لمرة جديدة منذ ساعات، اعتدى بعض الثوار على مراسل الـ (او تي في) التابعة للسلطة جورج عبود بسيل من الشتائم والإهانات، وهذا ما نرفضه جميعًا ولا يجوز الاعتداء على أي مراسل أو صحافي يمارس عمله وينقل ما يحدث على الشارع للمشاهدين خلف الشاشة.
المذيعة رابعة الزيات لا تترك هفوةً للثوار وإلا تستغلها للتشكيك بثورة ١٧ تشرين، لتظهرها مجردةً من القيّم وبالمقابل لا تنقد ما تفعله كلّ قوى السلطة بل فقط من تخاصمهم في السياسة لأنها لا تزال تنتمي لخط الثنائي الشيعي المتمثل بحزب الله وحركة أمل، وكتبت: (كمان مرّة يتم الإعتداء على مراسل ال otv واليوم كانت قلّة الأخلاق من نصيب الزميل جورج عبود! انتوا فهمانين الثورة غلط، الثورة أخلاق وقيّم ووعي! تحرّروا من الجهل وابقوا احكوا بالحرية).
رابعة اليوم لم تكتب حرفًا عن الفضيحة التي حدثت داخل المجلس النيابي، بعدما أقر أربعون نائبًا موازنة حكومة سعد الحريري الساقطة في الشارع دون تعديل ودون اللجوء إلى خطة إنقاذ فعلية وقبل حصول حكومة حسان دياب الجديدة على الثقة!
رابعة اليوم لم تكتب حرفًا عن اعتداء القوى الأمنية على النساء والرجال الذين أزالوا السياج الشائك بين مجلس الشعب وشعبه، ولا كيف يُضربون ويُذلون ولا كيف شتم عنصرٌ امرأة وأهانها في عرضها وشرفها.
المذيعة اللبنانية إذًا تسقط ولاءها في السياسة على المواقف، لذا من الطبيعي أن تكون معارضة للثورة حتى لو قالت مرارًا إنها مع مطالب الناس، فمن يرفض شعار (كلن يعني كلن) لا يمكن أن يكون ثائرًا بل مدعيًا يرتدي عباءةً حزبية مخفية.