لا توجد فنانة محترمة، لا في الشرق ولا في الغرب، تنشر صوراً تستعرض فيها مؤخرتها وبشكل ثابت، مستمر ومقصود.
هذا النوع من الصور، خاص بالرخيصات، كما نسميهن في الشرق، وغير المقدرات في الغرب، ونحن نعرف أن السورية دانا، محترمة، لكن لا خبرة لديها، أو أن من حولها لم ينبهنها أنها لا تزال صبية وما تنشره من صور يصنع صورتها الشخصية ويؤسس لشكل أو نوعية نظرة الناس إليها.
الصورة من أخطر الأدوات التي يستخدمها المعلن ليروج لمنتجهِ.. لذا يشرف مختصون دارسون على صورة النجوم في السياسة والفن والاجتماع، والعلوم، ويقررون نشر هذه، ومحو تلك لأنها لا تتناسب مع الهدف الذي يصبون إليه من الإعلان، أو من الدعاية.
وصور دانا التي تنشرها فللدعاية.. أليست هي ممثلة؟
ألا تنشر صورها لتقول أنا هنا، وأنا فنانة تحت غطاء أنها تلبي جمهورها المسمى خطأً بالفانز!
إذاً ما الهدف من صور متلاحقة وهي تدير ظهرها وتعرض مؤخرتها؟
هل فنانة محترمة واحدة أدارت قفاها للكاميرا؟
هل اللبنانيات المتهمات بالجرأة تنشرن صورهن وهن تعرضن مؤخراتهن؟
مَن مِن كل نجمات لبنان وسوريا والخليج والمغرب ومصر المحترمات، توزعن صورهن “من الخلف”؟
طبعاً لا أحد..
هن العارضات فقط، والمغنيات الرخيصات، وبائعات الهوى، وكل منهن تحت غطاء مسميات وفرضيات مثل فاشينستا أو إنفلونسر أو غيرها، لأنهن لا تستطعن أن تقلن بأنهن بائعات جسد.
إن جلست دانا بعد سنتين في ندوة مع فنانين كبار، في لقاء ثقافي أو على هامش مهرجان ، لتناقش في فن الدراما مثلاً، وما طرأ عليها من إيجابيات وسلبيات بعد الحرب، كيف سيصدقها الناس وقد رسمت في رؤوسهم عبر دعاية حثيثة مؤخرتها؟
هل أقنعتنا مرة عارضة فيما تقول حتى ولو كان رأسها يوازي رأس غادة السمان؟
مثلت نجلاء فتحي كل الأدوار بما فيها الإيحاء والإثارة، لكنها مرة لم تطل لا بصورة ولا بلقاء إلا “ست الستات” وتزوجت أهم إعلامي في مصر..
لو أن دانا ومثيلاتها من الجميلات لا تنجرفن خلف الباحثات عن فولورز، وتعملن جاهدات لتشكيل صورة محترمة عن أنفسهن، ولأجل مستقبل مشرق فنياً وأخلاقياً، ولتكف الموهوبات عن التأكيد على أن هوية المرأة جسد لتفريغ الشهوات!
نور عستف – بيروت