العالم حقيرٌ جدًا، وسياساته أحقر من الحقارة نفسها.
نحن نعيش في عالم يغسل أدمغة الحيوانات الناطقة، أي البشر الذين يصدقون كل ما يُقال لهم، لأنه لا يبذلون أي جهد لمواجهة صناع الأفكار والقيم الكاذبة.
من إحدى أساليب الاعتداء على عقول الناس وضمائرها، مقولة: (أنت لا تقبل بما أفرض عليك؟ إذًا سأغسل دماغك)؟
اقرأ: معاناة لطيفة ما يشير أنها تعاني PTSD
ومعناها: أنا أملك المال والإعلام وسأحطم كل ذكائك وأعبث بكل المبادئ والقيم، وأصنع بديلاً عنها عن طريق أعادة تدوير ما في رؤوس الجماهير حتى الأصحاء منهم، وإقناعهم بأن أعظم البشر كانوا Gays أي لا صبي ولا بنت. يعني من الجنس الثالث.
في المسلسل الوثائقي الذي تقدمة Netflix، يقدم المسلسل نفسه على أنه يعرف كل الحقيقة عن العالم القديم الاسكندر الكبير وعلى أنه من الجنس الثالث، وهذه المرة مع تصوير الإسكندر الأكبر، الذي يلعب دوره باك بريثويت، بتقبيل صديقه هيفايستيون، على الفم والجسم، وينخرطان في عناق حميم.
اقرأ: أمل حجازي وآخر صورة لها لأنها تحترم نفسها
جاء ذلك في الحلقة الافتتاحية، من برنامج “Alexander: The Make of a God”، والتي بدأ بثها على Netflix في 31 يناير/ كانون الثاني، من الشهر الماضي.
هذا تشويه للإنسانية، ولسمعة المؤرخين الذين لم نعد نثق بأحد منهم، وهذا دفعٌ للبشرية لتعود إلى الدين والإختباء في بيوتاتها بعيدًا عن عالم يحكمة مجرمون، كذابون، منافقون، يذبحون الناس بكل الوسائل.
ببساطة وبصراحة، صنعوا من الاسكندر المقدوني، البطل اليوناني الخارق، مثالاً أو عنوانًا لكل البشرية ومن لم ينكح جاره رغم أنه متزوج وله أولاد فليخرج وليجرب طالما أن المقدوني كان كذلك.
اقرأ: عمرو أديب: ممكن ناخد كِلية من كل مصري بالخارج!
كيف يستطيع المؤرخون تأكيد إدعاءاتهم، حول شخصية عاشت قبل حوالي 3000 سنة، ولماذا إثارة هذا العبث الرخيص في تاريخ العظماء كما فعلوا ب زفلاطون الفيلسوف اليوناني الذي اتهموها أنه كان يعشق الصبية!
ما مدى دقة الادعاءات المحيطة بالحياة الجنسية لأعظم فاتح في التاريخ؟
وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها الحياة الجنسية للإسكندر الأكثرجدلاً.
كان تصوير المخرج أوليفر ستون للملك المقدوني في عام 2004 على أنه مثلي الجنس في فيلم “الإسكندر” مثيرًا للخلافات بين المؤرخين، ما يعني أن لا معلومات ولا علامات عن وضعه الجنسية!
اقرأ: إليسا هل جاءتنا من دار الايتام: الاحمدية تنتقم
وللأسف نشعر بالاعتداء على دقة المعلومات حين يطل نشطاء حقوق المثليين ومواقع LGBTQ الذين يشيدون بالإسكندر الأكبر باعتباره “بطلًا مثليًا” مبدعًا.
وبمواجهة هذا النفاق اندلعت أعمال شغب في سالونيك في عام 2002، أثناء ندوة تاريخية حول حياة الإسكندر الجنسية، ما تطلب قوة شرطة قوامها أربعين شخصًا لحماية المندوبين.
اقرأ: الله (كبرى) يكسر الأرقام عالميًا ويأخذ المشاهدين العرب
قبل أن نتمكن حتى من البدء في الإجابة على ما إذا كان الإسكندر الأكبر (مثليًا)، نحتاج إلى النظر في السياق الاجتماعي والتاريخي.