أحد اللبنانيين طرح سؤالًا ونشره على كافةِ وسائل التواصل الاجتماعي، يسأل فيه، لماذا برأيكم في حرب غزة كانوا يصرخون أين العرب، بينما في لبنان ورغم عدد النزوح الكبير الذي تخطى المليون نازح، لم نسمع كلمة أين العرب من فم أحد على الاطلاق.
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
سؤال هذا الرجل صحيح وفي مكانه الطبيعي، واللبناني لا بقول أين العرب أبدًا، بل يقول أين الإنسانية؟ أين حقوق الإنسان؟ أين الحقوق التي تتشدقون بها في العالم؟
لماذا برأيكم نحن أيضًا نسأل؟
لكن نحن حتمًا نملك الإجابة!
اقرأ: صور السيد حسن نصر الله تزين الضاحية الجنوبية وطريق المطار
اللبناني يعاني من حروب منذ توقيع اتفاقية القاهرة في عام ١٩٦٩، تحت قيادة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وقيادات لبنانية، اللبنانيون كان يمثلهم رئيس الجمهورية وقائد الجيش وبعض الشخصيات التي يحق لها أن تبرم اتفاقيات مع وزير الخارجية.
وتلك الاتفاقية اعطت الحق للتواجد الفلسطيني المسلح على الأراضي اللبنانية، إذًا بدأت الحروب منذ الخمسينيات حتى الستينيات إلى أن اشتغلت حرب أهلية استمرت منذ ١٩٧٥ وحتى ١٩٩١، خلالها عبث العرب، كل العرب بكل الأمة اللبنانية ولم يبق لبناني واحد لم يعرف كيف خانه العربي حين ادخل قوات ردع عربية عاثت فسادًا في البلد، لتخرج تلك القوات ويبقى منها قوات الجيش السوري الذي اسماه اللبنانيون قوات الجيش المحتل، لإنه دخل على أساس أن ينقذ لبنان من الحرب وأن يجد حلولًا بين الفئات المتقاتلة لكنه بقي واحتل لبنان حتى العام ٢٠٠٥، أي من العام ١٩٧٦ وحتى عام ٢٠٠٥.
عام ٢٠٠٥ يذكرنا بمقتل الشهيد رفيق الحريري وعلى اثر ذلك وقعت حرب تموز عام ٢٠٠٦، ولم يسأل لبناني آنداك أين العرب أيضًا لكن بعض العرب حضروا لمؤازرة اللبنانين ولتهنئة سماحة السيد حسن نصر الله بالنصر الكبير، ومنهم الوفد المصري العظيم الذي كان يترأسه عدد كبير من نجوم مصر على رأسهم نور الشريف، إلهام شاهين.
بالتأكيد هذا غير كافِ لإننا لم ندخل بتفاصيل التاريخ اللبناني منذ الخمسينات وحتى الآن والحرب الفلسطينية والسورية على أرضه، بسبب ايجاد العرب لفتنة دائمة بين اللبنانيين.
في حال قرأتهم هذه المعلومات ستجدون أنه من الطبيعي ألا يقول اللبناني أين العرب، لإنه يفهم جيدًا من هم العرب وانهم لا يفعلون شيئًا الا صناعة الفتنة، وربما لا يعرف اللبناني معظم رؤساء بلاد العرب لكنه يعرف ماذا يحدث في فرنسا بتفاصيل دقيقة وماذا يحدث في إيطاليا وفي أميركا يتابع الانتخابات الأمريكية بشغف كأنه يتابع انتخابات مجلس النواب في بلده، تهمه القضايا الصينية أكثر بكثير مما تهمه القضايا السعودية والخليجية.
اقرأ: ميشال حايك كيف علم باغتيال نصر الله وحدد الجمعة؟
لمن لا يعرف خلال الحرب الأهلية بدأ هذا التحول في الالتزام بالقضية العربية حين اطل عظيم من لبنان اسمه سعيد عقل وبدأ يطرح “اللبناني ليس عربيًا بل فينيقي”، ثارت ضده كل جبهات اليسار اللبناني مسلمون ومسيحيون.
لكن الآن لا أحد لا يريد أن يكون فينيقي، بدأ اللبنانيون يعترفون انهم من أعظم حضارة على الاطلاق، الحضارة التي وزعت الحرف على العالم، خصوصًا عندما فهمت البيئة الشيعية انها فينيقية وانها شريكة اساسية في صناعة لبنان، عندما فهم الشيعة انهم من أسسوا لبنان الحديث وتعرفوا على قيمتهم الكبرى في منطقة اسمها جبل عامل، وما ادراكم ما جبل عامل!
إذًا اللبناني ببساطة لا يعترف بإنه عربي ضمنًا، وكل ما جاء في وثيقة الطائف سيسقط عن ماذا نتحدث في وثيقة الطائف؟
هي الوثيقة التي حولت ما هو مذكور في الدستور اللبناني أن لبنان وجه عربي حولته إلى دولة عربية!
لا يهم المكتوب.. الدستور معطل واللبناني فينيقي لا يعترف بكم يا عرب!