منذ أسابيع قليلة، سحرت الطفلة السورية شام الآلاف حول العالم بغنائها بالوجع والألم، وصوتها الشجي خلال محاولة فرق الإنقاذ انتشالها من تحت أنقاض الزلزال المدمر الذي ضرب فجر السادس من فبراير الحالي الشمال السوري والجنوب التركي.

لكن شام بعدما سحرت الناس بصوتها، يبدو أنها ستبكيهم بقصتها المؤلمة، خصوصاً انها اصلحت مهددة ببتر قدميها.

شام الشيخ محمّد البالغة من العمر تسع سنوات، بعدما بقيت نحو أربعين ساعة تحت الأنقاض في شمال غرب سوريا، تواجه اليوم خطر بتر ساقيها، إثر إصابتها على غرار ناجين كثر من الزلزال بمتلازمة “هرس الأطراف”.

وتخضع شام للمراقبة منذ أيام في العناية الفائقة في مستشفى الشفاء في مدينة إدلب.

فيما تواجه الصغيرة الممددة على سرير المستشفى وإلى جانبها دميتها، وفق الأطباء الذين يتولون رعايتها خطر بتر رجليها على مستوى الساقين، كما أنها معرضة لمشكلات في القلب والكلى، حالها حال العديد من الناجين الذين استقبلوهم خلال الأيام الماضية.

اقرأ: هند صبري: لن اتراجع عن الهجوم على سعد لمجرد

وفي نفس السياق، أوضح أخصائي الجراحة العظمية طارق مصطفى لوكالة فرانس برس “أن شام واحدة من حالات عدة وردت إلى مستشفيات المنطقة وتعاني من متلازمة الهرس بعدما بقيت أكثر من أربعين ساعة تحت الأنقاض”.

وأضاف الطبيب الذي يعمل في مستشفى في بلدة معرة مصرين تديره الجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز)، أن “وضعها كان حرجاً لأنها معرضة للبتر على مستوى الساقين”

لكنه أوضح أن “بعض المؤشرات الإيجابية” دفعت بالمشرفين عليها إلى تأجيل عملية البتر.

متلازمة الهرس تنتج “عن أي ضغط تتعرض له الأطراف لفترة طويلة تفوق 12 ساعة … ما يؤدي إلى انقطاع الدورة الدموية على مستوى الأنسجة”.

كما لفت إلى أن “المصاب لا يواجه خطر التعرّض للبتر فحسب، ذلك أن إعادة تنشيط الدورة الدموية دونها عواقب، فارتفاع البوتاسيوم في الدم قد يؤدي الى أذية قلبية بشكل مباشر، وارتفاع الهيموغلوبين قد ينتج عنه قصور كلوي أيضاً”

وكان مقطع فيديو انتشر بشكل واسع للصغيرة، لاسيما حين راح أحد المتطوعين واسمه محمّد نصرالدين يغني لها أغنية، لتؤكد له وهي غارقة تحت الأنقاض أنها تعرفها جيداً.

ثم تهم في دندنتها بصوت منخفض.

فيما أكد نصرالدين أن تلك الصغيرة أعادت لهم القوة حين رأوها تتحدث تحت الركام، مضيفا أن فرحتهم كانت لا توصف حين خرجت.

وفي محاولة للتخفيف عنها ريثما يتمكنون من سحبها، وعدها متطوع آخر يدعى زياد حمدي برحلة إلى مدينة الملاهي بعد إخراجها. فأجابته “أريد أن ألبس ثياباً جميلة، أريد أن أصبح أميرة”.

وبعد ست ساعات من العمل المتواصل والحوار الطويل، حرر متطوعو الخوذ البيضاء شام من بين الركام.

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار