تاريخ مرفأ بيروت
– القرن الخامس عشر قبل الميلاد: البناء الأول لمرفأ بيروت.
– مولد السيد المسيح: الامبراطور الروماني أوغسطس قيصر يرمم المرفأ ويبني له سدين على هيئة هلال على طرف كل واحد برج وربطهما بسلسلة حديدية للحماية.
– منتصف القرن الثاني عشر: المرفأ يزدهر في عهد الدولة الأيوبية.
– مطلع القرن الثالث عشر: إعادة تنشيط الصليبيين للمرفأ وحمايته على طريقة أوغسطس قيصر مع بناء قلعتين على جانبي أطرافه.
– عشرينات القرن السادس عشر: بداية عناية الدولة العثمانية بمرفأ بيروت وتجهيزه عسكرياً وتجارياً.
– سنة 1625: بداية تراجع المرفأ بشكل كبير في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني لأسباب عسكرية.
– سنة 1804: بداية انطلاقة قوية وجديدة للمرفأ في عهد الأمير بشير الثاني الكبير بعد وفاة أحمد باشا الجزار.
– سنة 1832: بداية تزعم مرفأ بيروت لباقي الموانىء اللبنانية مع دخول إبراهيم باشا المصري إلى بيروت.
– سنة 1864: تجديد رصيف المرفأ بواسطة الحاكم محمود نامي بك ومعاونة رئيس المرفأ حسن الكعكي.
– سنة 1887: منح إمتياز إنشاء المرفأ للشركة الفرنسية ممثلة بيوسف أفندي المطران.
– سنة 1889: بداية الأعمال الإنشائية ولكن بخطوات محدودة وخجولة وشبه معدومة.
– سنة 1893: البداية الفعلية للشركة الفرنسية بأعمال الإنشاء والتعمير.
– سنة 1934: بناء الحوض الثاني وتمديد السد.
– سنة 1960: إعلان الشركة المستثمرة للمرفأ وطنية وتحت وصاية الحكومة اللبنانية.
– سنة 1962: إنشاء الحوض الثالث.
– إبتداءً من منتصف الستينات: بداية إنشاء الحوضين الرابع والخامس.
مرفأ بيروت، الميناء البحري الرئيسي في لبنان، يقع في الجزء الشرقي من خليج سان جورج – حيث قُتل رئيس الحكومة رفيق الحريري- أي على ساحل بيروت شمال البحر الأبيض المتوسط، وغرب نهر بيروت.
ويتموضع عند تقاطع خط الطول 35 درجة و57 دقيقة شرقًا وخط العرض 35 درجة و15 دقيقة شمالا.
ويشكل مركز التقاء لثلاث قارات: أوروبا، آسيا، وأفريقيا، ما جعل منه ممرًا لعبور أساطيل السفن التجارية بين الشرق والغرب.
خلال السبعينيات من القرن الماضي – العشرين كان مرفأ بيروت أهم محطة للتجارة الدولية، مع الدول العربية المحيطة، حتى تفجيره في 4 آب – أغسطس عام 2020.
تاريخ مرفأ بيروت
أفنشئ مرفأ بيروت الهام منذ العهد الفينيقي. على غرار مرافئ صيدا وصور وطرابلس وسواها، واتخذ الإفرنج هذه المرافئ مقراً لسفنهم وعساكرهم.
ولما خضعت بيروت للحكم الإسلامي، كان ميناؤها مركزاً لصناعة السفن الإسلاميّة، في عهد معاوية بن أبي سفيان.
كان مرفأ بيروت من المراكز الإستراتيجيّة الهامة في المنطقة، ذلك أن من يستولي عليه يستطيع التقدم نحو المدينة وبقية المناطق، لأن أكثر العمليات العسكرية كانت بحرية، وبعضها القليل بريّ.
ولهذا اهتم الإفرنج في العصور الوسطى بعد سيطرتهم على بيروت ومدن الساحل، بتحصين مرفأ بيروت، وتحصين المدينة، ليتمكنوا من الدفاع عنها ضد المسلمين. ولما استعاد المسلمون بيروت ومدن الشام، اهتم الأمير بيدمر الخوارزمي، الذي توفي سنة 1387، بمرفأ بيروت وتحسينه، واستخدمه لصناعة السفن الحربيّة، فأمر بقطع الأخشاب من حرج بيروت، لصنع السفن، فصنعها ما بين المسطبة (المصيطبة اليوم) وساحة بيروت والميناء، وكان الأمير فخر الدين المعني، أمر بردم مرفأ بيروت تخوّفاً من الأسطول العثماني واتقاء لهجماته.
