مع نهاية الحلقة الثامنة من مسلسل (أرض جو) نشاهد الإرهابي ياسين شقيق سلمى (غادة عبد الرازق) يهرب من بين أيدي الحراس وذلك خلال عملية نقله إلى المحكمة حيث سيقف أمام قوس العدالة.
لم يكن المشهد واضحاً بل خاطفاً، وانتظرت الحلقة التاسعة لأشاهد أي تبرير لهذا الفرار المضحك وكنت متأكدة أن مشاهد إضافية سنراها في الحلقة التاسعة لتبرر هربه بحيث تكون العوامل مقنعة خصوصاً وأن المشاهدين العاديين يعرفون بأن احتمال فرار أي إرهابي، من أي سجن، من أي دولة، نسبته صفر من مائة. ومن يتمكن من الهرب فبقرار سياسي.
لكن في بداية الحلقة التاسعة جاءت التبريرات مخيبة، إذ استطاع ياسين وحده الفرار بمساعدة بعض عيدان الكبريت وإشعال حريق في إحدى حمامات المحكمة الشاسعة التي أعرفها شخصيا وكنت تجولت فيها..
وإلى ذلك كل من كان يرافق ياسين هم ثلاثة عناصر من الأمن فقط لا غير، وكانوا يقودونه إلى مخفر المحكمة من المدخل العام بينما ما أعرفه أن المجرمين من هذا الطراز لا يتم إدخالهم إلى المحاكم من بوابات أمامية.. وإذا كان الأمر في مصر كذلك فهل الأمن المصري على كل هذا الغباء ليتصرف مع أحد المارين في ساحة المحكمة فيضرب بياسين ويسلمه مواداً بيده ولا ينتبهون لكل هذه الجلبة ولا يستغربون أو يتوقفون لبرهة على الأقل!.
كان بودي أن أشاهد منتَجاً لمنتجٍ كريم وبطل لا يقلل من قيمة المسلسل (أرض جو) وهو الذي يحل في المراتب الأولى هذا العام.. بل لو أن المنتج أضاف إلى هرب الإرهابي ياسين مشاهد ذكية مع الكاتب الذي لا تنقصه الكفاءة في حبكة خطة لفرار إرهابي، ولا ضير أن تساعده مجموعة مسلحة للخروج من بين أيدي الأمن.. هذا على سبيل المثال.
لكن بخل المنتجين هو من يصيب أعمالنا الدرامية بعلة وتجعلنا نقول “آه العمل فعلاً رائع وتحفة.. ولكن”!
وفي الدقيقة 15 وخلال لقاء غادة عبد الرازق مع الرجل الذي يطاردها وكان أعطاها 350 ألف جنيه.. وبينما يتجاذبا الحديث على الغداء تقول له غادة عبد الرازق: (أخويا سلمتو ومسجون دي الوقت).
غادة قالت ذلك بعد فرار شقيقها ومرور مجموعة من الأحداث..
من يتحمل هذه المسؤولية؟ إنه خطأ في تركيب المشاهد وهي مسؤولية المخرج المساعد.. لكن هل مثل هذه الأخطاء مسموحة في عمل بهذا المستوى!
نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh