28 دقيقة مرت من الحلقة الأولى، من مسلسل (مقامات العشق) لم نشاهد سوى خطابات وعبارات ترشيدية وغيرها من المديح بالعرب وكم هم عادلون رغم أن العمل يقر باحتلالهم للأندلس ويجدون ذلك عادلًا ومحقًا ويفرضونه على جيل الشباب الجديد على أنه عين الصواب أن يحتل المسلمون بلادًا بأكملها ويحكمون شعبها ويصادرون حقوقهم بأرضهم ودينهم وحريتهم وكله تحت اسم الدين ووصايا الله التي لم أجدها في كل كتبه، لم يطلب منا الله في كل ما أنزل أن نحتل أراضٍ ونسمي الاحتلال فتحًاً!
وشاهدت القاضي غير الموجود لا في زمن محي الدين العربي ولا في أي زمن فقط نتخيله خلال قراءتنا عن المدينة الفاضلة، وكل ذلك يمكن بلعه باعتبار أنه يمثل وجهة رأي الكاتب، لولا خلاء الدقائق الطويلة من الدراما!
في هذا المسلسل ستجد نفسك أمام رجال دين، تلتقي بهم على السوشيال ميديا كل يوم، ينظرّون ويتفلسفون وينافقون لأن مخيلة الكاتب أرادت ذلك ومال الإمارات ارتأى أن يُصرف كي يشاهده عشرات الناس أو بضع مئات وينصرف عنه الملايين.
هكذا قدم المسلسل نفسه منذ الحلقة الأولى، وها أنا أكتب وأتابع الحلقة الثانية، لأني راغبة بمشاهدة يوسف الخال ولأني راغبة بالتعرف على والد محي الدين ابن عربي، من خلال كاتب دراما عربي للأسف!
والآن وبعد مشاهدتين لحلقتين إضافيتين تبين لي أن المسلسل يتحدث بلغة لا يفهمها إلا اللغويين الأقحاح ولا أعرف إن كان لدينا منهم بعد الآن سوى الكاتب!
عدد مشاهدي الحلقات من أصل مئات ملايين العرب، لم يتجاوز الـ 22 ألف مشاهدة وتساقط وتهاوى ووصل إلى 11 ألف!
أليس هذا هدر للمال؟
وأسأل الممثلين الذين لعبوا أدوارهم: هل كانوا يفهمون ما يقولون؟!
على يوسف الخال النجم اللبناني الكبير أن يعود إلى أحضان دراما المودرن، وعلى سخفها، لن تكون بحجم تفاهة دراما التاريخي الديني.
مقامات العشق إﺧﺮاﺝ: أحمد ابراهيم أحمد، ﺗﺄﻟﻴﻒ: محمد البطوش، تمثيل يوسف الخال، نسرين طافش، مصطفى الخاني، لجين اسماعيل، قمر خلف، مروة الأطرش، جهاد سعد وسارة فرح وغيرهم.
نور عساف – بيروت