عندما تستيقظ من النوم، تقوم عادة بالأمور اليومية التقليدية كغسل الوجه وتنظيف الأسنان وارتداء الملابس وتناول الفطور لتتوجه بعدها إلى عملك. أمّا الآن فقد أصبح الأمر مختلفًا إذ يستيقظ معظمنا من النوم، فيمسك بهاتفه الخلوي ويقوم بجولة سريعة على الأخبار أو يتصفح حساباته على مواقع التواصل ناهيك عن الرسائل على الواتساب والبريد الالكتروني وما إلى ذلك.

لكن ما لا تعرفه أن ذلك قد يؤثر سلبًا على يومك لأنك تعرض دماغك لمعلومات كثيرة لا يستوعبها في اللحظة التي تفتح بها عينيك وبالتالي ستعرّض نفسك للتوتر أو الإجهاد أي Stress.

تأثير قراءة الإشعارات على الهاتف صباحًا
قراءة الإشعارات Notifications صباحًا سيفسد مزاجك

وفي هذا الصدد، يقول (تريستان هاريس) Tristan Harris، وهو المُفَكِر التصميمي السابق لدى شركة غوغل Google، إنه عندما تفتح هاتفك بعد أن تستيقظ مباشرة وترى مجموعة من الإشعارات Notifications على شاشتك، سيؤثر ذلك عليك بشكل سلبي لأنك سترى لائحة من الأمور التي لم تنجزها البارحة وعليك القيام بها اليوم.

وتشير بعض الدراسات إلى أن وصول الإشعارات بشكل متواصل على الهاتف سيعرّض صاحبه للتوتر. وفي دراسة استتقصائية بعنوان You’ve Got Mail التي تضمنت حوالي 2000 عامل في المملكة المتحدة، تبين أن الرسائل التي تصل من البريد الالكتروني مرتبطة بشكل كبير بالشعور بالقلق.

تأثير تفقد الرسائل الالكترونية
إن تفقد رسائل البريد الالكتروني باستمرار يزيد من مستوى التوتر

وفي دراسة أخرى أجريت في جامعة British Colombia، طلب الباحثون من 124 طالب وأستاذ تفقّد البريد الإلكتروني بصورة متواصلة لأسبوع واحد. وبعد أسبوع، لم يتفقدوا رسائلهم إلا ثلاث مرات يوميًا بعد أن أوقفوا ظهور الإشعارات Notifications على شاشات هواتفهم. وبالتالي لاحظ الطلاب والأساتذة أنه عندما يكون وقت تفقد رسائل البريد الالكتروني محدودًا لا يقلل ذلك من مستوى التوتر فحسب بل يشعرون بالتفاؤل أو بالإيجابية أيضًا.

ويقول علم النفس: (عندما نشعر بالتوتر، فإما نُفْرِط في التفكير بالماضي أو نخشى مما سيحصل في المستقبل. ولا بد من أنه أمر صحيح، فإن نظرت إلى لائحة الإشعارات التي عليك أن تنجزها بعد أن تفتح عينيك، ستتوتر وستفقد المزاج الجيّد بدلاً من أن تنعم بصبحية هادئة قبل أن تبدأ نهارك وعملك).

تأثير قراءة الإشعارات على الهاتف صباحًا
ابدأ بومك بهدوء وستبقى في مزاج جيد طوال النهار

أُجريت دراسة تضمنت 4000 شخصًا من الجيل الجديد والقديم، تبين فيها أن الجيل الجديد يعترف بأن حياة أهلهم كانت أسهل من حياتهم. أما الجيل القديم فيعتبر أن الجيل الحالي يواجه معاناةً أكثر من شباب الجيل القديم.

لماذا يتعرض الشباب اليوم لهذا الكمّ من الضغوطات رغم توفر التكنولوجيا التي تسهل الأمور الحياتية أكثر من أي وقت مضى؟

تقول أخصائية علم الاجتماع في كلية لندن الاقتصادية، د. كاثرين حكيم: (يفكّر الشباب والشابات اليوم في التخطيط للمستقبل واستثمار وقتهم وجهودهم للحفاظ على صحتهم ورشاقتهم، وهم قلقون دائمًا على كيفية تأمين الاستقرار المالي، بدلاً من الاستمتاع بلحظات حياتهم وعيش يومهم.) وأضافت: (ربما هذا هو السبب خلف المناخ الاقتصادي الصعب.)

ضغوطات الحياة
الضغوطات التي يتعرض لها الشباب

يعود السبب الرئيسي إلى القلق بشأن استقرارهم المالي والقلق حيال صورتهم الخارجية التي عليها أن تكون مثالية وذلك من خلال التمارين الرياضية التي لا تنتهي، ومتابعة نظام غذائي صحي وغيرها، بينما الجيل القديم لم يأبه فعلاً بتلك الأمور ولم يفكر بها حتى. وفي هذا الشأن قالت (حكيم): (إن الجيل الحالي سطحي ومادي أكثر من جيل أهلهم. وبات كسب الأموال هدفًا في الحياة بحد ذاته، والتمتع بمستوى معيشة لائقة أصبح تحصيلاً حاصلاً بالنسبة إليهم.) ومن الواضح أن مفهوم السعادة والقناعة قد تغيّر مع مرور الوقت، ومن جيل إلى آخر، وأصبح بالتالي طموحًا فرديًا. أما فيما يخصّ الزواج فرفض معظم الشباب هذه الفكرة التي كانت أساسية بالنسبة للجيل القديم لا بل كان هدفًا أساسيًا في حياتهم.

لكن كل الأمور التي يفكر بها الشباب اليوم والتي تعرضهم للضغوطات والتوتر تصب في مصلحتهم إذ يعتمدون نظامًا غذائيًا صحيًا أو يحاولون على الأقل ومع ممارسة التمارين الرياضية المحافظة على رشاقتهم. ويتطلعون إلى المستقبل باستمرار متكلين على طموحهم وشغفهم. ورغم كل الأضرار التي تسببها الضغوطات لهم فلا بد من أنها تعزز بعض العادات الإيجابية لديهم، وخصوصاً من لديه قوة الإرادة والتحمل الجيدة، والقدرة على التأقلم مع بعض الحالات النفسية التي تظهر غالبًا عند الشعور بالتعب والإرهاق.

مقارنة بين الجيل القديم والجديد
مقارنة بين الأم وابنتها

هذا الرسم يقارن فتاة ووالدتها، الفتاة في سن 23 والأم في سن 57. عندما طُلب منهما تحديد أولوياتهما، كانت أولويات الفتاة الحصول على سند الملكية، والحصول على ترقية في العمل والمحافظة على جسم وصحة سليمة. بينما أولويات الأم لما كانت في سن الـ 20 فكانت تأسيس عائلة، المرح، الحصول على ترقية في العمل.

أما فيما يتعلق بأسلوب حياتهما، قالت الفتاة إنها تعيش وتخطط للمستقبل أما الأم فكانت تعيش يومها إلّا أنها تزوجت في سن 23 وأنجبت طفلا في سن 26.

التعامل مع الضغوطات
كيفية التعامل مع ضغوطات الحياة

الحياة كانت أسهل فيما مضى، كانت الحياة أبسط من الآن. وذلك بسبب عوامل كثيرة منها زيادة البطالة الآن وارتفاع أسعار المعيشة عمومًا والعقارات، ناهيك عن المشاكل التي يواجهها الشباب في فرض أنفسهم في سوق العمل وخصوصًا مع تكاثر اليد العاملة الأجنبية.. كلها تزيد من الضغوطات على الشباب. وبالتالي سيواجه الجيل الجديد صعوبات في تجاوز هذه المعوقات بسبب الضغوطات لكنه سيطمح من جهة أخرى لكسب المزيد والمزيد من المال ولبلوغ مراتب عالية وتحديد أهداف جديدة. لكن السر يكمن في محاولة تنظيم وقت العمل والأهم هو أخذ القسط الوافر من الراحة لتبدأ من جديد مواجهة مصاعب الحياة وضغوطاتها.

فانيسا الهبر – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار