ردتْ الفنانة المصرية الكبيرة يسرا على العراقيّ العباس التكريتيّ، حفيد أخ الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وطبان التكريتي، بعدما أشاد بها وقدراتها التمثيليّة عبر (تويتر).
كتبَ العباس: (الممثلة العربية الوحيدة اللي تستحق تدخل موسوعة غينيس لأروع تمثيل بالعالم هي يسرا).
تابعَ: (جبارة.. صدقًا جبارة).
يسرا وضعتْ قلبًا أحمر كتعبيرٍ عن تقديرها لمحبة العباس، علمًا أنّها لا تكتب تعليقًا إلا نادرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا إنّ كان صاحب التغريدة أو المنشور فنانًا مثلها.
فهل تعرف العباس التكريتيّ وصلته بصدام حسين؟ لذا دوّنت له تعليقًا دون الآخرين؟
هل يشي هذا بحبّ يسرا للقائد العراقي السابق، الذي لا يزال يُصنّف أكثر قادة العرب تأثيرًا وحضورًا وشعبيةً، رغم مرور ١٥ عامًا على استشهاده دفاعًا عن وطنه بوجه الاحتلال الأمريكيّ الغاشم؟
إقرأ: العراقيون يطالبون بابنة صدام حسين رئيسةً لهذه الأسباب!
تواصلنا مع العباس التكريتي الذي زوّدنا بمعلومات حصرية للجرس، تنفي كلّ مزاعم حكام العراق اليوم ومعهم بعض المروّجين لأخبار زائفة تحدّثت عن قسوةٍ وإجرام وما يتضمّن من عنفٍ سلوكيّ أحاط عائلة صدام، منذ استلامه الحكم في بغداد.
العباس ليس ابن وطبان بل حفيده، يشرح لنا: (لدينا الجد كالوالد، نقول والدنا أي جدّنا، كلّ هذا يدور ضمن تقاليد العائلة العراقيّة الحاكمة سابقًا).
أبلغنا ابن أخ صدام إذًا، عن اهتمامات أفراد الأسرة بالفنّ منذ ما قبل سقوط النظام العراقيّ، وقال: (حديثنا الآن يعيد إليّ العديد من الذكريات، كنّا جميعنا نحبّ الفن ونستمع إلى الأغنيات، شخصيًا لطالما أحبّبت الدراما المصريّة، ولا أزال أذكر حضوري لمسرحية الزعيم عادل_إمام عام ٢٠٠١ (بودي جارد)، والتي نظّمها في بغداد لأيام متواصلة).
إقرأ: محمد رمضان مع حفيدة صدام حسين!
تابع: (حضرت آنذاك مع والدنا الراحل وطبان التكريتي، كذلك حضر المسرحيّة ابن الرئيس صدام الشهيد عدي حسين ورافقته بنات السيّدة رغد صدام حسين حرير وبنان ووهج، التقطوا لهم وقتها العديد من الصور التي تصدّرت الصحف العراقيّة تحت عنوان: (أحفاد الزعيم مع الزعيم)).
أضاف: (والدنا وطبان أي أخ صدام حسين، كان يميل للفنانة اللبنانية نجوى_كرم، بل يحبّها، ويستمع كثيرًا إلى أغنيتها (روح روحي)).
العباس حدّثنا عن علاقة وطيدة تجمع الأسرة بالممثلة السورية الكبيرة رغدة، ما لا نستغربه كوننا نعي جيّدًا ونقدّر دورها الكبير والمؤثر بمحاولة فكّ الحصار العالمي الذي شُنّ على العراق بعد غزو الكويت.
عقّب: (كلّنا نحبّ الطرب الأصيل، ولدينا آذان موسيقيّة، وكبرنا ضمن هذه الأجواء)، ما ينفي كل الشائعات التي حاول عبرها كثيرون تشويه الصورة الحقيقيّة لصدام حسين الذي بنى دولة علمانية عصريّة، ونبذ التطرف السنيّ والشيعيّ معًا.
تعود الذكريات للعباس، أثناء اتصالي به فيكمل: (حضرت أيضًا مسرحية الفنان المصري الراحل سمير_غانم (أنا ومراتي ومونيكا) عام ٢٠٠١، وأتذكّر دورًا للممثلة نيرمين الفقي التي أحبها والدنا كثيرًا).
يضيف العباس: (كان والدنا وطبان يمتلك فرسًا عربية أصيلة سمّاها (نيرمين) على اسم الممثلة المصرية، فلطالما أحبّ شكلها وجمالها).
عن صدام حسين يتذكّر الشاب العراقي البعيد جغرافيًا عن وطنه: (عمي صدام لطالما عشق الشعر العربيّ، ولديه صور جميلة مع الشاعر السوري الكبير نزار قباني).
نزار الذي قتل حزب الدعوة العراقيّ زوجته بلقيس الراوي عام ١٩٨١، بتفجير مروّع استهدف السفارة العراقيّة في بيروت!
إقرأ: هؤلاء قتلة زوجة نزار قباني ولماذا لا نستغرب؟! – صور
ملاحظة: الكثير من المعلومات الخاصة عن عائلة الرئيس صدام حسين، تقرأونها بسلسلة من التحقيقات المكتوبة ننشرها تباعًا.
مَن وطبان التكريتي؟
وطبان إبراهيم الحسن المحمد الخطاب من عشيرة البيكات من قبيلة ألبو ناصر، أخ صدام حسين من الأم، وأصغر أشقائه برزان إبراهيم التكريتي، وسبعاوي إبراهيم الحسن، وأخوه الأكبر من الأب دهام إبراهيم الحسن.
درس وطبان الابتدائية والإعدادية في تكريت وتخرج في جامعة المستنصرية حاصلًا على بكالوريوس الحقوق. شغل منصب محافظ صلاح الدين، ثم منصب وزير الداخلية في العراق من 1991–1995.
في أبريل 2003 ألقت القوات الاميركية ألقت القبض على وطبان في منطقة الرابية شمال غرب الموصل.
اقتيد ظلمًا إلى الحجز والاعتقال بتاريخ 13 أبريل 2003، في ربيعة شمال العراق قرب الحدود العراقية السورية.
أعلنت وزارة العدل العراقيّة يوم الخميس الموافق 13 أغسطس 2015 وفاته بسبب توقف مفاجئ في القلب إثر “مرض عضال”، فيما ادعّت أنه عانى من أمراض عدة وخضع للعناية الطبية من اللجان الصحية المتخصصة في دائرة الإصلاح العراقية.
ذكرت ابنته الكبرى تعرضّه للتعذيب حتى الموت في السجون العراقية قائلةً: (اتصل بنا أحد السجناء الذي كان معتقلًا مع والدي في الأسبوعين الأخيرين من حياته، والدي تعرض للتعذيب بالربط إلى كرسي والضرب، والصعق المستمر بالكهرباء، كما قُطعت عنه الأدوية تمامًا بالشهر الأخير، ما أدى لحدوث التهابات في قدمه التي عانت أصلًا من إصابة قديمة، وفقد ثلاثين كيلو غرامًا من وزنه في أيامه الأخيرة، والإصابة هذه في قدميه تسبّبت بفقده القدرة على التحرّك فأصبح ينقل محمولًا).
تابعت تشرح التعذيب القاسي غير الإنساني الذي تعرّض له وطبان: (كان والدي في سجن التسفيرات التابع للداخلية العراقية، ونُقل لسجن الكاظمية وهناك تعرض للإهانة وسوء المعاملة على خلفية دوره في النظام العراقي السابق، ثمّة سجان يدعى مشتاق كان يقول له أنهم يعذبونه انتقامًا من أخيه صدام الذي حكمهم 35 عامًا).
عبدالله بعلبكي – بيروت