في الأسابيع الماضية ظهرت 3 سلالات فرعية جديدة من متحور أوميكرون من فيروس كورونا، فما هي؟ وما آثار ظهورها؟ وكيف يتعامل معها جهاز المناعة؟ الإجابات وأكثر في هذا التقرير.
3 سلالات جديدة من أوميكرون
سلالة “بي إيه 2.12.1” (BA.2.12.1)
كتبت بريندا جودمان في “سي إن إن” (CNN) أن الحالات في أميركا تتجه إلى الارتفاع في معظم الولايات وقد ارتفعت بنسبة تزيد على 50% مقارنة بالأسبوع السابق في واشنطن وميسيسيبي وجورجيا وماين وهاواي وداكوتا الجنوبية ونيفادا ومونتانا.
وتضيف أنه يبدو أن الجاني هذه المرة جزء من متغير “أوميكرون بي إيه 2” (Omicron’s BA.2) اسمه “بي إيه 2.12.1” (BA.2.12.1) وكان تحديده أول مرة على يد مسؤولي الصحة في ولاية نيويورك في أبريل/نيسان.
تمثل سلالة “بي إيه 2.12.1” التي تنمو أسرع بنحو 25% من الفيروس الأصلي “بي إيه 2” (BA.2) ما يقرب من 37% من جميع حالات “كوفيد-19” في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفقا لتقديرات جديدة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية (CDC).
تنتشر هذه المتغيرات الفرعية الجديدة من أوميكرون في جميع أنحاء العالم، وتم الإبلاغ عن “بي إيه 4” في 15 دولة و10 ولايات أميركية، في حين عُثر على “بي إيه 5” في 13 دولة و5 ولايات أميركية، وفقا لموقع “أوتبريك إنفو” (Outbreak.info) الذي يديره تحالف من مراكز البحث الأكاديمي وهو بدعم من تمويل من المعاهد الوطنية للصحة.
كما يمكنهما الهروب من الأجسام المضادة لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم ولديهم عدوى بسلالة “بي إيه 1” سابقة، على الرغم من أن هذا حدث بدرجة أقل من الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى فقط.
وقادت نتائج الدراسة الباحثين إلى أن سلالة “بي إيه 4” (BA.4) وسلالة “بي إيه 5” (BA.5) لديهما القدرة على إحداث موجة عدوى جديدة على نحو يجعل لقاحات “كوفيد-19” والجرعات المعززة حاسمة لوقف الموجة التالية.
وأظهرت بيانات من جامعة “جونز هوبكنز” أن السلالتين “بي إيه 4″ و”بي إيه 5” حصلتا على اهتمام متزايد في جنوب أفريقيا مع تضاعف حالات الإصابة الأسبوعية بفيروس كورونا في الأسبوعين الماضيين.
وهناك إمكانية أن يتسبّب النمو السريع للسلالتين “بي إيه 4″ و”بي إيه 5” في جنوب أفريقيا في حدوث زيادة ممكنة في المستقبل في كاليفورنيا والولايات المتحدة. وحتى الآن، تأكد العلماء من أن الأشخاص الذين نجوا من سلالة أوميكرون الأولى في الشتاء (بي إيه 1) من غير المرجح أن يصابوا مجددا بالسلالة الفرعية الأكثر عدوى “بي إيه 2” المنتشرة الآن في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
ولا تظهر على متحورات الفيروس علامات الاستقرار، وحتى مع كل التغييرات حتى الآن لا يزال لديها مساحة تطورية وفيرة لاستكشافها، وذلك وفقا لعلماء الفيروسات الذين يتتبعونها من كثب، وما يعنيه ذلك -من الناحية العملية- هو أن الفيروس شديد العدوى بالفعل، ويمكن أن يصبح أكثر من ذلك.
ونقل الكاتب عن عالم الفيروسات روبرت ف. جاري من جامعة “تولين” قوله “من المحتمل أن يكون لهذا الفيروس حيل لم نرها بعد؛ فنحن نعلم أنها ربما ليست معدية تماما مثل الحصبة حتى الآن، لكنها تزحف إلى هذا المستوى بالتأكيد”.
وقال الكاتب إن الأبحاث الأولية تشير إلى أن سلالة “بي إيه 2.12.1” أكثر قابلية للانتقال بنسبة 25% من المتحور “بي إيه 2” من أوميكرون المهيمن حاليا على المستوى الوطني، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها التي أكدت أن المتحور الفرعي انتشر بسرعة في الشمال الشرقي على وجه الخصوص حيث يمثل أغلب الإصابات الجديدة.
ويوضح الكاتب أن حالة هاريس تسلط الضوء على ما أصبح واضحا إلى درجة مؤلمة في الأشهر الأخيرة من أنه “لا يمكن لأي قدر من التطعيم أو التعزيز أن يخلق درعا مثاليا ضد العدوى من كورونا، ومع ذلك فإن ما تفعله اللقاحات بشكل جيد للغاية هو تقليل خطر الإصابة بأمراض شديدة إلى حد كبير، وهذا له أهمية كبيرة في مسألة تتعلق بالصحة العامة، وكذلك الاستخدام الأوسع للعلاجات، مثل مضادات الفيروسات باكسلوفيد”.
واستدرك بالقول “لكن المتحورات التي ظهرت يمكن أن تتهرب من العديد من الأجسام المضادة المعادلة التي هي خط الدفاع الأمامي للجهاز المناعي”، ونقل عن جيسي بلوم عالم الأحياء الحسابية في مركز “فريد هاتشينسون” لأبحاث السرطان في سياتل قوله “إنها تتطور بمعدل سريع إلى حد ما؛ أعتقد أننا بحاجة إلى التفكير بقوة إذا كان يجب علينا تحديث اللقاحات والقيام بذلك قريبا”.
ويبيّن الكاتب أن فيروس كورونا الجديد يتقدم خطوة أخرى على مقياس العدوى، خاصة أن قريبه المقرب “بي إيه 2” (BA.2) كان بالفعل أكثر قابلية للانتقال من سلالة أوميكرون الأولى التي ضربت البلاد في أواخر عام 2021، وكان أوميكرون أكثر قابلية للانتقال من متحور دلتا، وكان الدلتا أكثر انتقالا من متحور ألفا، وكان ألفا أكثر قابلية للانتقال من المتحورات السابقة.