أهميةمرفأ بيروت التاريخية
تقول الدراسات التاريخيّة، والتقارير إن مرفأ بيروت كان منذ القدم من أصلح الموانئ لرسو السفن، وأنه الميناء الذي تجد فيه المراكب الأمان في جميع الفصول. وكانت السفن ترسو قديماً في داخله، فيضع البيارتة العاملون في المرفأ (الصقالات) وهي ألواح عريضة من الخشب، ليستعملها المسافرون جسراً للنزول إلى البر، وإنزال البضائع على الرصيف.
أما السفن الكبيرة القادمة إلى مرفأ بيروت، فكانت تقف في الصيف تجاه المدينة، في حين تضطر في الشتاء للالتجاء إلى خليج الخضر قرب الكرنتينا، أو عند مصب نهر بيروت.
وكانت منازل الأجانب، وبعض قناصل الدول الأجنبيّة، تقع في الجهة الجنوبيّة من ميناء بيروت، كما تركزت الكثير من الخانات (الفنادق) إزاء المرفأ وبجانبه، وذلك لتسهيل إقامة التجار والوافدين. وتشير التقارير والدراسات التاريخيّة إلى أن مرفأ بيروت لا سيما في القرن التاسع عشر، كان بمثابة خلية نحل يلتقي التاجر البيروتي بالتاجر الفرنسي والإيطالي والمالطي والنمساوي، وبتجار الإسكندريّة ودمياط والمغرب وتونس والجزائر. ويلتقي التاجر البيروتي بتاجر الجبل اللبناني والدمشقي والحلبي والحمصي والحموي وغيرهم.
وكانت حركة التجارة في ميناء بيروت نشطة، وكان الجبل اللبناني يزوّد تجار بيروت بـ 1800 قنطار من الحرير، وتُصدر عبر مرفأ بيروت بواسطة مراكب أوروبيّة ومحليّة، يُصدّر معظمها إلى دمياط والإسكندريّة والمغرب وتونس والجزائر، وتعود المراكب محمّلة بالأرز، والكتّان والأنسجة وجلود الجواميس من مصر، والعباءات من تونس. كما تحمل من موانئ المغرب العربي بعض السلع الأوروبيّة التي تحتاج إليها بيروت ومدن الشام، ومن النمسا الطرابيش، وقُدِّر مجموع ما استوردته بيروت سنوياً في أوائل القرن التاسع عشر بنحو 200 ألف قرش.
ونتيجة لتطور التجارة في بيروت، وتزايد أهمية مرفئها، ظهرت مرافئ متخصصة في المرفأ نفسه وبمحاذاته، ومن بينها: ميناء الأرز، ميناء البطيخ، ميناء الخشب، ميناء القمح، ميناء البصل.
هذا التطور الاقتصادي الضخم لمدينة بيروت ولمرافئها، بسببه اتخذا الدول الأوروبيّة مقرات لها فيها، بافتتاح قنصليات لم تكن موجودة في الأصل. في سنة 1822 افتتحت وزارة الخارجية الفرنسيّة قنصلية لها في بيروت، بعدما صارت المدينة مركزاً تجارياً واقتصاديا هاماً، وبلغ معدل السفن الإنكليزيّة في مرفأ بيروت سنوياً 150 سفينة.
كانت قلعة بيروت الشهيرة بالقرب من الميناء، تعتبر من الملامح الأساسيّة لميناء بيروت، كان المرفأ مركزاً لعدد كبير من المؤسسات الرسميّة العُثمانيّة، منها مبنى البنك العثماني ومبنى البريد وسواهما من المباني والمؤسسات. وبصورة عامة. فالاهتمام بدأ يتزايد تباعاً بمرفأ بيروت.
