الممثلة السعودية جنات الرهبيني، حالة لا مثيل لها في الوطن العربي، باعت الكبدة “السودا”، منذ أكثر من 35عامًا، إلى جانب عملها في التمثيل، لتؤمن حياةً أفضلَ لأولادها، لم تنتظر إعانة وزارة الصحة السعودية، ولم تندب حظها أو تشكو حالتها لجمعيات، أو نقابات، ولم تتوسل عبر الإعلام، ولم تطل على السوشيال ميديا لتطلب الإغاثة، بل كافحت بصمت فيه كبرياء عالٍ، وفتحت مطعماً صغيراً لبيع سندويشات الكبدة، لترعى أبناءها بعدما تخلى عنها وعن أولادها زوجها.
جنات الرهبيني، فخر المرأة العربية الصامدة القوية والمقاومة، ضد الحياة القاسية.
هل سمعنا مرة نجمة تعترف بفقرها وبما عانته في حياتها من ظلم وحرمان لأجل أولادها؟
جنات تحدّثت عن معاناتها، وعن ألمها دون أن تختفي الغبتسامة لحظة عن وجهها.. لأنها لم تمد يدها لأحد وربّت أولادها بعرق جبينها، ورغم أنها ممثلة، لكن هذا لم يمنعها من بيع الكبدة، وحين خيّرها والدُها بين الجاه والمال، أو أولادها، اختارت أولادَها.
وقالت جنات بأن والدها كان ميليارديراً، وعندما مات لم تأخذ شيئاً من ثروته، لأن زوجة والدها أخذت كل الإرث، ووالدها سمح لها بالتمثيل في الإذاعة والتلفزيون، ولم تخرج عن عبائته حتى وفاته، بعدها افتتحت محلاً صغيرًا لبيع ساندويشات الكبدة.
جنات ورغم فقرها وحرمانها من إرث والدها، عملت بجهد ووضعت أولادها في أهم المدارس في السعودية، وتعبت كثيراً في تربيتهم بصمت، وعندما كبروا ردّوا لها الجميل ولم يتخلوا عنها ولا يزالون يردون المعروف.
نحن نمنح الألقاب الكبرى للأجانب.. لكن بعد الآن لا.. المرأة الحديدية ليست تاتشر وحدها، جنات من النساء الحديديات.
أبرز أعمال جنات الرهبيني:
شاركت الممثلة السعودية، في عددٍ من المسلسلات مثل: قناديل، وبائع الأكاذيب، والإيذز، وطاش ما طاش، وخلف خلاف، وعائلة خاصة جدأ، وإلى من يهمه الأمر، وقلوب من ورق، ووينك يا درب الغنيمة عندما تغيب الحقيقة، ماكو فكة، عائليات دار الزمن، بيني وبينك الجزء الرابع من مسلسل سكتم بكتم، والجزء الثالث من طيش عيال، رسوم متحركة، وحبر العيون، وألو مرحبا.
سليمان برناوي- الجزائر