مع انتشار فيروس_كورونا، كثرت الدراسات التي تناولت الفيروس وعوارض المصابين به وسبل علاجه ولا يزال الباحثون يواجهون تحديات علمية كبيرة، من بينها المدة التي تظل فيها الأعراض المرضية ظاهرة لدى بعض المرضى بعد تعافيهم.
يقول جون رايت، طبيب في مستشفى برادفورد الملكي البريطاني، مستعينًا بسيدتين لا تزالا تعانيان حتى الآن من حالة تعب وصعوبة في التنفس بعد عدة أسابيع من إصابتهما بالمرض والمفروض أنهاما تعافيتا.
تشعر أميرة فالي، طبيبة من مستشفى مجاور، بضيق في التنفس عندما تصعد درجًا واحدًا من السلم.
وكانت مولي ويليامز، طبيبة في مستشفى برادفورد الملكي، رياضية تتمتع بلياقة عالية، لكنها تقول:
أصبحت صعوبة التنفس شيئًا مألوفا بالنسبة لي، كما تعاني، من اضطرابات في المشاعر، وضعف الذاكرة.
ولا يزال المرضى الذين أصيبوا بالفيروس قبل شهور يكافحون من أجل استئناف حياتهم الطبيعية.
ويقول: نعلم من دراسة المرضى الذين أصيبوا بمرض “سارس”، وهو من عائلة الفيروسات التاجية، في وباء عام 2003، أن ما يقرب من نصف عدد المتعافين أصيب بإرهاق مزمن، أو أعراض مرضية أخرى طويلة المدى، لذا لا ينبغي أن نندهش من أن يكون هذا السليل الماكر لهذه العائلة الفيروسية، “سارس-CoV2″، له الإرث نفسه.
تطوعت خبيرة العلاج الطبيعي، مولي ويليامز، للعمل في أجنحة المصابين بكوفيد-19، ومثل أميرة، أصيبت مولي بالفيروس بشكل شبه مؤكد أثناء العمل داخل المستشفى.
وتقول مولي: معدل ضربات قلبي أثناء فترة الراحة كان يسجل 50، والآن يسجل حوالي 90، حتى عندما أتكلم أشعر بضيق في التنفس، أشعر بإرهاق عضلي كبير في ساقي ومعدل ضربات القلب يزداد إلى 133 فأكثر أثناء المشي.
وتقول إنها أصبحت تبكي بطريقة خارج نطاق السيطرة وتنزعج بشكل كبير من أشياء، وتعاني من ضعف الذاكرة.
وتضيف: أنسى أشياء، وأكرر عمل أشياء عدة مرات، لا أحتفظ بمعلومات. إذا حاولت تذكر كلمة لا أستطيع، ويجب أن أكتب الأشياء طوال الوقت لأتذكرها. ليس لدى سجل مرضي سابق، وإصابتي بهذه الطريقة صعبة للغاية.
ويوقل الباحثون: لا نفهم حتى الآن لماذا يعاني هؤلاء المرضى من مثل هذه المشكلات طويلة المدى.
من الممكن أن يبقى الفيروس كامنًا ويسبب أعراضًا مستمرة، كما رأينا في حالة المتعافين من فيروس إيبولا، وبعض مرضانا تأكدت إصابتهم الإيجابية بالفيروس بعد أسابيع من إصابتهم بالعدوى أول مرة، لكن ربما يرجع ذلك إلى اختبار الجسيمات المضادة التي تلتقط الأجزاء المتبقية مما يعرف بالحمض النووي الريبي، وإذا كان الأمر كذلك، فإن بقايا ذلك الحمض النووي يمكن أن تؤدي إلى استجابة مناعية طويلة قد تفسر استمرار ظهور الأعراض.
إن التحدي الذي يواجهنا كأطباء وباحثين، معرفة المزيد عن أسباب هذه الآثار طويلة المدى، ثم تطوير علاجات تساعد هؤلاء المرضى، وغيرهم ممن يعانون من الشعور بالتعب المزمن بعد الإصابة بالفيروس.
إنها منطقة مهملة البحث، نظرا لصعوبة التوصل إلى إجابة، بيد أن كوفيد-19 كان حافزا كبيرًا لمجالات العلم والاكتشاف، وقد يساعد تسليط الضوء على هؤلاء المتعافين لفترة طويلة على تعزيز مفاهيمنا.