كان على مايا دياب أن تمر بعدّة حلقات تجريبية من موسمها الجديد من برنامج (هيك منغني) لتقدّم الحلقة التي نريدها، والمحتوى الذي طلبناه منها، والفقرات الممتعة التي تعود بذاكرتنا لزمن الفن الجميل.
شاهدنا الحلقة أمس بدهشةٍ أمام التطور الذي ظهر مليًا على شخصية مايا، بصرف النظر إن صوّرت هذه الحلقة قبل الحلقات الماضية أو بعدها، إلا أننا رأيناها مختلفةً ومثقفةً، تشارك ضيوفها معلومات قيّمة عن أغنيات مصرية وغربية كلاسيكية تفيد المشاهد، وترقص برقي من دون إبتذالٍ، وتتحدّث بلباقةٍ، ولا تقطّع أحاديثهم بحجة ضيق الوقت أو غيره.
حلقةٌ من أجمل حلقات (هيك منغني) لعدة أسباب:
- مايا تواصلت مع ضيوفها بحبٍّ، وإحترمتهم ومنحتهم فرصة التحدث عن إصداراتهم الفنية الحديثة، وغنت معهم بصوتها الذي لم يزعجنا لأنها لم تنشز، ولم تخرج عن الطبقة الموسيقية.
- ضيفا البرنامج الأساسيان رويدا عطية وعصام كاريكا، ولعلّ النقطة هذه ساهمت بإرتفاع جودة الحلقة عن غيرها، لأن رويدا معروفة عند المشاهدين في لبنان لتصبح بذلك الضيفة الأولى التي نعرف شيئًا عنها، ومن ينسى أغنية (شنكوتي) لعصام الذي غاب لفترة عن الساحة الفنية… طلّت رويدا بحضورها الراقي كعادتها، وغنت أجمل أغنياتها (كيفك يا حب)، ورائعتها (شو سهل الحكي) التي طالبتها مايا بغنائها تكرارًا خلال الحلقة، وهنا نوجه إحترامًا لتلك المقدّمة الراقية التي لا تزعجها نجاح أغنية لزميلة، وتفاجأنا بتواضعها عندما قالت لها: (أنا من المعجبات بأغنيتك، ومن المعجبات بصوتك أيضًا)، لم تتحول إلى (Fan) سخيفة كما حدث مع زميلها عادل كرم الذي جلس يتغزل بضيفه ناصيف زيتون ونسى لوهلة إنه يقدّم برنامجًا على الهواء، بل حافظت على توازنها ووقارها ولم تنسَ مهامها كمقدّمة برامج بارعة في ملعبها… رويدا غنت للشحرورة صباح وللموسيقار ملحم بركات، وعصام غنى لأم كلثوم ليتبارزا بأداء أجمل أغنيات الزمن القديم، ولتحتل هذه الأغنيات فقرتين من البرنامج، ما جعل الحلقة تظهر مبهرةً وممتعةً.
- لم يقترب أحدٌ من مايا ويرقص معها كما إعتدنا أن نشاهد، حلقة أمس لم تتضمن تغزلًا وتهليلًا بجسدها وجمالها وأناقتها، المضمون إرتكز على صوتي رويدا وعصام، وعلى فقرات البرنامج الغنية بالمعلومات الفنية، بل حتّى دعت رويدا للوقوف مكانها، وجلست على كرسيها، لتستمع بغنائها.
- ثقافة مايا الغنائية التي تتطور حلقة عن حلقة، ذكّرتنا بأغنيات راغب علامة وعمرو دياب القديمة، وتحدّثت عنها وعن مراحل إصدارها وروت تفاصيلها، وأبلغت عصام مرارًا عن مدى حبها وتقديرها للفن المصري.
- عدم مقاطعتها لضيفيها، بعدما قررا الغناء دون سابق إنذار، وخارج مضمون الفقرات المتفق عليها، وكان بإمكانها أن تعتذر منهما، وتبلغهما إنهما تجاوزان قوانين برنامجها، لكنها فسحت الهواء وأعطتهما الوقت الكامل دون أن تتفوه بحرفٍ.
- بدت مرتاحةً للغاية، لم تتكلّم كثيرًا ولم تتحرك من مكانها إلا نادرًا، حتّى تفاعلها مع الكاميرا كلّما إقتربت منها عند غناء ضيفيها بدا راقيًا وجميلًا غير مبتذلًا، ولم يوحِ بأي إثارة تجارية متعمدة من أجل جذب المشاهد لبرنامجها.
الحلقة أمس نالت نسبة مشاهدة مرتفعة، إلا أنها أتت ثانية بعد برنامج كارلا حداد (Fi-Male) بلائحة ال(Trending)، رغم فشل حلقتها بمضمونها وأخلاقها ومحتواها الرديء.
عبدالله بعلبكي – بيروت