الرهاب الإجتماعي Social Anxiety Disorder-WR يؤثر على حياتك بصورة كبيرة قد لا تتخيلها أو قد تستهين بها عند التحدث مع الغرباء. وعندما نتحدث عن الرهاب الإجتماعي فنحن لا نعني الخجل، الخجل شعور طبيعي ولا مشكلة فيه، أما الرهاب الإجتماعي فهو أخطر بكثير من الخجل.

عندما تصاب بالرهاب الإجتماعي فأنت تعاني من قلق دائم فيما سيظنه الآخرون بك، وتفكر كثيراً حول نظرة الناس إليك وحكمهم عليك في كل تصرف، وكنتيجة لذلك فأنت تعاني من صعوبات كبيرة في الحياة الاجتماعية وحتى في حياتك اليومية.

اقرأ: د.وليد ابودهن: الكورتيزون يؤثر على خصوبة الرجال؟

اقرأ: د.وليد ابودهن: الكورتيزون يؤثر على خصوبة الرجال؟

إن ما يقارب من 10% من الناس يرهبون المناسبات الإجتماعية مما يؤثر سلباً على حياتهم التعليمية والعملية وعلاقاتهم الشخصية بصورة كبيرة.

1- هل ترهب (تتخوف) أن تكون مركز إهتمام ونظر الآخرين؟

2- هل تخاف من إحراج نفسك أمام الآخرين؟

3- هل تحاول غالباً تجنب أي من المواقف التالية:

– التحدث في المجتمعات
– الحديث مع المسؤولين
– حينما يتركز النظر عليك
– الأكل أو الشرب أو الكتابة أمام الآخرين
– حضور الحفلات

4- هل تقلق من أن تجعل من نفسك أضحوكة أو مجالاً للسخرية أمام الآخرين؟

اقرأ: د. وليد ابودهن: مخاطر النوم أمام المراوح

حينما تتعرض لأي موقف من المواقف المذكورة أعلاه، هل تعاني من الخجل واحمرار الوجه، الارتعاش، الإضطراب، الخوف من الإستفراغ أو الشعور المفاجيء بالرغبة في الذهاب إلى الحمام؟

اقرأ: د. وليد ابودهن: مخاطر النوم أمام المراوح

إذا كانت إجابتك لأي من الأسئلة 1 أو 2 أو 3 او 4 بنعم فهناك احتمال أنك تعاني من الرهاب الإجتماعي. وإذا كانت إجابتك أيضا للسؤال رقم 5 بنعم فإنك بالتأكيد تعاني من الخوف الإجتماعي الكبير.

ما هو الرهاب (الخوف) الإجتماعي؟

الرهاب (الخوف) الإجتماعي حالة طبية مرضية مزعجة جداً تحدث في ما يقارب واحد من كل عشرة أشخاص، وتؤدي إلى خوف شديد قد يشل الفرد أحياناً ويتركز الخوف في الشعور بمراقبة الناس.

يصنف الرهاب الإجتماعي ضمن أمراض أو اضطرابات القلق، التي هي عبارة عن زيادة في معدل القلق لحد أعلى من الطبيعي. والقلق نوع من المشاعر الطبيعية. فبسبب أفكار معينة عنوانها الخوف، وعدم التأكد مما حصل أو سيحصل يبدأ الجسم بالاستجابة لهذه الفكرة بإفراز مادة الأدرينالين وهي المادة المحفزة التي تجعل كل الجسم يتحفز للدفاع عن نفسه أو الهروب من مكان الخطر.

اقرأ: د. وليد ابودهن: الدورة الشهرية عند الرجال

هذا الخوف أكبر بكثير من الشعور العادي بالخجل أو التوتر الذي يحدث عادة في التجمعات، بل إن الذين يعانون من الرهاب (الخوف) الإجتماعي قد يضطرون لتكييف جميع حياتهم ليتجنبوا أي مناسبة اجتماعية تضعهم تحت الأنظار. إن علاقاتهم الشخصية ومسيرتهم التعليمية وحياتهم العملية معرضة جميعها للتأثر والتدهور الشديد. وكثر هم المصابون الذين يلجأون إلى الإدمان على الكحول أو المخدرات لمواجهة مخاوفهم.

تبدأ عادة حالة الرهاب (الخوف) الإجتماعي أثناء فترة المراهقة، وإذا لم تعالج فقد تستمر طوال الحياة وقد تجر إلى حالات أخرى كالإكتئاب والخوف من الأماكن العامة والواسعة.

اقرأ: د. وليد ابودهن: احذروا من مخاطر أشعة الشمس

ما هي الأعراض؟

– احمرار الوجه

– رعشة في اليدين

– الغثيان

– التعرق الشديد

– الحاجة المفاجأة للذهاب للحمام.

إذا كنت تعاني من الرهاب الإجتماعي فمن المحتمل أنك تعاني من واحد أو أكثر من هذه الأعراض عندما تتعرض للمناسبة الإجتماعية التي تسبب الخوف. وفي بعض الحالات مجرد التفكير في تلك المناسبات يُحدث القلق والخوف. إن المحاولة الجاهدة لمنع حدوث الأعراض قد تدفع المريض إلى تجنب هذه المناسبات بصورة نهائية مما يكون مدمراً للحياة الإجتماعية أيضاً.

اقرأ: د. وليد ابودهن: ما هي العناصر الأربعة المؤثرة في حياتنا الروحية؟

عند الاطفال

الحماية الزائدة والحنان المفرط، يحرمان الطفل في طفولته من فرصة تأكيد ذاته مع أقرانه بالاحتجاج اللفظي أو العملي وبالتالي يظهر الرهاب الإجتماعي في البدايه مع الطفل ويستمر بالزيادة ما لم يتم معالجته.

اقرأ: د. وليد ابودهن: الكلور ليس أفضل من المياه الملوّثة

دعم الأصدقاء والأقارب

إن دعم الأصدقاء والأقارب يمكن أن يساعد كثيراً وهذه خطوط عريضة لذلك:

– كن متفهماً، وأعلم أن إتاحة الفرصة للمريض لشرح مشكلته سيساعده ليشعر بعدم العزلة وأن لا يخجل من حالته.

اقرأ: د. وليد ابودهن: صفات الشخصية النرجسية وكيفية التعامل معه

– لا تعتبر الحالة المرضية خطأً لأحد معين وتلقي باللوم عليه أو على نفسك أو على المريض.
– شجع المريض بلطف ليراجع الطبيب المختص. واعترف أن هذا القرار صعب بحكم طبيعة الحالة المرضية والتي تجعل المريض يرهب من طلب المساعدة من الناس الغرباء ومنهم الطبيب.
– شجع المريض من بداية العلاج أن يستمر ويواصل عليه، وأظهر تقديرك وإعجابك بأي تحسن يطرأ مهما كان قليلاً.
– عندما يبدأ تأثير العلاج فإن ذلك سيشجع المريض أن يبدأ بمواجهة المناسبات الإجتماعية المثيرة للخوف والرهاب وهنا فإن دعمك وتفهمك له مهم جداً.

في المنزل ينصح المريض ويشجع أن يواصل حياته اليومية بشكل طبيعي بقدر الإمكان ولهذا فلا تقبل أن تكيف حياتك لتتمشى مع مخاوفه وقلقه.

د. وليد ابودهن

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار