكرة والخرف”. أظهرت الدراسات أن اضطرابات النوم تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر لاحقًا في الحياة.
إن فقدان ليلة واحدة فقط من النوم يزيد من مستويات أميلويد بيتا، وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة. يرتبط هذا البروتين بانخفاض الذاكرة والتفكير، ما يزيد من خطر الإصابة بالخرف. وهو نفايات أيضية توجد في السائل بين خلايا المخ التي يتم طردها أثناء النوم.
18. أمراض القلب
النوم ضروري لصحة القلب والأوعية الدموية. توقف التنفس أثناء النوم هو مثال رائع على كيف يمكن أن تقلل مدة النوم واضطرابات النوم من متوسط ​​العمر المتوقع من 5 إلى 10 سنوات بسبب مشاكل في القلب. التوقفات المتكررة في التنفس، والتي تؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، تزيد من ضغط الدم وتجهد الجهاز القلبي الوعائي.
وجدت الأبحاث التي فحصت العلاقة بين أمراض القلب والشرايين والنوم، أن النساء اللواتي ينمن أقل من ثماني ساعات، أو أكثر من تسع ساعات، أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية. وهذه مشكلة ليست للبالغين فقط.

وفقًا للمؤسسة الوطنية للنوم، تشير الدراسات إلى أنه حتى المراهقين الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب لأن لديهم ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم ومؤشرات كتلة الجسم، بالإضافة إلى زيادة الدهون في البطن.

19. السكتة الدماغية
تم ربط النقص المزمن في النوم، وأنماط النوم المضطربة، بزيادة خطر الإصابة بمجموعة من أمراض القلب، بما في ذلك السكتة الدماغية.

وجدت إحدى الدراسات أن الحرمان من النوم يزيد من فرصة الوفاة بالسكتة الدماغية بنسبة 15 ٪.
ارتبط النوم لفترات طويلة، أو لأكثر من تسع ساعات، يسبب فرصة أكبر للإصابة بالسكتة الدماغية أو الموت.
20. السرطان
هناك أدلة تشير إلى أن قلة النوم تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي والبروستاتا. وذلك بسبب اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية لأن الساعة الداخلية للجسم لها تأثير كبير على الوظائف البيولوجية، وفقًا لمؤسسة النوم الوطنية.
21. الأداء الرياضي المنخفض
الحرمان من النوم لا يعفي أي شخص ولا حتى الرياضيين الأصحاء. وضع الباحثون 11 لاعب كرة سلة في جامعة ستانفورد على جدول نوم واستيقاظ لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع، تليها فترة تمديد للنوم تتراوح بين خمسة وسبعة أسابيع، ينامون خلالها 10 ساعات على الأقل في الليلة. كان وقت رد فعلهم ونسبة الرماية خلال كل من الممارسة والألعاب أفضل عندما ناموا لفترة أطول.

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار