تلفزيون أبو ظبي مشكور لاستعادته شرف الإغنية العربية، التي اعتدى عليها نجومها فتحولت بمعظمها إلى مهزلة، بالكلمات والألحان، وأحياناً بالأداء، حتى صار الزمن الجميل من الماضي، ما يعني قطعاً أن الزمن الحالي زمنٌ قبيح.
أن نردد متأوهين متحسرين على الزمن القديم، وأن نصفه بالزمن الجميل، فيعني أننا في أسوأِ حالاتنا.
وأن يخرجَ برنامجٌ تلفزيوني تحت اسم (الزمن الجميل)، فهذا يعني اعترافاً كاملاً بأننا في حال يُرثى له.
انطلق البرنامج تتزعمه أنغام، مع زميليها في لجنةِ التحكيم أسماء المنور من المغرب، ومروان خوري من لبنان، في لجنة التحكيم، وجاءت الحلقة الأولى معقولة بانتظار حلقات أجمل.
البرنامج الذي خفتُ أن لا يلاقي إقبالاً، سجل حتى الآن ما يقارب الـ 400 ألف مشاهدة، ما يعني أن الشعوب العربية بدأت تعلن عن رفضها لما يُقدم لها الآن، ويعني أن نجوم الزمن الحالي بخطر، إن لم يعيدوا حساباتهم، خصوصاً إن انتبهنا أن أجمل أغنية يقدمها أهم ستار عربي، لا تعيش أكثر من شهرين، في حين غنى الهواة المشاركين في برنامج (الزمن الجميل) أغنيات فاق عمرها الخمسين سنة وسمعناها وكأنها صدرت البارحة.
بدت أنغام متألقة، جميلة، فاهمة ومثقفة موسيقياً، وكذلك مروان وأسماء، على غير ما شاهدناه من مهازل مع لجان التحكيم الذين نشاهدهم في برامج مماثلة، وهزأ منهم زياد الرحباني وعباقرة غيره.
بدت لجنة التحكيم في (الزمن الجميل، من النوع الثقيل، لا يهرجون، ولا يستعرضون، ولا يقهقون ويصرخون ويتقاتلون، ولا يستغبون الراي العام..
البرنامج بحكامه ومشاركيه، يستعيد هيبة الفن العربي، واللجنة تسدد ضربةً قاسية للجان التي مرت عبر برامج مشابهة.
نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh