يُعتبَر الامتناع عن الجنس مخالفاً لحدس وطبيعة الإنسان، لكن العديد من الناس لا يمارسون العلاقة الجنسية، إما عن خيارٍ شخصي، إما جرّاء التعليمات الدينية والمجتمعية. ويشرحون أن لامتناعهم عن الجنس فوائد كثيرة، وهو يناسب حياتهم في الوقت الحاضر.
الناحية الايجابية
يساعد الجنس على حرق السعرات الحرارية وتعزيز الحميمية عند الشريكين وتخفيف الألم، أي إنه أمرٌ لا يجب رفضه والامتناع عن ممارسته. لكن تبين في احدى الدراسات أن امتناع الشخص عن الجنس لفترة، يؤدي إلى تنشيط الرغبة الجنسية لديه، ما يؤدي لتجربة جنسية أفضل من سابقتها. وفيما تختلف حدّة الامتناع عن الجنس من شخصٍ لآخر، إذ يمتنع البعض عن كل الأمور الجنسية من ضمنها اللّمس ويمتنع البعض الآخر عن العلاقة الجنسية فقط، يتمتع الممتنع عن الجنس بالحماية من الأمراض المنقولة جنسياً ولا يواجه أي احتمال حَمل غير مرغوب به.
اقرأ: د. وليد ابودهن: احذروا من سموم أشعة الشمس
وكما أن الامتناع عن الجنس يؤدي بالناس لتقدير اللذة الجسدية، وهي المغايِرة للّذة الجنسية. فيتمتعون بالأحاسيس الناجمة عن اللّمس، مضيفين إلى علاقاتهم ألفة وحميمية خارج نطاق العلاقة الجنسية. وهكذا “يتعلّم” الشخص أموراً لم يكن يعرفها عن جسمه، ويصبح أكثر وعياً لرغباته ولاستجاباته الجنسية، بعيداً من الضغوط والتوقعات التي تقع على عملية ممارسة الجنس.
كذلك أظهرت دراسة لكلية الطب في جامعة أوكلاند في 2013 أن الامتناع عن الجنس يزيد من المودّة عند الثنائي، ويجعل الإنسان يكتشف مناطق جديدة في جسمه مثيرة للشهوة الجنسية ويُتقن تقنيات جنسية جديدة.
اقرأ: د. وليد ابودهن: ماذا يحدث للدماغ خلال شلل النوم؟
الناحية السلبية
ان الامتناع عن الجنس يؤثر في ثقة الشخص بنفسه خصوصاً إذا ما كان مرتبطاً، إذ في امتناعه عن الجنس يَظهر كغير الواثق من نفسه ويؤثر في الشريك سلباً ويجعله هو أيضاً غيرَ واثقٍ من نفسه، بما أنه سيعتبر أنه ليس جاذباً أو كافياً لعلاقةٍ جنسيةٍ ممتعة. يحتّم هذا الأمر تواصلاً واضحاً بين الشريكَين، يشرح فيه الشخص دوافعه للامتناع عن الجنس وكم هي الفترة.
الأشخاص غير المرتبطين، من جهتهم، قد يمتنعون عن الجنس بسبب عدم توافر الشريك، أو جراء التعليمات الدينية والمجتمعية والأخلاقية، وفي هذه أن امتناعهم عن الجنس مع شريك معين، لا يعني أنهم لا يمارسون الاستمناء.
اقرأ: د. وليد ابودهن: هل تعاني من الأوجاع في جميع أنحاء جسدك
أما الراضخون للضغوط الاجتماعية فيعزو الأمر إلى التربية التي تُظهر الجنس موضوعاً وسخاً وتُجبر الشخص على اعتبار ألا أحاسيس جنسية لديه: فتكذب الفتاة على نفسها لفترة طويلة جداً من عمرها، حتى تكتشف أن ما تشعر به هو أمرٌ طبيعي وتواجه حقيقة الأمور, اذ أن التربية من جهة، والعوامل الاجتماعية من جهة أخرى، تشكل عوامل مؤدية إلى الامتناع عن الجنس.
الإحباط الجنسي قد يظهر أيضاً جراء الامتناع عن الجنس، خصوصاً عند من يستعينون بالجنس للتخفيف من التوتر والإجهاد لديهم. أيضاً أن التحفيز الجنسي يتأثر سلباً، فالدماغ هو “الجهاز” الجنسي الأقوى بما أنه المزوّد بالمشاعر الجنسية، ويمكن الرسائل السلبية عن الجنس التي تُجبر الناس على الامتناع عنه أن تؤثّر سلباً في كيفية تفكيرهم في العلاقة الجنسية. ويذكر موقع CerveauEt Psycho-CC أن الممتنعين عن الجنس يختبئون وراء الدين، وقد يتطور لديهم خوفٌ من العلاقة الحميمة.
اقرأ: د. وليد ابودهن: عشر أطعمة لنمو الشعر
اما من أحدٍ يختار الامتناع عن الجنس بملء إرادته، فالأسباب النفسية هي التي تفرض نفسها على حياته الجنسية، فيما في الواقع عند الإنسان حاجة وغريزة جنسية طبيعية، من غير أن ينفي وجود حالات لاجنسية وهم الأشخاص ذات الحالات النادرة حيث لا انجذاب جنسي لديهم (Asexuals).
توقف الزوجين عن المعاشرة لبعض الوقت قد يكون له أسبابه الكثيرة، منها التعب أو السفر أو المسؤوليات الحياتية التي تلقي بظلالها على الزوجين، وقد تكون الأسباب نفسيةً أيضاً كالملل أو الخصام المتكرر وغيرها.
لكن ما لا يعرفه الزوجان أن التوقف لوقت طويل عن الجماع له تأثيراته السلبية الجمة على الصحة. فصحة الزوجين معاً تُصاب بالعديد من العوارض الصحية في حال لم يحصل اللقاء الحميم بين الزوجين لفترة طويلة، وهذه بعض العوارض:
اقرأ: د. وليد ابودهن: كيفية الوقاية من الوثاب وطرق العلاج؟
1. الشعور الزائد بالتوتر: للمرأة والرجل معاً، فالعلاقة الحميمة تساعد على التنفيس عن مشاعر التوتر والقلق، والإمتناع أو التوقف عن هذه العلاقة لبعض الوقت يوقع الزوجين فريسة القلق الدائم. وقد وجد الباحثون أنه وخلال الجماع، يقوم المخ بفرز مواد كيميائية جيدة مثل الأندروفين والأوكزيتوسين، التي تساعد على الشعور بالراحة والتخلص من مشاعر القلق.
2. تزايد خطر الإصابة بسرطان البروستات: أيها الرجل، عدم ممارستك للعلاقة الحميمة لبعض الوقت قد يزيد لديك خطر الإصابة بسرطان البروستات، وذلك لأن القذف المستمر يساعد في إزالة بعض المواد الخطيرة من البروستات ما يُقلَل خطر الإصابة بهذا السرطان بنسبة 20% أكثر.
اقرأ: د. وليد ابودهن: الوسواس القهري وعلاجه
3. تزايد نسب الإصابة بالبرد والإنفلونزا: تساعد ممارسة العلاقة الحميمة في تعزيز مناعة الجسم تجاه الجراثيم بحسب دراسة لبعض الباحثين في جامعة ويلكيس باري في بنسلفانيا الأميركية، مضيفين أن ممارسة الجماع مرة أو مرتين أسبوعياً يعزَز من نسبة الأمينوغلوبين أ بنسبة 30% أكثر، وهو خط دفاع الجسم الأول في محاربة الفيروسات.
4. فقدان القدرة على الإنتصاب: الأمر المؤكد هو أن الرجل الذي لا يمارس القاء الحميم مع زوجته بصورة مستمرة، قد يعاني لاحقاً من فقدان القدرة على الإنتصاب، بحسب دراسة نُشرت في المجلة الأميركية للدواء. ويقول القائمون على الدراسة أنه بما أن القضيب هو عبارةٌ عن عضلة، فإن قلة تحريك هذه العضلة يفقدها القوة وبالتالي القدرة على الإنتصاب.
اقرأ: د. وليد ابودهن: السلفي يؤدي لمرض نفسي خطير
5. الشعور بالإكتئاب: عدم ممارسة المرأة للعلاقة الحميمة لفترة طويلة يجعلها عرضةً للإكتئاب أكثر من المعتاد، كذلك حال النساء اللواتي يستخدم أزواجهنَ الواقي الذكري خلال الممارسة. فإن بعض المكونات الموجودة في السلئل المنوي ومنها الميلاتونين والسيروتونين وإوكزيتوسين، تتمتع بفوائد تحسين الحالة النفسية للمرأة.
د. وليد أبودهن