ندى درغام، الصحافية النادرة بأخلاقها الرفيعة، وإنسانيتها الطاغية، في زمن يتنطحُ فيها المشرئبون، والدخلاء على الوطنية، الذين يتقاتلون سعيًا خلف الضوء على حساب جودة المهنة.
ندى مديرة موقع (النهضة نيوز)، كتبت البارحة تعبر عن معاناتها مع لابسي الأقنعة، المحرضين في زمن يتطلب الوحدة، المنظرِّين أمام دماء الشهداء، المستغلين لما يحدث في فلسطين للتخوين والتهجُّم والسباب.
يحترق الأطفال هناك في غزة والآن في رفح، ومعهم يسقط الشهداء في لبنان في معركة الإسناد والدعم لفلسطين، ليخرج البعض لكي يشوِّه أي فعل داعم للقضية، ويحطَّ من قدر أي موقف أو حتى وقفة احتجاجية، ويهاجم الدول والحكومات والشعوب بحسب أهوائه السياسية، ويُخوِّن ويُصهين من يشاء وكما يشاء، ليصل به الأمر حد التنظير على شهداء لبنان، وأمام جلال دمائهم يكتفي برفع الشعارات، وكل ذلك تحت راية الرأي الآخر وحرية التعبير!
ندى درغام لم تعربش، بصمت تتابع الخبر لحظة بلحظة، وتقوم بكل واجباتها مع فريقها الذي تدفع له رواتبه ليساعدها في إتمام المهمة المقدسة لصالح كل مظلوم في فلسطين وأيضا على وجه الأرض.
ورغم ذلك وتحت شعار الرأي الآخر يحاولون التسلق على كتفيها، ليفرضوا عليها ما يريدون في المساحات، فيأخذون الحوار عنوةً، إلى مكان لا ترغب ندى به.
تُحاول ندى من خلال مساحاتها تسليط الضوء على القضية الفلسطينية والتركيز على غزة والجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي فيها وبشعبها، ليقوم هذا البعض ممن ضاقت بهم ذرعًا بعد صمتها الطويل عليهم، بتعمد تحريف مساحاتها الموجهة نحو فلسطين إلى الملفات السياسية الجدلية، وحين يُفتح باب السياسة، يعمدوا إلى مهاجمة بعض الدول وكيل السباب والشتيمة عليها ليصل بهم الأمر أيضًا حد تخوين لبنان ومقاومته.
(أعتذر ممن استفزهم كلامي عن المقاومة اللبنانية بأنها خط أحمر بالنسبة لي..
في كل مرة أفتح فيها مساحة خاصة يصر البعض على أخذها إلى غير مكانها، وتنتهي دائما بالجدل العقيم والخلاف، وتصبح مكانا للمشكلات والاستفزازات.
حين تكون فلسطين محور المساحة، يعمد البعض لأخذنا إلى #سورية والحرب فيها، وهذا الموضوع لا يعنيني الحديث به حاليا، ولا يريد هذا البعض أن يحترم هذا الأمر.
فمن يقول لي بأن من يتكلم عن #فلسطين لا يستطيع إلا أن يتكلم عن الحرب في سورية، فأقول له بأن هذا لا ينطبق على مساحاتي، وحينما يصبح الحديث عن فلسطين غير ممكن دون التطرق إلى سورية والتهجم على رئيسها، ودون أن نهاجم دولا وشعوبا وحكاما، ونُخون فئة ونُصهين فئة أخرى، فالأفضل ألا أفتح أي مساحة، لأن مساحاتي ليست المكان المناسب لذلك، فأرجو من هذا البعض عدم الدخول إليها، وإن دخلتم فلا تتحدثوا بالسياسة إطلاقا، ولا تُغيروا محتوى المساحة وفق أهوائكم، وأتمنى منكم الالتزام بالعنوان.
أؤكد أني من أكثر الأشخاص احتراما للرأي الآخر، لكن ذلك ليس في الوقت الذي يسقط لدينا الشهداء والجرحى، فحين يكون دماء أبناء بلدي على الأرض يسقط حتما كل رأي آخر لا يتفق معهم ويستخدم لغة التخوين، وعندها وبكل صراحة ليس لدي مجال لحرية الرأي والتعبير، فرغم احترامي للرأي الآخر لكني في مساحاتي لست فقط لا احترم هذا الرأي بل لا أسمح لنفسي بسماعه.
فكيلا تعاد هذه المشكلة في كل مساحة، أتمنى أن يتكرم هؤلاء ويذهبوا لإنشاء مساحات خاصة بهم، وليعبروا عن آرائهم فيها كما يشاؤون، وسأدخل إليها إن رغبوا لأقول لهم رأيي إن كانوا مع حرية التعبير لهذه الدرجة كما يقولون.
ولمن استفزهم كلامي عن المقاومة اللبنانية بأنها خط أحمر بالنسبة لي، أعتذر منهم فهي ليست كذلك فقط بل هي دمي وتحتها خطوط حمراء.