احتفل الرئيس ترامب يوم الجمعة بعودة مسجون أمريكي من إيران، وحثّ طهران على (إبرام صفقة كبيرة) بشأن برنامجها النووي، وربما يفتح هذا المجال أمام مفاوضات واسعة بينهما قبل الانتخابات الرئاسية.
طهران إذًا قد تساعد ترامب بإعادته إلى منصبه.
لكن القيادة الإيرانية رفضت على الفور عرض ترامب، ويبدو أن شكوكًا لديها حول بقائه كرئيس، وإمكان بقاء العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة عليها.
الإيرانيون سينتظرون حتى تصدر نتائج انتخابات نوفمبر – تشرين الثاني ٢٠٢٠، ليقرروا إن كانوا يريدون المفاوضات مع ترامب أم لا.
قالت مصادر من داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن تقريرًا وشيكًا عن التقدم النووي لإيران يعلن أنها عززت مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب بنحو 50 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وتمتلك الآن حوالي ثمانية أضعاف من كمية الوقود النووي المسموح بها بموجب الاتفاق النووي الذي تخلى عنه ترامب قبل عامين.
ترامب بوقتٍ سابق اختار التخلي عما وصفها بصفقة “فظيعة” و”فاشلة” مع إيران، لكن وزير الخارجية مايك بومبيو وآخرين قالوا إن الجمع بين تصعيد العقوبات والعزلة الدبلوماسية وتهديد القوة العسكرية المحتملة يدفع إيران إلى طاولة المفاوضات.
ترامب أرسل يوم دعوةً شفافة بشكل ملحوظ إلى خصمٍ لبلده اسمه إيران، يمكن أن يستغله لصالحه ليكسب الانتخابات الأمريكية قريبًا.
ترامب كتب تغريدةً تضمنت الآتي: (شكراً لإيران بسبب إطلاق سراح مخضرم بحري محتجز في طهران، مايكل ر. وايت، لا تنتظري حتى ما بعد الانتخابات الأمريكية لإبرام الصفقة الكبرى. سأفوز. وستعقد صفقة أفضل الآن).
بريان هوك المبعوث الخاص لوزارة الخارجية لإيران الذي سيتعين عليه التفاوض بشأن أي اتفاق إذا قررت القيادة في طهران الحضور إلى طاولة المفاوضات، قال: (ربما يكون هذا أفضل شيء يفعله البيت الأبيض).
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رد على ترامب عبر تغريدة كتبها يوم الجمعة: (توصلنا إلى اتفاق عندما دخلت منصبك، وإيران والمشاركون الآخرون باتفاقية 2015: بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، لم يغادروا هذه الطاولة أبدًا)
تابع: (بدأ مستشاروك الذين طردتهم في معظم الأحيان يراهنون بشكل غبي، أما الآن الأمر متروك لك لتقرر متى وأين تريد إصلاح الخلافات بيننا).
حسام الدين أشينا كبير مستشاري السياسة للرئيس الإيراني حسن روحاني عقّب: (ستحتاج يا ترامب إلى تقديم أكثر بكثير مما قدمه أوباما لنا).
بالشهور السابقة، بدت إيران مهتمة بإصلاح علاقاتها مع واشنطن والتفاوض حول إطلاق سراح السجناء والحد من هجمات الميليشيات التابعة لها على القوات الأمريكية في العراق.
لكن ربما تغيرت الحسابات الآن بعدما أظهرت استطلاعات الرأي أن ترامب يعاني بالانتخابات المقبلة، أما المرشح الديمقراطي المفترض جوزيف بايدن فشارك بمفاوضات صفقة 2015، وربما يؤمن الإيرانيون إن المفاوضات أفضل معه.
محلل إيران في مجموعة أوراسيا هنري روما قال: (أعتقد أن شيئًا ما تغير من الجانب الإيراني).
تابع: (في الصيف الماضي افترضوا أنه سيُعاد انتخاب ترامب).
أضاف: (وجهة النظر الإيرانية لا تؤمن بهذه الصفقة المستدامة مع شخص متقلب مثل ترامب).
الإفراج عن السيد وايت الذي أحتُجز لمدة عامين تقريبًا، كان دليلاً أن الولايات المتحدة يمكنها التفاوض من موقع قوة.
أكمل هوك المبعوث الأمريكي لوزارة الخارجية الإيرانية: (الشعب الإيراني يخسر فرصة لتجنب تبديد ثروته الوطنية في الشرق الأوسط وفنزويلا).
تابع: (بالعامين الماضييْن التقى ترامب بكيم جونغ أون ثلاث مرات، إذًا إنه مستعد للتفاوض مع أي من كان)!