مواجهة ساخنة حول عودة النازحين السوريين.
عودة النازحين السوريين.
في الحلقة الماضية من برنامج (طوني خليفة) على قناة الجديد، كان الحوار لبنانيًا بامتياز، بين فريقين لبنانيين، أحدهما يدافع عن لبنان وحق اللبناني بالعيش الكريم، والثاني يدافع عن مليوني سوري وعن زعيمه التاجر الفاجر، فلا يريد لهم العودة بحجة واهية، وهي أنه خائف عليهم.
مليونا نازح سوري، لا يزالون في لبنان، رغم انتهاء الحرب على غالبية الأراضي السورية، هذا اللجوء الذي يكّلف الاقتصاد اللبناني سنويًّا، أكثر من أربعة مليارات دولار، وتضاعفت بسببه نسبة البطالة، كما يخيّم معه شبح التوطين، في ظل تزايد الولادات السورية غير المسجَّلة.
وفي وقتٍ يُطالب فيه معظم اللبنانيين بعودتهم إلى بلادهم، يتحدث فريق محدد، يكره بشار الأسد، عن رغبته ببقائهم، متحججًا بأن عودتهم تشكِّل خطرًا على حياتهم بسب معارضتهم للنظام السوري.
بين هذا الأمر وذاك برزت عدة ظواهر أخيرًا استدعت وضع القضية على طاولة “طوني خليفة” مع جهتين تتبنى كل واحدة منهما وجهة نظرٍ مغايرة للأخرى:
المحامي نبيل الحلبي المناهض لعودة النازحين إلى سوريا، وناجي حايك من “التيار الوطني الحرّ” الذي قام شبَّانه بتنظيم تظاهرة أمام المحلات التي توظف عمالاً سوريين بدلًا من اللبنانييِّن، كما عبّر الناشطون عبر وسائل التواصل الإجتماعي عن استنكارهم لطلبات عمل، نشرها نازحون سوريون، بمهن لا يحق لأجنبي ممارستها في لبنان، في ظل عدم التزام السوريين بالقوانين المرعية الإجراء في لبنان، وهو أمرٌ لم يقتصر على قانون العمل، بل وصل إلى قوانين السير.
القضية بدت أكثر سخونة مع حملة أُطلقت لإقفال المحلات المخالفة، قامت بها الجهات المعنيَّة ببلدات عدة، بعد خرق القوانين: من التعدي على شرطة البلدية، وصولًا إلى عناصر الدفاع المدني، الأمر الذي أودى إلى إزالة مخيَّمٍ للنازحين في دير الأحمر، هذا من جهة ومن جهة أخرى بدأ الحديث عن ممارسة الكثير من الأنشطة العنصرية بحق النازحين، وهذا ما جعل هذه الفقرة أكثر سخونة بين الطرفين (حايك والحلبي) فأعطى الأول ناجي حايك رأيه بضرورة تقسيم النازحين إلى قسمين قسم يعود إلى مناطق آمنة في محيط سيطرة ما تبقى من المعارضين، إذا شاءوا ذلك والآخرين إلى مناطق سيطرة النظام الشاسعة والتي هي أضعاف أضعاف مساحة لبنان بكامله، هذا الأمر لم يرق للحلبي الذي ما يزال يصر على بقائهم في لبنان لأغراض تخدم سياسة الحقد لأسياده الذين ينطق باسمهم وهم الذين يستفيدون من المساعدات الدولية التي يستلمونها ويوزعونها على السوريين أو يخبئونها في جيوبهم.