كتب الناشط Sobalaan على موقع اكس وتويتر سابقًا، معرّفًا الناس عن التقمص في الطائفة الدرزية، والآيات القرآنية التي وردت عن التقمص في القرآن الكريم.
اقرأ: الآيات القرآنية الـ 17 التي تؤيد التقمص
وقال Sobalaan:
اعلم يا أخي أن التناسخ هو الاعتقاد بأن الروح تنتقل بعد موت الجسد إلى جسد آخر لتعيش حياة جديدة، ويشمل هذا الانتقال الأرواح إلى جميع الموجودات، سواء كانت جمادات، نباتات، أو حيوانات.
أما التقمص في المفهوم الدرزي، فهو يقتصر على تبديل “الأقمصة البشرية” أي الأجساد الأدمية فقط، بمعنى أن الإنسان بعد موته يتقمص في مولود بشري جديد، ولا يتقمص في الحيوانات أو الجمادات.
وفي الفلسفة الأرواحية أو الأنيمية، يُعتقد أن كل شيء في العالم، سواء كان كائنًا حيًا أو جمادًا، يحتوي على روح أو طاقة روحية.
عادةً ما يرتكز الاعتقاد في التناسخ على الأرواحية، حيث يتم تصنيف توزع الأرواح على الكائنات في سلم ارتقاء يمتد من المعادن، إلى النباتات، إلى الحيوانات، ثم البشر، وصولاً إلى الملائكة أو النجوم.
إلا أن رسائل الحكمة (الرسائل الدرزية) ترفض هذا الاعتقاد وتطرح سؤالًا: كيف يمكن الباري أن يختبر الأرواح إذا كانت في قمصان غير بشرية، مثل الجمادات الساكنة أو الحيوانات التي تفتقر إلى الوعي وحرية الاختيار؟
وإذا لم يكن هناك معيار للارتقاء في المراحل السفلى، فلماذا لا ترتقي كل الأرواح إلى القمصان البشرية؟ فلن يكون هناك ما يمنعها أو يثبتها في قمصانها..!
أما في الإسلام الطاهري، فعادة ما يتم نفي التقمص والتناسخ، ويُقال إن الإنسان يعيش حياة واحدة فقط، تمتد في أفضل الأحوال إلى تسعين عامًا، خلالها يُختبر من الله تعالى، ثم يموت و يُِختبر في القبر (مرحلة البرزخ او عذاب القبر)، وتبقى روحه (و بعض بقايا عظامه) هامدة في التراب تنتظر القيامة.
اقرأ: إليسا: أنا كنت بالحياة السابقة فرعونية وهل تؤمن بالتقمص؟ – فيديو
لكن هذا الرأي يتعارض مع العقل والمنطق. هل تكفي حياة واحدة فقط لاختبار الإنسان؟ وهل هناك تكافؤ في الظروف والتجارب بين كل الأشخاص؟ وما مصير الطفل الذي يموت وهو رضيع؟
والله تعالى موصوف بالكثرة والعظمة، فهل يعقل أن يكون أكثر في عدد النجوم وفي مدّة هذا الزمان الطويل، ومع ذلك حدد للإنسان تسعين عامًا فقط ليختبر هذا الخلق ويخوض رحلته الروحانية؟
ويأتي الجدل حول هذه الآية في سورة البقرة:
“كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ…”
التفسير الظاهري لهذه الآية يعادل “كنتم أمواتًا” بـ”كنتم عدمًا”. ولكن العدم ليس ميتًا أو حيًا؛ فهو لا شيء. بينما الميت هو من مات، أي فقد الحياة الذي كان عليها.
اقرأ: رسالة من المفتي الجعفري إلى الدروز
من ناحية أخرى، تشير سورة الواقعة إلى التقمص بقولها:
“نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ…”
هنا، يمكن أن يُفسَّر “تبديل أمثالكم” على أنه تغيير في أشكالكم (أي الأجساد). كما أن ذكر “النشأة الأولى” قد يوازي تذكر الحياة السابقة في الدور الأول.
ومع ذلك، فإن التفسير الظاهري لهذه الآيات يقول إن الجسد قد يبدل في يوم القيامة، وقد يُمسخ في صور بشعة وغريبة. لكن هذه النفسير يقتصر على القيامة باعتبارها المكان الوحيد لتبديل صورة الإنسان. بينما تشير سورة الانفطار إلى إمكانية تغيير صورة الإنسان قبل القيامة:
“يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ…”
فهنا قد تقصد الآية التعديل على البشرية عبر الأزمان، بتغيير صورها المركبة (أجسادها) في كل دور من الأدوار.
كذلك، هناك أحاديث إسلامية غامضة تشير إلى التقمص. في كتاب السيرة النبوية، يروي ابن إسحاق أن سلمان (ع) التقى بأحد الرهبان الذي أعطاه أوصاف النبي محمد. وقال له النبي محمد إن هذا الراهب هو نفسه عيسى بن مريم. أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمان: “لو كنت صدقتني يا سلمان، لقد لقيت عيسى بن مريم.”
اقرأ: والد سلاف فواخرجي مات وعاد!
وفي المسالك الباطنية، نجد بعض الفرق تؤمن بالتقمص بشكل سري، مثل الشيعة الإثني عشرية، حيث يعتقد بعض الخواص أن محمدًا وعليًا هما نوران يتقمصان في الأدوار و الأكوار، اي الحقبات الزمنية. كذلك، يؤمن العلويون بالتناسخ والترقي إلى النجوم.
وتوجد كتب شيعية تتضمن قصصاً للإمام علي حول التناسخ و الأجيال السابقة، مما يدل على وجود هذا المعقد في العمق الباطني لبعض المذاهب الإسلامية.