إياك أن تقول: ما هذه الخرافة.
إذا كنت تسافر إلى تركيا مثلاً: لن تجد على الطرقات العامة ناس من ذوي القامات السمينة، إلا ما ندر!
لماذا؟
لان طبيعة الطرقات المتعرجة في تركيا وكثرة المسافات التي تضطر التركي للمشي صعودًا ونزولاً مجبرًا، وحتى الأبنية بمعظمها لا مصاعد فيها، هذا يجعل من الشعب التركي من ذوي القامات الجميلة، والجمال يعني الصحة،
هذا لن تراه في أميركا أبدًا، بل بالعكس في الولايات المتحدة الاميركية، نصف الشعب يعاني من السمنة، والبعض يعاني من السمنة المفرطة. لإن وفي معظم الولايات، الناس لا تمشي، إلا إلى السيارة.
المشي علاج لكل الأمراض، ومنها الأمراض النفسية، التي تأخذك إلى طبيب الأعصاب، او المعالج النفسي لتدفع الكثير من المال وليست النتيجة مضمونة، هذا عدا عن أن العلاج يحتاج إلى زشهر وقد يحتاج إلى سنوات.
المشي مجاني، ويجعلك تتخطى كل المصائب في حياتك، مهما كانت المصاعب قاسية ومعقدة.
حاول أن تمشي الآن، حتى وأنت في مكانك.
إذا كنت مدخنًا شرهًا ستلاحظ أنك لن تشتهي السيجارة خلال المشي وبالمطلق، بغض النظر إن مشيت عشر دقائق أو ساعتين.
أنا عانيت من اضطرابات نفسية، نتيجة الحياة القاسية بل السوداء التي أعيشها، وكنت لجأت إلى الاطباء، منهم من عبث بي حقًا، وأسوأهم كان جراحًا في إحدى المستشفيات أدخلني غرفة العمليات ثلاث مرات، وكل مرة كان يجري لي عملية في أمعائي على أمل الشفاء وعلى أمل أن تكون المرة الأخيرة.
وحين فقدت الأمل إذ استمرت معاناتي مع التهابات في الصران الغليظ، استبشرت خيرًا حين نصحني رفاقي في الهند، واحدهم طبيب كبير، فقال لي: عليكِ بالمشي ولا تتوقفي وستستعيدين كل عافيتك النفسية والجسدية.
بدأت أمشي كل يوم ثلاث مرات وكل مرة ساعة كاملة، لأنني كنت كل مرة أعود فيها إلى غرفتي في المعبد، كنت أشعر بالغبطة وبوجع أقل.
في البدء اعتقدت أن في الأمر خدعة نفسية، لكني أكملت، لأني لم أكن أملك أي حلٍ آخر.
خلال المشي، لاحظت أني لا أشتهي السيجارة، ولا استخدام الهاتف، وهكذا نقص عدد السجائر اليومي من مجمل ما أدخن، وبدأت اتنازل عن التلفون وهو مرض بعينه.
لاحظت بعد أسبوع أني أصبحت أنام نومًا عميقًا، ودون أن زشعر توقفت عن مساعدة الحبوب المنومة.
وبعد ثلاثة أسابيع من المواظبة على رياضة المشي وخلالها كنت أتأمل وأصلي، لاحظت أني بدأت أشرب ثلاث ليترات من الماء أو أكثر.
في الاسبوع الرابع خسرت كل الوزن الزائد واستعدت رشاقتي، رغم أني لم أتبع أي حمية.
لكن كي أكون صادقة معكم فأنا لا آتناول السكر الأبيض ولا الخبز إلا قليلا وتحديدًا في الصيف اعشق الايس كريم ولا أحرم نفسي منه.
هل هذه فقط كانت النتائج؟
بالطبع لا: أصبحت وبعد مشي يومي لا أعاني من العصبية غير المبررة، أصبحت أكثر لطفًا، أكثر قدرة على التحمل، ابتسم للسماء، أصبحت أعشق الله، وأداري من حولي، وأكثر قدرة على استيعاب الآخرين.
ماذا بعد: اصبحت سعيدة ومتزنة في قراراتي.
هل هذا حدث بسبب المشي او بسبب نتائج المشي؟ أي التعافي من آلام المعدة والمصران، والتعافي من وجع الرأس، والتعافي من التدخين الشره؟
لم أستشر أحدًا لأحصل على إجابة.
فهمت جيدًا اني اكتشفت أهم دواء سحري ومجاني، وأنا حتى هذه اللحظة، بصحة نفسية وجسدية، ولا أتوقف لحظة عن الشكر والتعبير عن الإمتنان لله عز وجل، ولهذا الكون الذي لا أريد أن أرى فيه إلا جمالاً.
إني أُكثر من ذكر الله وأخاطبه بحنان حين أبدأ بالمشي كل يوم، وحين أصعد الادراج العالية امارس النفس (شهيق وزفير بصوت واضح).
اصلي خلال المشي، وأحلم، واتخذ القرارات الصعبة، وأنظف قلبي من أدران الحقد القديم او الجديد وأتخلص من الوسخ العالق بي مِن مَن حولي.
المشي من أجمل ما حدث لي في حياتي..
ابدأ بالمشي 15 دقيقة كل يوم لاجل قلبك.
نضال الاحمدية