نسمعُ ونقرأ دائمًا أسئلة تتمحوّر حول علاقة النجمتيْن اللبنانيتيْن إليسا ونانسي عجرم.
عبر (السوشيال ميديا)، وخارج مواقع التواصل التي تشكّل منبرًا جاذبًا للعلاقات الإنسانيّة المزيّفة أصلًا، أي أينما درنا وكيفما تصفّحنا.
الأسئلة كثيرة بعددِها لكنها واحدةٌ بجوهرها، وكلّها تدور في نفسِ الفلك: (هل تجمعهما صداقةٌ ما؟ أم زمالة؟ أم عداء خفي لا يظهر مليًّا إلكترونيًا وإعلاميًا؟).
ما نوع التواصل الذي يربطهما؟
لا يُخفى على أحد أن كليْهما اليوم ومنذ سنوات أيضًا تجلسان على عرش النجوميّة المُطلقة، وتنالان المرتبة الأولى بتساوٍ لبنانيًا وعربيًا، ومن جيلهما لا منافسة تقارعهما اليوم، ومن نافستهما سابقًا سقطتْ اليوم أو تراجعت أسهمها.
كلاهما حافظتا على الاستمراريّة، المعيار الأصعب والدليل الأصلب على أي نجاح يحققه المرء.
علامات استفهام عديدة يضعها كلّ من جمهوريْ الفنانتيْن الناجحتيْن جدًا.
- اليوم صادفَ عيد إليسا ولمْ تعايدها نانسي، ومنذ فترةٍ وجيزة صادف عيد نانسي ولم تعايدها إليسا، لمَ؟
إقرأ: إليسا هكذا احتفلوا بعيدها وتتصدّر وعمرها الآن!
- أطلقتْ نانسي أغنيةً لبيروت، كتبَ لها كثيرون من النجوم والنجمات، أما إليسا فلم تدوّنْ حرفًا لتهنئها، وكذلك فعلت نانسي التي لم تباركْ لها إطلاق ألبومها الجديد (صاحبة رأي)، فما السبب؟
إقرأ: إليسا تطلق ألبومًا بنسخ ثلاث! – صور
نانسي عجرم أبكتنا وودّعت شقيقها وممثلة من الطراز الرفيع! – فيديو
- إليسا ناشطة جدًا عبر السوشيال ميديا، أما نانسي فبعيدةً نسبيًا، لكن كلاهما تكتبان لزملائهما وزميلاتهما، فلمَ لا تدوّنان لبعضهما أجمل كلمات الحبّ والتهنئة وأمنيات النجاح؟
جمهوران يتشاركان الهواجس نفسها، يتفقان أحيانًا ويتعاركان أحيانًا أخرى حول معركة الصدارة.
لا نتدخّل بخيارات إليسا ونانسي، ولا بسلوكهما الالكتروني نحو بعضهما، لكن نسأل أيضًا كما يحق لنا كل مشكّكٍ:
- متى كانت تعكسُ (السوشيال ميديا) الصورة الحقيقيّة عن النجوم وعلاقتهم ببعض؟
- هل تعتقدون أن الصداقات الفنيّة التي ترونها ليلًا نهارًا عبر مواقع التواصل فعليّة لا تشوبها شائبةٌ؟
- من بينكم يعلم إن كانتا تتواصلان مع بعضهما سرًا وتهنئان بعضهما دون أن تكتبا أمامكم؟
- ما حاجتهما لتهنئة بعضهما أمامكم؟ لزيادة التفاعل الذي تضعانه على آخر لائحة اهتماماتهما؟ أو لإتقان فن المسايرات والمجاملات الذي لا يشبه تكوين شخصيتهما؟ هل تريدونهما أن تخدعكما؟
المنافسةُ احتدمتْ بينهما لسنوات، نحن نتحدّث عن المرتبة الأولى عربيًا وعن كرسي الصف الأول، أي واحدة من أكثر المعارك شراسةً.. وهنا نسأل ونعود معكم إلى البدايات:
- من بينهما يومًا اعتدت على الأخرى؟ أو قلّلت من أهمية زميلتها أو نجاحاتها؟
- كم مرة أشادت إليسا بنجاحات نانسي؟
- أتذكرون عندما اعترفت بتفوّق إحدى ألبوماتها على ألبومها؟
- أو نسيتم كيف تغني نانسي دائمًا لإليسا بحبٍّ وتحفظ غالبية أغنياتها؟
- أو كيف ابتسمتْ عندما قالَ مذيعُ برنامج (منّا وجر) بيار رباط لها: أنتِ الثانية خلف إليسا؟
إقرأ: إليسا الأولى، نانسي خلفها، نجوى وهيفا تخيّبان الآمال ونوال الزغبي؟ – وثيقة
ما يعني هذا؟
ثقةٌ استثنائيّة لنانسي وتصالحٌ نادر مع الذات؟ يمكن بل طبعًا وبقناعةٍ حازمة.. لكنها أيضًا ابتسمتْ عن تقديرٍ لزميلتها واحترامٍ جلّي لمكانتها.
علاقةٌ كهذه مبنيّة على صدقٍ واحترام نفتقدهما بزمنٍ آني مجبولٍ من الكذب، ما حاجتها للسوشيال ميديا التي تعمّها لغةُ الشتائم والإهانات والفجور والاعتداءات السافرة؟
هنا أيضًا علينا أن نفرّق جيدًا:
إليسا ونانسي ليستا صديقتيْن مقربتيْن لتتفاعلا مع كلّ صورة أو فيديو تنشره إحداهما، لكنهما زميلتان احترمتا دائمًا قواعد وأخلاق المنافسة الشريفة بينهما، لا بل نصنّفها الأكثر نزاهةً بين كلّ المنافسات!
عبدالله بعلبكي – بيروت