من اليوم وصاعدًا لن تتمكن عزيزي اللبناني من انتقاد أحدهم من الطبقة الحاكمة، بدءً من رئيس الجمهورية وصولًا إلى أصغر موظف بالمؤسسات الرسمية التي سرقت أموالك وتبتزك بما تبقّى.
نهج جديد يبدو أنه سيُعتمد في لبنان، عاموده الرئيس الصلب يُبنى على قمع الحريات وتحويل النظام اللبناني من نظام حر إلى بوليسي كما أجاد وصفه منذ أسبوعيْن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
لمَ نقول هذا، لأن النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات أمر بملاحقة كلّ من يهاجم الرئيس عون أو يكتب ضده حتّى.
كلف عويدات قسم المباحث الجنائية المركزية مباشرة التحقيقات، لمعرفة هوية الذين عمدوا الى نشر تدوينات وصور تطال مقام رئاسة الجمهورية، وتعليقات تطلب من النيابة العامة التمييزية ملاحقة أصحاب هذه الحسابات عبر مواقع التواصل الإجتماعي بجرم القدح والذم والتحقير، وإتاحة الإطلاع عليها من خلال public posts.
اصمت أيها اللبناني، ومتْ من الجوع دون أن تطلق صوتك.
اخرس أيها اللبناني، ولا تنطق حرفًا واجعل مماتك خلاصًا هادئًا من كل ما عشته على هذه الأرض.
لا تزعجهم، لا تغضبهم..
لا تطالب بحقوقك، لا تنتقد، لا تقل كلا لا أريد، أو استعد لدخول السجن.
إما السجن وإما الموت من الجوع بصمتٍ..
اختيار الحرية يؤدي بك إلى فقدانها، والاستغناء عنها يؤدي بك إلى فقدان الحياة.
مفاضلة تشرح لك مصيرك أيها اللبناني من الآن وصاعدًا!
فخامة الرئيس عون الذي كتب مناصروه منذ ١٩٩٠ حتى ٢٠٠٥ على الحيطان (عون راجع) وتظاهروا ضد الوصاية السورية لسنوات وأعتُقل العديد منهم لأنهم شتموا رموز السلطة آنذاك، يصفّقون الآن لهذا القرار.
يصفّقون لعويدات، يصفّقون لنهجٍ قمعي عارضوه، فليمتْ نصف الشعب اللبناني ولا يُمس مقام الرئيس، هكذا يؤمنون، هذه قاعدة الخاضعين.
لبنان ليس للأحرار، بل لأشباههم..
إلى اللقاء أيتها الحرية..
عبدالله بعلبكي – بيروت