منذ 7 سنوات صالح الكردي شخصية أردنية تعمل في مجال التنمية الإجتماعية استطاع أن يدرب عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يسعون إلى تطوير أنفسهم في مختلف مجالات الحياة كخدمة العملاء، البرمجة اللغوية العصبية، إدارة الوقت وغيرها.
من نجاح إلى نجاح ومن جهد إلى جهد أكبر، والقدرة على الإنتقال من موضوع إلى آخر واستخدام الثقافة بطريقة جيدة، وفي هذا الحوار يتحدث صالح عن معنى الإيجابية وكيفية استخدامها، وطريقة إختيار الوظيفية والعمل المناسب وأُسس السيطرة على الوقت واستثماره، وكيفية الحوار مع الذات.
* ماذا تعني كلمة الايجابية؟
– يقصد بالايجابية توازن السالب مع الموجب، واختلال أحدهما هو السلبية. مثال على ذلك وللتوضيح السكر النقي. لماذا يعتبر مضراً؟ ذلك لأن الإنسان قام بتغيير طبيعته المتوازنة فصفاه ونقاه وحسنه فرفع منه الموجب فاصبح ضاراً، أي أنه قام بضرب توازن طاقاته فأصبح مضراً. لذا يُعتبر السكر البني أفضل لأنه أقرب ما يكون لطبيعته.
* كيف نستخدم الإيجابية في حياتنا اليومية ونطبقها بشكلها الصحيح؟
– من خلال الابتعاد عن شيئين وهما: الرفض والتعلق. كل ما رفض الإنسان شيئاً زاد السالب فاختل التوازن فأصبح الشخص سلبياً. وهو سبب الأمراض النفسية والعضوية. فلو ابتعدنا عنه سنعيش بهدوء وذلك عن طريق القبول والتسليم. وكلما تعلق الشخص وأراد الشيء بشدة زاد الموجب فأختل التوازن فأصبح الشخص سلبياً. كلما كنت متوازناً كلما كنت إيجابياً وكلما وقل تأثرك بالظروف.
* برأيك لماذا لا يتقن معظم الناس طريقة التفكير الإيجابي؟
– في البداية يجب علينا أن نعرف معنى الإتقان. وسأقوم بعد ذلك بالإجابة على هذا السؤال بأسئلة أخرى. إن الإتقان هو أن تقوم بالعمل بأفضل ما يكون وأن لا تترك هذا العمل إلا عندما تكون قد وضعت كامل قدراتك لفعل أحسن ما يكون فعله. كلما كنت مستمتعاً بعملك ستقوم باتقانه بشكل أفضل. والسؤال هل نقوم نحن بالإستمتاع بتفكيرنا؟ هل نقوم بحسن الظن بالناس بتفكيرنا؟ إذا اخترت واقعك الإيجابي من خلال تفكيرك الإيجابي سينعكس هذا الشيء على كل حياتك وتعاملاتك مع الاخرين.
* يعاني معظم طلاب الجامعات والمدارس من عدم القدرة على تنطيم وإدارة الوقت.. ما هي النصائح التي تقدمها لهم ليستطعوا أن ينظموا ويديروا أوقاتهم؟
– معنى الوقت عند طلابنا الأعزاء هو النجاح. إننا مطالبون بتقليص الهادرالمنفق في جهودنا ومواردنا. يمكننا فعلاً استغلال أقل جهد ممكن للوصول لأكبر نتيجة مرجوه. يجب علينا الابتعاد عن مضيعات الوقت فهي غير مهمة وغير مستعجلة وتقوم بهدر الطاقات مثل لعب الشدة (الورق) والجلوس مدة طويلة على التلفاز وغيرها. أن نقوم بالتركيز بشكل أكبر على كل المهام الضرورية والمستعجلة وبرمجة أوقاتنا لتحقيق أهدافنا (النجاح عند الطلاب)، ووضعها ضمن جدول لتحقيقها حيث تجعلك قادراُ على تتبع تقدمك في تحقيق هدفك في المسار الصحيح وأن تكون ضمن سيطرتك.
* هل فعلا يؤثر الحديث مع الذات على حياة الانسان بشكل عام؟
– بكل تأكيد، يكون ذلك من خلال الأفكار التي نقوم بتبنيها حيث يتولد من تبني هذه الأفكار مشاعر إيجابية (مثل الفرح والسعادة) أو مشاعر سلبية ( مثل الحزن او الكآبة) وتصبح أنت جهاز إرسال واستقبال. أي أن ما نعيشه من ضغوط وسلبية في هذه الحياة يكون نتيجة فهمنا وأفكارنا الخاطئة للحياه.
أي اننا سنعمل كجهاز إرسال لهذه الطاقات الإيجابية أو السلبية وجهاز استقبال تستقبل من الكون نفس نوع هذه الطاقات (بالتالي ما سيأتيك في حياتك سيكون من نوع هذه الطاقة وبنفس القوة). مثال (فقر، بطالة، يأس، واسطة، حاجة) يعني أن الكون بأجمعه يكون جندياً عندك، لكن عليك أن تدرك ذلك. إن الله سخّر ما في هذا الكون لخدمتك ولينفذ أفكارك سواء كنت إيجابياً أم سلبياً والدليل ىية (وسخر لكم ما في السموات وما في الارض جميعاً منه).
* ماهي الطريقة الصحيحة للتحدث مع الذات؟
– يجب علينا التحكم بأفكارنا وأن ندرك الأمور بإيجابية ليتم تخزينها بشكل إيجابي بعقلنا الباطن وبالتالي الإستجابة بإيجابية للمواقف، من خلال حديثنا الذاتي الإيجابي مع أنفسنا.
* لو اردت ان تنصح الشباب عن الطرق الصحيحة لاستغلال الوقت ما هي النصائح التي تقدمها؟
– لكي تدير وقتك يجب عليك في البداية تحديد الأهداف وعند تحديد الأهداف يجب أن تعيش في الحاضر، لا يمكنك أن تغير الماضي. والمستقبل هو نتيجة مباشرة لما تفعله الآن . والقوة لتحقيق الاهداف تكمن في توفر ما يلي في الهدف:
– الايجابية.
– الشخصية: تعنيك انت.
– الامكانية: ضمن سيطرتك.
– محددة: الأهداف الغامضه تسفر عن نتائج غامضة.
– قابلة للقياس: تجعلك قادراُ على تتبع تقدمك المحرز في تحقيق هدفك في المسار الصحيح.
– لها وقت معين لانجازه: دون تحديد مواعيد لاهدافك، لا يوجد لديك سبب مقنع أو دافع حقيقي لبدء العمل على إنجازها.
* ما هو أول عائق برأيك أمام تحقيق الأهداف والنجاح؟
– لا أحد يستطيع أن يوقفك، تابع المسير واستمتع بفشلك، أديسون استمتع بفشله في 999 محاولة. الشخص الوحيد القادر أن يوقفك هو أنت، أنت صاحب هذا القرار.
* يتم برمجة الإنسان في السنوات الأولى الخمس من حياته هل يمكن أن يغير الإنسان برمجته عندما يتقدم بالسن؟
– العقل الواعي : هو العقل الذي من خلاله نستطيع التفكير واتخاذ القرارات التي يعيها الانسان. والعقل اللاواعي أي العقل الباطني: والذي يعمل بشكل تلقائي كما تمت برمجته (حيث تتم برمجة هذا العقل من الوالدين والمعلمين والاصدقاء والبيئة) ويستجيب الإنسان للمواقف والحالات التي تحدث معه من خلال ما تم تخزينه في هذا العقل. يكون تخزين هذه الافكار والقيم والمعتقدات من خلال العقل الواعي. حيث تأتي الفكرة للعقل الواعي ومن ثم يتم تحليلها وتخزينها في العقل اللاواعي (النتيجة: أي ان العقل الواعي يقود العقل اللاواعي).
ماذا علينا ان نفعل الان؟
يجب علينا التحكم بأفكارنا وأن ندرك الأمور بأيجابية وافتراض حسن الظن بالناس من خلال حديثنا الذاتي من أنفسنا وبالتالي التغيير.
* ماذا تعني كلمة البرمجة في التنمية البشرية؟
– تشير إلى مجموعة أفكارنا وأحاسيسنا وتصرفاتنا الناتجة عــن عاداتنا وخبراتنا والتى تؤثر على اتصالاتنا بذاتنا وبالآخرين وعليها يسير نمط حياتنا. هذه مـن الممكن تغييرها كما ذكرت .
* برأيك ما هي الخطوات الأساسية التي يجب أن يتبعها الإنسان لاختيار التخصص الدراسي الصحيح؟
– على الشخص الذي يرغب بتحديد ميوله الدراسية للمرحلة الجامعية أن يبحث في مجالات الدراسة التي تقترب من الهواية والتي يحب أن يمارسها، فالدمج بين الهواية والدراسة سيجعل هناك مجالاً أكبر للتفوق، مما سيعود بالفائدة على الطالب في دراسته ومستقبله لاحقاً. فلو كانت هوايته عادة في الكتابة، فبإمكانه التسجيل في كلية الاداب.
* ما هي الامور التي تسبب للإنسان الإحباط والأفكار السلبية والتي يجب عليه الابتعاد عنها؟
– هنالك العديد من المسببات والتي تسمح للأفكار السلبية بالتسلل إلى عقولنا وأذكر منها: الحياة المادية التي نعيش فيها والمنافسة القوية التي نراها حولنا والتغيير السريع وجعل معظم الناس يضيع مع التحديات ويبعد عن الله سبحانه وتعالى سواء كان يدرك ذلك أم لا بالإضافة لعدم وجود أهداف محددة والبرمجة السلبية المسبقة.
* ما مدى تأثير وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي على أفكار الشباب وأسلوب حياتهم؟
– تعتبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي من أخطر الوسائل تأثيراً على المجتمعات، والتي توليها الناس أهمية قصوى، نظراً لتعدد وسائلها، ولسهولة وصول هذه الوسائل إلى قطاعات عريضة جداً من المجتمعات المختلفة، حيث تفعل فعلها في عقول الناس، وتؤثر في اتجاهاتهم، ومن ثم في مواقفهم التي يتخذونها حيال العديد من القضايا ويستوي الجميع في ذلك سواءاً كان ذلك على المنحى الإيجابي أو السلبي.
عمر حديدي – الأردن
)
