وفاء الكيلاني شخصية عربية بارزة، بل ومتفوقة، في أخلاقها كما في عملها، شديدة الصمت، قليلاً ما تحكي، ليست من جماعات الثرثارات، ولا علاقة لها بعالم الحريم من نساء مهنة التقديم التلفزيوني وعارضات الأزياء من المذيعات اللواتي تحولت معظمهن إلى فاشينستات.
منذ بدأت، فرضت خطها الخاص، على المستويين الشخصي والمهني، وفازت بكل التقدير والإحترام، دون ضجيج مفتعل كالجوائز التي تهرع إليها المذيعات، فتصعدن المسارح وتتسلمن تروفيات سخيفة، وتصدقن أنفسهن أنهن المنتصرات والمكرمات.
وفاء حافظت على شياكتها وحسها النظيف، وعلاقاتها الخالية من الانحناءة لهذا وتلك.
بعد زواجها من تيم حسن بقيت كما عهدناها، لا تستعرض ولا تلهث خلف لفت النظر، ولم تستثمر هذا الزواج للإعلان أو اصطياد الفرص التي لا تليق بقامتها الرفيعة.
لذا يترقب الجميع ماذا يمكن أن تهمس، عبر تغريداتها التي غلب عليها في رمضان 2019 أقوالٌ دينية، وصلوات وأمثلة.
وما كان لها رأيٌ في كل ما يعرض، سوى مرة واحدة حين أعادت نشر تغريدة للزميلة فاطمة داوود، كانت عبارة عن مشهد مؤثر لتيم حسن خلال لقائه بسيرين المذيعة التي اخترقت الحصار وأجرت معه أول لقاء تلفزيوني من مسلسل (الهيبة – الحصاد).
لكنها فجأة غرّدت تشجع دينا الشربيني وقالت: «زي الشمس من أجمل مسلسلات رمضان السنه دي.. سيناريو وحوار وإخراج وأداء ترفع له القبعة. دينا الشربيني الرائعة بأدائها السهل الممتنع، صدق الأداء عند ريهامعبد الغفور، وطبيعية أحمد داود، وإقناع أحمد السعدني، والقديرة سوسن بدر بتلقائيتها التي تدرس، والأطفال الجُمال.. أمتعتونا»
إذًا صفقت وفاء لمسلسل (زي الشمس) إنتاج جمال سنان (ايغل فيلم)، ولم تذكر أي عمل للشركة التي يعمل معها زوجها، أي شركة الصباح!
ولم تذكر (الهيبة الحصاد)، ولم تشجع العاملين فيه ولا المشرفين عليه، لماذا؟
لأن وفاء كيلاني وبكل بساطة ليست منافقة.
لا تزال السيدة التي لا تنافق كما عرفناها في لبنان.
نضال الأحمدية – بيروت