أن تكون نجمًا ممتلئًا ليس بالأمر الهين، حتى لو كنت تمتلك كل الكاريزما، جمالًا انتاجًا ضخمًا، وعلاقات عليا فلن تستطيع أن تصدق نفسك وبالتالي، لا يمكن للمشاهد الذكي أن يصدقك ويصرخ عاليًا لصالح مشاعرك ويقول أخبروني أنه تمثيل وليس حقيقة.
النجومية طريق وعرة تخلقها الموهبة أي الفطرة، وتصقلها الدراسة ويتوجها التراكم.
كل هذه الصفات تنطبق على نجمة لبنان الأولى حاليًا ماغي_بو_غصن فنًا خفة ظل ومقدرة إبداعية مصدرها ذاك التراكم الحسي والمعرفي والثقافة العالية التي تظهر من نوعية النصوص التي تختارها سنويًا.
اقرأ: تضامن فني لبناني غير مسبوق مع (ع امل)
ماغي لم تسع يومًا خلف الشهرة الزائفة لذلك اختارتها الشهرة، ولم تكن أيضا تسعى لتحسين مظهرها على حساب مضمونها لذلك ترسخت في قلوب المشاهدين، على مر السنين، هي التي بدأت بدور كومبارس بعد تخرجها من المعهد المسرحي، لكي تختبر فن التمثيل والأداء من قاعه حتى وصلت الآن إلى حالة النشوة الفنية.
قبل أن أبدأ بمتابعة مسلسل (ع أمل) كنت متلهف لهذا العمل، ليس فقط لأنه من كتابة كاتبة تدرك جيدا ماذا يريد المشاهد دون أن تتخلى عن مشروعها الحقيقي وهو الحفاظ على القيمة، بل لأني بعد متابعتي لكل أعمال ماغي شعرت أنها في هذا العمل سترسم عهدًا جديدًا بفن الأداء وحان الوقت للبطولة المطلقة التي انتظرتها مرارًا وبنت أساساتها جيدًا ولم تتساهل أبدا هذا رغم أنها تستطيع ذلك، لأن منتج أعمالها هو زوجها المنتج الكبير جمال_سنان لكنها لم تتبع طريق الخِسة.
اقرأ: ماغي بو غصن لا تهاب المنافسة
عندما رأيت التيزر شعرت أن هناك قضية للعمل، وهذه النوع من القضايا طرح كثيرًا في السينما والتلفزيون ولكن المعالجة الدرامية كانت مرسومة ومفصلة بطريقة جديدة ومبتكرة لم تجعلني أفقد احساس المتعة لأن الدراما أولا وأخيرا هي ترفيه، وليس من الضروري أن تغوص كثيرا في الواقعية.
استطاعت الكاتبة مع المخرج تقديم الرؤية الفنية للعمل بتجرد دون الغوص في الحلول، صياغة الواقع المؤلم وتجسيده بعيدًا عن التنظير والفلسفة.
قضية تخص المرأة عموما وتلامس انسانيتنا، لنخرج من دائرة الأحكام ونرى الصراع كما هو ليس كما يجب أن يكون, وهذا الدور الحقيقي للدراما والسينما الى أن نصل الى الغاية وهي التقبل ويجاد المبررات التي توصل الانسان الى ارتكاب الخطايا.
ومحاولة فهم الدوافع التي تجلعنا نخرج عن الفطرة الحقيقية ونحارب ونظلم باسم الله والعادات والتقاليد البالية ب مجتمع تراه من بعيد خلاب وربما متحرر بالشكل ولكن عندما تصل الى القاع ترى العكس.
حان الوقت ل نصرخ ونعري الواقع تلك هي الثورة الحقيقية التي تؤدي الى المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة لا الى الصراع ومحاولة البحث عن الحرية بالانتقام ,لنبقى ضمن الحلقة ذاتها وبالتالي الصراع مستمر.
ماغي اليوم غير ماغي الأمس، مشهدها عند موت أختها كان أعظم أداء يظهر النضج الفني التي وصلت له، ولم ولن انسى نظرة عينيها وهي تصرخ رهف وكأنها تقول أنا انتشيت أنا أثبت لنفسي وللعالم أني ممثلة نجمة ولست نجمة ممثلة
المسؤولية أصبحت كبيرة والجميع متلهف للمزيد من القضايا والفن والترفيه والتنوع باختيار النصوص لذلك السؤال الأصعب بعد كل هذا التفوق ورفع اسم الدراما اللبنانية الخالصة التي تشبه لبنان عاليا والقادرة على الحضور بقوة.
ماغي أو يسار ماذا بعد؟
كنان كامل شقير – سوريا