اثناء تصفحي لتطبيق الانستغرام (الانستا ستوري) استوقفني مقطع فيديو نشرته النجمة اللبنانية سيرين عبد النور، التقطته أثناء تواجدها في أحد المطاعم الفرنسية الشهيرة بأطباقها اللذيذة.

لكن سيرين ليست معتادة على تناول أطباق فرنسية فخمة فقد اختارت أبخس الأطباق، وهو حلزون البحر، الذي يبلغ سعره في الجزائر نصف دولار، وغالباً يقدمه لك بائع الأسماك مجانًا.

لكن هناك فرضية أخرى وهي أن سيرين لم تعرف مكونات الطبق لجهلها ربما باللغة الفرنسية، فطلبت أول طبق على لائحة الطعام، حتى أنها تجد صعوبة في إمساكه، كما تُظهر لنا الصورة.

وبعد أن كتبتُ هذه السطور، سألت بعض الزملاء في مكتب بيروت عن إمكانية أن تتناول سيرين طعاماً فرنسياً رخيصاً وتعرض الطبق على الانستغرام؟

وأجابوا: أن كل الأكل غير اللبناني، لا يقيمونه بسعرِه بل بمذاقهِ، لأن المطبخ اللبناني من أفخم المطاعم في العالم، وأن ما أسميه حلزوناً فاسمه (البزاق) عندهم، وهو ليس طبقاً فرنسياً، بل هو من الأطباق اللبنانية الأصيلة، والقديمة، وتأكله فئة من الناس وتحتقره فئة ثانية.

وقالوا لي، إن ما اسميه الحلزون، وما يسمونه البزاق، ليس طعاماً بحرياً، بل طعاماً برياً، وأن (البزاق) من نوع الطعام الغالي جداً عندهم، لأنه غير متوفر، بل ونادر ويحصل عليه غالباً أهل القرى، بعد أول مطرة تأتي بعد الصيف.

وقالوا: أهل القرى عندهم الذين يقصدون الحقول لأجل القيام بحصاد البزاق وهو من أغلى وأفخم أنواع الأطباق عندهم.

ثم ضحكوا وقالوا لي: في أي مطعم كانت سيرين كي نذهب ونستمتع بطبق بزاق مع كأس عرق..

وقالوا لي أن سيرين تتقن الفرنسية، وهي سيدة مطبخ، وتتقن الطبخ، كما هي سيدة صالون وسيدة شاشة.

حتى الآن لم أفهم ماذا قصد زملائي بكأس العرق!

لغة اللبنانيين وطباعهم في الطعام والشراب واللباس وحتى الكلام لا تشبه غالبية العرب.

سليمان برناوي – الجزائر

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار