عن (الدولار) أغنيّة، عما عايشناه من انهيارٍ وتدهورٍ بليغيْن في جلّ المستويات الحياتيّة.

ليليان_نمري، القديرة بل أكثر، الحقيقيّة بل أعمق، الوطنيّة بل أصلب.

تقدّمُ لنا أغنيّةً تشرّحُ علاقتَنا الغريبة مع العملةِ الأميركية، وكأننا نعيشُ مع (الدولار) عشقًا خفيًا ممنوعًا وكرهًا مسموحًا بعدما انتصرَ ساحقًا بلا رأفة العملة اللبنانية الوطنيّة، أي الليرة، كلّ ما يذكّرنا بالسنوات السابقة، وبلقطات تبثّها الذاكرةُ عن عفويّةٍ وفرحةٍ وجمعةٍ ما عدنا نشهدها، بل صارت على قائمةِ الأمنيات المستحيلة!

إقرأ: ليليان نمري تقدّم للدولار أغنية!

(ليلو) كما يغازلها ويردّد لها محبوها، أي شعبها، كلّ شعبها، بعدما أمتعتنا وأفرحتنا وحجزتْ مكانتَها المرموقة في عقولنا وقلوبنا خلال مسيرةٍ استثنائية، صنعتها أعمالها ومحطاتها الناجحة المتواترة.

تظهر ليليان بعفويتِها المعتادة، تغني للدولار وتسيرُ معه على الطريق نفسه، تتعاملُ معه وكأنّه مصيرها كمواطنةٍ، بعدما أصبحتْ العملةُ الأجنبية هذه، أساسًا لتسعير كافة المواد والسلع، ولم يبقَ سوى الهواء خارج إطار (الدولار)!

تستعجبُ سعر كيلو اللحمة وتعدُ نفسها بعودةٍ مؤجلة إلى حينٍ، وفي محل الخضراوات تختصرُ قائمةَ المشتريات، فيما ترسمُ ابتسامةً وتتمايلُ بتلقائيةٍ، وكأنّها تخاطبنا: (مهما كان الواقع الذي أنقله إليكم صعبًا، سنصنع واقعنا الذي نستحق، في يومٍ ما سنرقص ونبتسم وحينها سنقول للدولار: (حظًا أوفر.. انتصرتَ قليلًا وانتصرنا كثيرًا لأننا شعبٌ لا نرضى الهزيمة الطويلة!).

تكسبُ ليليان_نمري نقاطًا، وترسّخ اسمها ضمن موسوعةِ وطنٍ، لعمالقةٍ قلّةٍ ارتفعوا على خط الأزمات، وواجهوها بصلابةٍ ومتانةٍ ودراسةٍ، فكانوا على مستوى التحدي، ليرفرف لبنان علمًا ومكانًا في سماء الإبداع.

غنّتْ النجمةُ اللبنانية بصوتٍ جميل دون ادعاء بعيدًا عن موجات الابتذال، بسلاسةٍ وحرفيّةٍ ترجمت مشهدنا وكأنها مرآتنا، فكانت صوتنا لا صورتنا فقط!

في عزِّ الأزمات وأشدّ مراحلها قسوةً، يتجلّى دور الفن الجوهري بالمواجهة، وتظهر القضيّة بطلةً على المسارح وفي صلبِ مواقع التصوير وعلى ألسنة المبدعين أينما تنقّلوا.

خلال المراحل المتقلّبة للأزمة اللبنانية، غابتْ الأعمال الفنيّة التي تحوّل واقعنا إلى لوحةٍ فنيّة هادفة، نضيء عبرها على أوجاعنا والمسبّبات الأساسية لمجمل ما عانيناه ونعانيه حتى اللحظة.

لكنّ الكبار لا يرضخون أمام أي واقع فنيّ مبتذل، ولا يرضون بمشهديّة انعزاليّة عن الصورة الفعليّة والوجع الضار الذي يمسّ أناسهم.

لذا ظهرتْ ليليان نمري، أولًى اليوم..

تقولُ لرأي عامٍ داخلي وخارجي: (هذا لبنان.. انظروا إليّ، انظروا إلى مشهدي، هذا مشهد لبنان وهذه صورة لبنان)!

(ويا نيالنا على هيك نجمة).

(يا دولار) كلمات وألحان طوني نمري، تسجيل وتوزيع المايسترو نمر حبيب، ميكينغ أوف وتمثيل بول أبو حيدر، تصوير جورج مشهور، إخراج جورج توفيق، وانتاج (Love Leader Pro).

عبدالله بعلبكي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار