فاجأت الممثلة التركية سونغول أودان الجمهوريْن التركي والعربي بنجاح مسلسلها (حكاية عائلة) الكاسح والذي تصدّر نسبة المشاهدة الأسبوع الماضي، مطيحًا بمسلسل الممثلين جان يامان وديميت أوزدمير (الطائر المبكر)، ليحقق المفاجأة الكبرى ويبعد الصدارة عنهما بعدما أصبحا حديث الناس.
(حكاية عائلة) تدور قصته حول (ريهان) التي تؤدي دورها سونغول، وتواجه صعوبةً بأواخر أشهر حملها ب٣ توائم، ثم تلدهم في يوم عيد ميلاد زوجها (جيم)، لتبدأ الاحداث بعرض قصة الزوجين وأبنائهم (بيركان)، (بيست)، و(ماهر).
تعاني (ريهان) من أبنائها الذين يهملونها، وتختفي لتكون هذه نقطة التحول قي مجريات القصة… بعد مرور العديد من المصائب والمشاكل والأزمات، يعرفون مكانها لكن المفاجأة تحلّ برفضها العودة إليهم لأنها وجدت أناس أحن وأرحم منهم.
الأبناء الثلاثة: بيركان ويجسد دور بيرك، ممثل اعلانات، ولكنه يريد أن يصبح ممثلًا تلفزيونيًا، ماهر متزوج وسعيد مع زوجته وأولاده ويبحث عن أبيه البيولوجي، وبيست التي تعاني من مشاكل نفسية منذ طفولتها، وتريد التخلص من سمنتها التي تجعلها سخريةَ الناس.
يُبث المسلسل التلفزيوني على قناة Fox TV، من إنتاج MedYapim، إخراج Merve Girgin، وتأليف Deniz Madanoğlu , ويعد مقتبسًا من المسلسل الأمريكي (ThisIsUs).
لا يعرض مسلسل سونغول على الشاشات العربية، لكنها تستعيد نجاحها الذي حققته منذ عقد بمسلسل (نور) في الشرق العربي على عكس شريكها السابق (مهند) أو (كيفاتش تاتيلتوغ) والذي يفشل بإعادة نجاحه الباهر السابق من خلال مسلسل (العشق الممنوع) مع بطلتيه هازال كايا وبيرين سات.
المسلسل تفوق لعدّة أسباب:
١- القصة الرائعة والتي تعرض فترتين زمنيتين مختلفتين، والتي لامست قلوب المشاهدين لما تحمله من رسائل تضمينية واقعية غير خيالية عن العلاقات الأسرية وتفككها وصراع الأم بين محبتها لأبنائها وحزنها عليهم، والمعالجة الدرامية الممتازة التي صاغت الأحداث بطريقةٍ رائعةٍ، وجعلت المشاهد يتفاعل معها بحماسٍ.
٢- الأداء الممتاز لسونغول التي تفوقت على نفسها وأدت واحدًا من أجمل أدوارها، لتلعب دور الأم وتكبر من ملامحها وتستغني عن جمالها لتجسد الشخصية بإتقانٍ، تشعر بحزنها على وجهها، تمشي بإنكسارٍ. سونغول ليست متطفلة بل إبنة المعهد المسرحي، ونستغرب كيف لبعض المراهقين الذين لا يفهمون أصول مهنة التمثيل، أن يقولوا إنها كانت غير مناسبة لتقف كبطلة أمام كيفانش بمسلسل (نور)، بينما كان كيفانش بالحقيقة وقتها مبتدئًا، وساعدته ولقتنه عدة دروس بالتمثيل لتأدية بعض المشاهد!
٣- المشاهد التي لا تتكرر والأفكار المتجددة دائمًا والتدرج السلس بين أحداث المسلسل، والنقلة الجميلة التي لا تضيعنا بين الأحداث الماضية والحديثة، على عكس المماطلة التي يعاني منها مسلسل (الطائر المبكر) منذ حلقات، غير أحداثه التي تفتقد لعامل المنطق.
٤- الصورة الإخراجية الرائعة لميرفي التي نقلت لنا الأحداث المشوقة بعدستها الممتعة بصريًا، غير النوعية الفائقة للصورة والإضاءة الممتازة والمونتاج السليم الذي قطّع المشاهد المصوّرة ودمجهم مع بعضهم بحرفيةٍ، دون أن يقطع جملًا ولا تعابيرًا للممثلين، مثلما يحدث هنا ببعض الأعمال الدرامية في لبنان.
اليوم تراهن سونغول على مسلسلها مرة أخرى، وإن تفوقت على (الطائر المبكر) بنسب المشاهدة، فإنها ستتسيد المشهد الدرامي في تركيا لأسابيع مقبلة مكتسحةً الجميع!
عبدالله بعلبكي – بيروت