رغم الصعوبات التي تعرض لها العالم بسبب فايروس (كورونا)، وتوقف الكثير من المهن وصناعها عن العمل، وانعدام النشاطات الفنية والصناعية والتجارية في جميع البلدان، وسيطرة الطاقة السلبية على الجميع.
ومع اقتراب شهر رمضان المبارك لم يستبشر متابعو الأعمال الفنية خيراً بهذا، فمنهم من اعتقد بأن الموسم الدرامي لرمضان 2020 سيكون موسمًا جافًا كحال الظروف الحالية وخاليًا من الأعمال التي تعودوا على متابعتها في رمضان، ليأتي جنود الإنتاج وصناع الأعمال الفنية السورية لإنقاذ الموسم الرمضاني بأعمال فنية أنجزوها بزمن قياسي متجاوزين كل الصعوبات الحالية من مصاريف إنتاجية وصحية بالتعاون مع كوادر عربية مشتركة ليطلقوا صافرة الإنتهاء من اتمام عدد من الأعمال المنوعة التي جمعت بين الأعمال الكوميدية والإجتماعية والتاريخية والمشتركة.
ويتصدر قائمة الأعمال المنتظرة مسلسل (الساحر) الذي ألفه (سلام كسيري) وكتب السيناريو (حازم سليمان)، وإخرجه (عامر فهد) ويلعب دور البطولة فيه كل من الفنان السوري (عابد فهد) والفنانة اللبنانية (ستيفاني صليبا) إذ يؤدي عابد فيه دور المنّجم (مينا) الذي تستضيفه إحدى الفضائيات في لقاء مباشر، يكشف فيها كل معطيات وكواليس لعبة التنجيم والكذب والدجل التي يتبعها، بالإتفاق مع سلطات وأجهزة وشخصيات اعتبارية مرموقة، وما إن ينتهي اللقاء حتى تعتقله القوى الأمنية لتكون البداية منذ الذروة الختامية،وينتهي المشهد فنقرأ عبارة قبل سنتين، ويبدأ المسلسل من جديد بسرد تفاصيل حياة الرجل الذي كان مجرد شخص عادي يعمل بمجال الدي جي بأماكن السهر، وهو شاب وسيم وصاحب كاريزما عالية، يمتلك ثقافة واسعة لكن دون أن يلمس المشاهد هذا الأمر بشكل مباشر.
كما يقدم الأخَوان بسّام ومؤمن الملا أوّل أجزاء مسلسل (سوق الحرير) من إخراجهما، عن نص للكاتبة (حنان المهرجي)، وتدور أحداثه ضمن إطارٍ اجتماعي، في دمشق أواسط خمسينيات القرن الماضي، ويضم على قائمة أبطاله: (بسام كوسا، سلوم حداد، كاريس بشار، قمر خلف وغيرهم) .
بينما يجسد (رشيد عساف) شخصية (إيلاريون كبوجي) ضمن مسلسل (حارس القدس) تأليف (حسن م يوسف) ، وإخراج (باسل الخطيب) الذي يروي السيرة الذاتية لمطران وضع نفسه في خدمة قضية فلسطين وشعبها، إلى أن اعتقلته السلطات (الإسرائيلية) وحاكمته بتهمة تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية بين عامي 1974 و1977، حيث تدّخل الفاتيكان لإطلاق سراحه، وأُبعد إلى روما التي قضى بقيّة عمره فيها، حتى وفاته في العام 2017.
ومن الأعمال المنتظرة أيضاً مسلسل (أولاد آدم) من تأليف (رامي كوسا) وإخراج (الليث حجو) ،ومن بطولة: (قيس الشيخ نجيب، ماغي بوغصن، مكسيم خليل،ودانييلا رحمة) ، ليحاكوا ضمن سياق درامي مشوق العلاقات الإجتماعية التي يعيشها أفراد المجتمع العربي في الوقت الحالي، والصراعات ضمن واقعنا على نحوٍ مشوّق.
كما وتأخذ الكاتبة (بثينة عوض) والمخرج التونسي (مجدي السميري) بالتعاون مع (باسل خياط) و(أمل بوشوشة) المشاهدين إلى عالمٍ من الإثارة والتشويق في مسلسل (النحات) ، حيث يقرر (يمان) أن ينتقل من مكان سكنه إلى بيت العائلة القديم حيث يقيم هناك لدراسة النحت في إحدى الجامعات، لكن والدته ترفض الفكرة رفضاً قاطعاً خاصة أن المنزل المقصود لم ينتقل إليه أحد منذ وفاة والده، ويسيطر عليها الخوف من فتح باب أغلق منذ سنوات طويلة ،لتبدأ قصة المسلسل ضمن إطار مشوق واحداث مليئة بالغموض والإثارة.
كذلك يَعد الفنان العالمي (غسان مسعود) الجمهور برحلة من الغموض والتشويق ضمن أحداث مسلسل (مقابلة مع السيد آدم) من تأليف وإخراج (فادي سليم) ، والذي تدور أحداثه حول أستاذ جامعي خبير في الطب الشرعي يتعرض لضغوطات عنيفة من جهات نافذة، بهدف تغيير تقريره حول إحدى الجرائم، الأمر الذي سيتسبب بكارثةٍ عائلية، تغير مسار حياته كلياً، وتحوله إلى قاتل متنقل لا يترك خلفه أي دليل.
ومن ضمن الأعمال المنقذة للموسم الرمضاني أيضاً مسلسل (هوس) الذي يجمع كل من المغنية اللبنانية (هبة طوجي) والفنان (عابد فهد)، ومسلسل (دارين) الذي يلعب بطولته الفنان (عباس النوري) ويروي قصة طبيب يتبرع بقلب ابنته المتوفاة لفتاة أخرى مما يمهد لمفاجأة كبيرة حول علاقة هذه الفتاة بعائلته، ومن ضمن الأعمال أيضاً المسلسل البوليسي (الجوكر) والذي تدور أحداثه في جامعة خاصة، تقع فيها جرائم قتل متكررة تثير الخوف بين الطلاب، دون إدراكهم أن جامعتهم ساحة لمعارك مختلفة، وأنهم مجرد ضحايا فيها، بالإضافة الى مسلسل (بورتريه) من إخراج (باسم السلكا) وتدور أحداث العمل بمرحلتين زمنيتين مختلفتين ويحكي قصة حب تبدأ من لقاء عابر بظروف استثنائية يتم الكشف ضمن تسلسل أحداثها عن أحقاد عائلية ماضية مشتركة بين عائلات الطرفين ليطرح العمل سؤالاً (هل يمكن لحب نقي أن يزيل رواسب الماضي بين عائلتين ويداوي جروحه الغائرة؟)
كما ستقدم عدة أعمال كأجزاء ثانية منها مسلسل (حرملك2) و(ببساطة 2) بالاضافة لعرض أول لمسلسل (نبض) ومسلسل (يوماً ما) و(حركات بنات) و(بروكار).
ومن خلال ما تقدم يجعلنا نطرح سؤالاً هل ستكون الدراما السورية بمثابة القشة التي ستنقذ الموسم الرمضاني من الغرق؟ أم ستكون كما قال المثل الشعبي ( أجا ليكحلها قام عماها؟)
ربيع القطريب – دمشق