وجهت الفنانة السورية فرح يوسف رسالة الى بشار الاسد الذي هرب تاركًا شعبه دون أي تصريح.
ووجهت خطابها قارنت فيه فترة حكمه الاولى مقارنته مع تعمّقه بالسلطة وزيادة تسلّطه وارهابه.
وكتبت فرح: (منذ أن توليت الحكم في سوريا، كانت لديك فرصة استثنائية لإحداث تغيير حقيقي وإصلاح شامل يقود البلاد نحو مستقبل أفضل. وأشهد أن الفترات الأولى من حكمك كانت بمثابة فترة ذهبية لتطبيق رؤيتك كرئيس شاب ومتعلم، خاصة في ظل التوقعات العالية التي وضعها الشعب عليك منذ عام 2000 وحتى 2007. هذه الفترة، التي سبقت الأزمات الكبرى، كانت لحظة فارقة لبدء مشروع وطني للإصلاح السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، من شأنه تعزيز العدالة، تحقيق المساواة، وإعادة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها. لكن للأسف، السياسات التي تبنيتها اختارت الانحياز لمصالح الحزب، وبعض الشخصيات والمجموعات المرتبطة بالسلطة، والتي تمثل أقلية من المجتمع السوري. هذا التوجه تسبب في إهمال مطالب الشعب وتجاهل الاحتياجات الحقيقية للأغلبية. كان بإمكانك، كشخصية أكاديمية وطبيب مطلع، أن تقف ضد القيود التي فرضتها النخب السياسية المحيطة بك، وتبدأ بإجراءات إصلاحية من شأنها تغيير المشهد السوري بشكل جذري)
اقرأ: فرح يوسف تشارك ضد نضال الاحمدية لكن نعم للقصف الأميركي!
وتابعت: (نتيجة لهذا الإهمال، سوريا اليوم تعيش أزمة عميقة غير مسبوقة. البلد لم يتراجع فقط عقوداً إلى الوراء، بل ربما قروناً. الدمار المادي، إلى جانب التمزق الاجتماعي والنزوح الجماعي، جعل من إعادة الإعمار مهمة شبه مستحيلة في المستقبل القريب. التقديرات تشير إلى أن سوريا تحتاج إلى مئات المليارات من الدولارات لاستعادة بنيتها التحتية وإعادة بناء اقتصادها، وهذا الجهد قد يستغرق عقوداً. لكن التحدي الأكبر ليس فقط إعادة الإعمار المادي، بل استعادة الثقة بين الشعب والدولة. عندما يقف الحاكم بعيداً عن شعبه، ويعتمد على القمع والعنف، يفقد الدعم الحقيقي الذي لا يمكن تعويضه بالسلاح أو القوة العسكرية)
اقرأ: فرح يوسف هل تعاني من اضطرب سلوكي؟! – صور
وأضافت فرح: (أنت اليوم أمام مسؤولية تاريخية: أصوات السوريين، من المساجين والمشردين والمظلومين، ستظل حاضرة. كل قرار اتخذته وكان ضد مصلحة الشعب سيظل شاهداً عليك. كل صرخة ألم وكل دمعة ستبقى تذكيراً بمسؤوليتك تجاه هذا الوطن. الحاكم الحقيقي هو من يسمع شعبه، يشعر بآلامهم، ويعمل لصالحهم. القادة العظماء عبر التاريخ لم يُخلّدوا لأنهم امتلكوا جيوشاً، بل لأنهم كسبوا حب شعوبهم. لا تزال الرسالة واضحة: قوة الحاكم ليست في السلاح، بل في القدرة على تحقيق العدالة والمساواة. هذه دعوة للتفكير العميق. هل كانت المصالح الحزبية أو الشخصية تستحق كل هذا الدمار؟ هل كان الابتعاد عن الشعب والتحصن خلف طبقة ضيقة من المستفيدين هو الخيار الصحيح؟ الشعب السوري هو مصدر الشرعية الوحيد، وعندما ينقطع هذا الرابط، لا يبقى للحاكم سوى الندم على الفرص التي أضاعها. لتكن هذه الرسالة صوتاً للتاريخ: أحبوا شعوبكم، كونوا قريبين منهم، لأن الشعوب هي الحصن الحقيقي الذي لا ينهار)