جدل كبير أثاره خبر إقالة 4 إعلاميين جزائريين، بسبب بث أغنية للسيدة فيروز على إذاعة جزائرية، وحسب المعلومات فأن المدير العام للإذاعة الوطنية الجزائرية محمد بغالي، أنهى مهام مدير إذاعة قسنطينة (سيرتا)، مراد بوكرزازة، ومقدّمة برامج (أغاني الزمن الجميل)، عن العمل، فيما تمت إحالة مخرج الحلقة والتقني المختص على المجلس التأديبي.
ولفتت المصادر إلى أن (التحقيق الذي لا يزال ساريا لتحديد ملابسات الحادث وأسبابها وأهدافها، وما إن كان يتعلق بخطأ مهني أم يتجاوز ذلك، أفضى أوليًا إلى أن الكلمات التي جاءت في الأغنية (يا يسوع) التي تحمل معاني الألوهية وطلب الرحمة من المسيح عيسى عليه السلام، تعدّ إشادة بتعاليم الديانة المسيحية على منبر الإذاعة، مما تمخضت عنه القرارات سالفة الذكر، في حين، تم تعيين مسؤولة بقسم الأخبار على رأس الإدارة بالنيابة إلى حين تعيين مدير جديد لاحقا).
اقرأ: طردوه من الاذاعة الجزائرية بسبب فيروز وتمجيد الديانة المسيحية؟ – فيديو
لانعرف لغاية الأن ملابسات القضية الحقيقية، لكننا نؤكد أن الجزائر دولة مسلمة، ولا تقبل تمجيد الديانات الأخرى على حساب الإسلام، لأن فعلا كهذا يعاقب عليه القانون الجزائري.
من جهة أخرى، نؤكد أيضا أن الشعب الجزائري، يعشق الست فيروز، رمز النضال، فلا يمكن أن تفتح إذاعة جزائرية صباحًا، دون أن تسمع صوت فيروز يصدح، أيضا حكايات أرزة لبنان مع الجزائر عديدة.
اقرأ: فنانة غربية تتعلّم العربية وتستعين بفيروز
منذ أربع سنوات، إختارت جامعة الدول العربية من خلال الدورة العشرين لمؤتمر وزراء الثقافة المنعقد أيام 14 و15 ديسمبر 2017 بتونس، كأحسن شخصية ثقافية عربية لسنة 2017، ودعت الجامعة العربية كل الدول الأعضاء إلى تكريم المسار الفني لفيروز.
الجزائر، كانت السباقة لتكريم أيقونة لبنان، وإحتفلت بعيد ميلادها الثمانين، من خلال الحفل الفني الساهر الذي نظّمته وزارة الثقافة من خلال الديوان الوطني للثقافة والإعلام وبالتنسيق مع دار الأوبرا.
وزير الثقافة آنذاك، عز الدين ميهوبي إعتبر تكريم فيروز أمرًا عظيما، وصرح: (تكريم للإبداع العربي من خلال اختيار فيروز كشخصية العام الثقافية، والتي بلغت الثمانين سنة من العمر، فأرادت الجامعة العربية أن يحتفى بها كصوت متميز كإيقونة للأغنية العربية على امتداد ستين سنة وزيادة، هذا الرصيد الكبير الذي تغنت به فيروز وتركته إلى الأجيال الكثيرة، كانت لنا هذه الالتفاتة التي ارتأينا من خلالها أن نختار أصواتا تحسن أداء أغاني فيروز).
اقرأ: سامية الجزائري تفتخر بتجاعيدها.. وفيروز لا – صورة
الجزائر شعبا وحكومة، لن تنسى أبدا وقوف فيروز مع ثورة الجزائر، وأغنية(جميلة الجزائر- جميلة بوحيرد)، التي ألفها الإخوة زياد الرحباني، وأطلقتها فيروز السمة التي إستقلت فيها الجزائر، وتقول كلماتها( جميلة، صديقتي جميلة، تحية إليكِ حيث أنتِ في السجن في العذاب حيث أنتِ تحية إليك يا جميلة، من ضيعتي أغنية جميلة….وخلف بيتي لوزة تزهر وقمر أخضر وموجة رمليّة من شطّنا تّبحر
تحية إليك يا جميلة ، يا وردة الجزائر الجميلة….قصتك الأحب من طفولة تزرع وجه الشمس بالبطولة….هناك في الجزائر معابر الزيتون…في صمتها ينبت ثائرون
ويحلمون بالعدل والسلام والزيتون…وفي حنين البال تزهر دنية حلوة الظلال
وساحة للشمس والأطفال…هناك في الجزائر حيت التراب ثائر..متى متى الصباح والبشائر.
اقرأ: ماذا حدث مع ابنة فيروز على الطريق؟
جارة القمر، كما تلقب، غنت في الجزائر بعد 6 سنوات من إستقلالها، أي سنة 1968، وقدمت رائعتها(سافرت القضية)، التي لم تغنها مرة أخرى، ومنعت أيضا من البث على القنوات.
ومن أغرب قصص السيدة فيروز مع الجزائر، منع بث أغانيها في إذاعة لبنان والجزائر لمدة 7 أشهر، بعد رفضها الغناء للرئيس الجزائرى الراحل، هوارى بو مدين، لكن قرارها كان صائبا، لأن عدم ذكر اسماء الحكام فى أغانيها جعل الاغانى تدوم لعمر أطول وتفضل الناس حافظاها وحباها، ووصل عدد أغانيها الوطنية إلى 65 أغنية.
سليمان البرناوي – الجزائر