من يعانون من عقدة الدونية، وهم كثر، يعيشون بيننا ويجلبون لنا المصائب والخيبات، يلعنوننا كلما أرادوا الإستمتاع بالتعويض عن شعورهم بالنقص – الدونية.
ورغم كل سخطهم علينا نحن الناجحين، ومحاولة التشفي بنا فلا يفارقهم الشعور بالدونية أو النقص حتى ولو فعلوا ما فعلوه بهدف الشعور بالعظمة – التعويض.
إن أردت أن تعرف هؤلاء المرضى المتنقلين؟ هم أولئك الذي يطلبون ولو خلسة تصفيقاً دائماً أي (لايك مثلاً) وهتافاً واستحساناً، ويفعلون لأجل هذه المكاسب أي شيء حتى ولو كان يتنافى مع أخلاقيات وقيم.
الدوني يعيش في حيرة دائمة، يعيشون قلقاً مضنياً لأنهم يبحثون عن الضوء ويقبلون به خافتًا ملعونًا ويعتقدونه غير الذي يعيشون تحته!
الدونيون يعانون من آفة الحسد.
معظم سلوكهم يقوم على تحقير الآخر، ليعوضوا عن النواقص فيهم، وكي يُطمئنوا أنفسهم بأن الكبير ليس له قيمة، وكي يطمئِنوا قلوبهم إلى أنهم يتمكنون من إلغاء الكبير الذي يذكرهم بعجزهم ونقصهم وإحساسهم الدائم بالدونية، هذا الإحساس المؤلم.
إن أردت أن تتعرف عليهم:
3 – يعطي قيمة كبيرة لأبخس أنشطته
4 – لا يملك القدرة على الحب ولا يتعاطف مع الآخر..
5 – هو الذي يدفع من معه من الأقوياء إلى شتى أنواع المصائب مستندًا على كل أنواع الحيل المقنعة، لأنه يرغب بتدمير الأقوياء كي ينزلوا إلى مستواه فيطمئن.
6 – يتلذ بقهر الناجح والقوي لشدة دونيته.
7 – يعاني سراً من القلق والضيق وحين يلتقي بقوي يلهث إلى افتراسهِ أو التودد له لينال رضاه وليشعر أنه يساويه قيمةً.
8 – يسعى دائماً للحصول على مديح
9 – يسفه يمن مد لهم يد العون وينكر جميله بل ويكرر إهانته في كل فرصة وإن أنت لم تمنحهم الفرصة فيختلقونها
كان عالم النفس الشهير أدلر، بدأ بطرح فكرة الشعور بالنقص أو الدونية، معللاً أسبابه بوجود عاهات جسدية للدوني، لكنه عاد ليؤكد من خلال أبحاثه أن الشعور بالنقص له أبعاد ثلاثة (نفسي واجتماعي وعائلي).
يقول أدلر، إن العجز لدى المصاب، والعيوب التي يعيشها سراً أو علانية، تصنع الشعور بالنقص.
تكثر الحاجة عند الناقص أو الدوني للبحث عن التفوق.. والناثص غير قادر على التفوق، لأنه بتعرقل بحقده، فيصبح عدوانياً شتاماً وأول من يعاديهم ويشتمهم أولئك الذين أحسنوا إليه ثم انصرفوا عنه فيشعر بالرغبة الدفينة بقتلهم.
والرغبة بالقتل لا تعني التصفية البدنية بل التصفية المعنوية، يقول أدلر، تتمثل بمكميكانيزم دفاعي للتعويض عن النقص بدافع التفوق ما يساعد الشتام الناقص لأن يسير في طريق تعويضية، وهي البحث عن القوة والعظمة، فتقل عنده حالات القلق الناتجة عن الاحساس بالعجز وهكذا يعيش الناقص على حساب سمعة الآخرين وكرامتهم ولو مؤقتاً.
ورغم أن الناقص يعرف أن كل ما يمر به حلولاً مؤقته، لكنه يفضلها على الوجع وعلى الإعتراف بالعجز، وكي يمنع مؤقتاً كشف حقيقته الذليلة!
هؤلاء التقي بكثيرين منهم كل يوم في المكتب وفي الشارع وعلى منصات السوشيال ميديا وأشفق عليهم لأن لا حرج على المريض.
أما أنا فنجحت لأني ما حقدت ولا تطلعت إلى الآخر إلا بحب حتى وأنا أنقدهُ.
نضال الأحمدية – بيروت