عندما تكثر ضغوطات الحياة وظلمها واضطهادها للبشر، يسعى بعضٌ من قليلي الإيمان وضعفاء النفس والإرادة إلى اقتراف الجريمة، لذا تزداد الجرائم في الأوطان التي تفتقد للأمان والإستقرار، والتي يُضطهد على أرضها شعبها ويُحرم من أدنى حقوقه.
للأسف دخل لبنان إلى خريطة الدول التي تُصدّر الجريمة, وتُشتهر بها حسب دراسات وإحصاءات عالمية، ووصل إلى المرتبة 26 في العام الجاري 2022!
تقرير أعدته الشركة (الدولية للمعلومات) ومقرها بيروت، أعلن ارتفاعًا كبيرًا بمعدلات جرائم السرقة والقتل ما بين عام 2019 و2022.
ارتفعت جرائم السرقة بنسبة 265%، وجرائم القتل 101%.
عام 2019 وقعت في لبنان 89 جريمة قتل، بينما وقعت 179 جريمة بالفترة عينها بين عاميْ ٢٠٢١ و٢٠٢٢.
أما السرقة، فارتفعت من 1314 حادثة عام 2019 إلى 4804 عام 2021.
قال التقرير إن معدل سرقة السيارات ارتفع بنسبة 213%، من 351 سرقة عام 2019 إلى 1097 حاليًا.
بيانات قوى الأمن الداخلي وبمقارنة بين أعوام 2020 و2021 و2022 سجلت ارتفاعًا كبيرًا بمعدلات جرائم القتل والسرقة مقارنة مع الفترة ما قبل خريف 2019.
أما الدراسة العالمية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة حول جرائم القتل لعام 2019 فأعلنت ما يلي:
قُتل 464000 في العالم شخص عام 2017 – أي أكثر من خمسة أضعاف عدد الذين قُتلوا في النزاعات المسلحة خلال نفس الفترة.
تحدث التقرير عن العديد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلى زيادة معدلات جرائم القتل.
شملت هذه العوامل عدم المساواة الاجتماعية، والبطالة، وعدم الاستقرار السياسي، وحيازة الأسلحة النارية (أكثر من نصف جرائم القتل ترتكب عن طريق الأسلحة النارية)، وانتشار تجارة المخدرات.
توجد ما يقارب 65000 حالة قتل كل عام كانت مرتبطة بالجريمة المنظمة والعصابات خلال الفترة 2000-2017.
19٪ من جميع جرائم القتل المسجلة عالميًا مرتبطة بالجريمة المنظمة والعصابات.
أعلى 10 دول ذات أعلى معدلات جرائم قتل (لكل 100 ألف شخص):
- السلفادور (61.7)
- هندوراس (41.0)
- فنزويلا (49.9)
- جزر فرجن التابعة للولايات المتحدة (49.3)
- جامايكا (56.4)
- ليسوتو (43.6 لكل 100 ألف شخص)
- بليز (37.8)
- سانت فنسنت وجزر غرينادين (36.5)
- سانت كيتس ونيفيس (36.1)
- جنوب أفريقيا (35.7)
أما لبنان فحلّ في المرتبة ٢٦ بنسبة ١،٨٨!
أي وُجد في قائمة أعلى أربعين دولة بمؤشر وقوع الجرائم!
بلغ معدل القتل العالمي 6.1 (بمعدل 100 ألف شخص)، وتباينت هذه المعدلات على نطاق واسع في جميع دول العالم.
سجلت دول مثل السلفادور (61.7) وهندوراس (41) وجامايكا (56.4) معدلات جرائم قتل تصل إلى 10 مرات أعلى من المتوسط العالمي، وتبعتها دول أمريكا الجنوبية: البرازيل (30.8) وفنزويلا (49.9) وكولومبيا (25) في الترتيب.
حتى مع تسجيل بقية أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية لمعدلات أقل، ارتفع المتوسط العام للأمريكتيْن ككل إلى 17.2.
المعدل في إفريقيا 13.0.
درسات عالمية حذّرت أنّ الإحصائيات الأولية للعديد من البلدان غير متوفرة، ما يثير القلق وتحديدًا في لبنان!
سجلت أوقيانوسيا معدلًا مثيرًا للإعجاب يبلغ 2.8، لكن تقارير القتل الرسمية تختلف عن المعلومات المتعلقة بالعنف الواردة بسجلات المستشفيات، ما يدل أن العديد من جرائم القتل قد لا يُبلغ عنها للشرطة.
بينما أظهرت أوروبا (3.0) وآسيا (2.3) معدلات تقل عن نصف المتوسط العالمي.
ما يساهم بخفض معدلات القتل والجريمة فعالية القانون وتنفيذه في الدول المتطورة، ومنع توفر الأسلحة (خاصة الأسلحة النارية)، وشدة العقوبة على مرتكب الجريمة.
على سبيل المثال، اليابان تفرض لوائح صارمة للغاية فيما يتعلق بحيازة السلاح والقتل، ويعاقب المخالف بالشنق، ما أدى إلى انخفاض معدل الجريمة على أراضيها.
أقل 10 دول حدثت فيها الجريمة في العالم:
- اليابان (0.2)
- سنغافورة (0.2)
- هونغ كونغ (الصين) (0.3)
- لوكسمبورغ (0.3)
- إندونيسيا (0.4)
- النرويج (0.5)
- عمان (0.5)
- سويسرا (0.5)
- الإمارات العربية المتحدة (0.5)
- الصين (0.6)
جرم الانتحار عادةً لا تدخل هذه الإحصائيات.