في سنة 1863 تقدمت شركة (مساجيري مار يتيم) بمشروع مرفق بالخرائط لتحسين المرفأ، قدمته لأحمد قيصرلي باشا، حاكم ولاية صيدا، التي كانت بيروت تتبع لها، وقدرت نفقات المشروع بستة ملايين وثلاثمائة وواحد وسبعين ألف وثلاثمائة فرنك، غير أنه لم يوضع موضع التنفيذ قبل عام 1880 بعدما فشلت بلدية بيروت عام 1879 وشركة طريق بيروت ـ دمشق في الحصول على امتياز هذا المشروع.
وبعد اتصالات مكثفة صدرت إرادة سلطانيّة مؤرخة في 19حزيران – يونيو عام 1887 نال يُوسُف أفندي المطران بموجبها امتياز مشروع تطوير وتحسين مرفأ بيروت ولمدة ستين سنة تنتهي في 19 تموز – يوليو عام 1947، واشترط على صاحب الامتياز المباشرة بالعمل بعد سنتين. وإنجازه في خمس سنوات على أن يكون طول الرصيف 1200 متر، واحتفظت الحكومة العُثمانيّة بحق ابتياع هذا المشروع بعد ثلاثين سنة، واشترطت الإرادة السلطانيّة على السفن الداخلة إلى المرفأ دفع رسوم الدخول والرصيف، أو دفع الرسوم إذا كانت هذه السفن لا تقترب من الرصيف.
وفي سنة 1888 تألّفت الشركة العُثمانيّة لمرفأ بيروت وأرصفته ومخازنه، برأسمال قدره خمسة ملايين فرنك، وكانت هذه الشركة فرنسيّة ما أثار حفيظة الإنكليز الذين أشاعوا أن المشروع غير مفيد، لعدم وجود خط سكة حديد بين بيروت والمرافئ الشاميّة.
مرفأ بيروت اليوم
مرفأ بيروت اليوم، الأول في لبنان، والحوض الشرقي للبحر المتوسط، والمنفذ البحري الأساسي للدول العربية الآسيوية.
يتعامل مرفأ بيروت مع 300 مرفأ عالمي ويقدر عدد السفن التي ترسو فيه بـ 3100 سفينة سنوياً. ومن خلاله تتم معظم عمليات الاستيراد والتصدير اللبنانية وتمثل البضائع التي تدخل إليه 70% من حجم البضائع التي تدخل لبنان.
يحتل مرفأ بيروت المركز الأول في المداخيل المركبة 75% إضافة إلى دوره كمركز أساسي لتجارة إعادة التصدير وتجارة المرور (الترانزيت).
يتألف مرفأ بيروت من أربعة أحواض، يتراوح عمقها بين 20 – 24 متراً، وعدد الأرصفة 16 رصيفاً، تنتشر عليها المستودعات المسقوفة والمكشوفة. تبلغ مساحة أحواضه نحو 660000.
بدأ العمل بمشروع تأهيل وتوسيع المرفأ وإنشاء الحوض الخامس المخصص لاستقبال المستوعبات، والذي تصل حدوده حتى مصب نهر الكلب، إضافة إلى إلى إهراءات القمح والمنطقة الحرة.
المرفأ مجهز بأحدث أدوات التفريغ والتحميل، ويؤمن أفضل الشروط للتخزين. أما المنطقة الحرة في المرفأ فتبلغ مساحتها 81000 متر مربع ويجري العمل على توسيعها لتمتد على مساحة 124000 أو إنشاء مبانٍ جديدة، من بينها مبنى مهم بأحدث الطرق لعرض المجوهرات والتحف والسجاد والذي تبلغ مساحته 18 ألف متر مربع.
الآن وبعد التفجير غير المسبوق في 4- 8- 2020, تقطعت أوصال الميناء وهوى كأن لم يغن بالأمس ولم يعانق في سالف الأيام سفن الإغريق والبيزنطيين والفاتحين العرب، وزوارق الرحالة وسفن الحربين العالميتين الأولى والثانية.
بعد الكارثة.. هيروشيما الثانية
مشهد يفوق الوصف، ما حصل في لبنان ليلة الانفجار، يذهب الكثير إلى اعتباره هيروشيما ثانية، فالمواد الشديدة الانفجار لم تنسف الميناء فحسب، بل نسفت الأمن وأحلام الخروج من الأزمة الاقتصادية في لبنان، وحركت بشكل دموي ومؤلم مياه اضطراب شديدة في كل المنطقة.